رفقاً بالجماهير

ت + ت - الحجم الطبيعي

تدخل المنتخبات العربية مبارياتها المهمة في الجولة الخامسة من المجموعة الأولى للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، وكلها عزم على ضمان عدم قطع خيط الأمل الذي ما زال قائماً للمنافسة على المركز الثاني المباشر، أو على الأقل خطف بطاقة الملحق، وإسعاد ملايين الجماهير المتعطشة التي باتت أشبه بقوارير تواجه خطر الانكسار، ولم تعد قادرة على رؤية مزيد من الإخفاقات والخيبات. 

الطريق إلى كأس العالم تبقى الطريق نفسها لكن تتفاوت الأقدام في الإقدام، والحديث عن «الأبيض» الإماراتي، يطول ومع كل منافسة يدخلها يسعى لإثبات أنّ مع الإرادة كل شيء ممكن، وأنها إذا ما اقترنت بخيط الأمل فلن يكون هناك صعب أو مستحيل أمام كوريا الجنوبية، خصوصاً بعد عودة أحد أهم المحاربين القدامى، إسماعيل مطر، حيث تُفتح نوافذ الأمل على قلوب لم يطلها رماد العمر، مطر الذي يثبت أنه مهما كان قطار الحياة سريعاً فإنه يقف عاجزاً أمام رغبة الفوز والتحدي والإصرار وإثبات الذات. 

في سيؤول سيلعب الأبيض المباراة حاملاً آمال جماهير عريضة وعاشقة تمني النفس بأول ثلاث نقاط حتى لو كانت على حساب سون ورفاقه، أو أقلها الخروج بنقطة تبقي على ذاك الخيط مشدوداً. 

في الجهة المقابلة، لا يبدو أن المنتخبين السوري والعراقي وجماهيريهما بحالة أفضل، فالقوارير هناك لم تعد تحتمل كذلك أي ضربة حتى لو كانت خفيفة بعد نتائجَ غير مرضية مخيبة للتطلعات. 

يواجه المنتخبان بعضهما البعض، في لقاء لا يحتمل القسمة على اثنين، الخاسر منه سيقطع بأقدام لاعبيه، رسمياً، خيط أمله، أو ربما بفكر مدربه، أما الفائز فسيقطع شوطاً كبيراً نحو المنافسة على الثاني والثالث.

وكلا المدربين، سواء المحروس أم أدفوكات، يدركان أن الجليد الذي يسيران عليه أصبح هشاً، وأن الأصوات بدأت ترتفع في وجهيهما، لذلك لا مساحة للأخطاء ولا مجال للأعذار.

Email