الشغب يعكر فرحة عودة الجماهير للمدرجات الفرنسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان من المفترض أن تشكّل عودة الجماهير إلى ملاعب كرة القدم مناسبة احتفالية بعدما غاب المشجعون عن المدرجات طيلة عام بسبب تداعيات فيروس كورونا، لكن أعمال الشغب أرخت بظلالها وعكّرت الفرحة بعودة الجماهير إلى المدرجات الفرنسية.

فما شهدته المنافسات الكروية في فرنسا في مستهل الموسم الجديد من «ليغ 1» خطف الأضواء وتصدّر العناوين ليصبح حديث الساعة أكثر من وصول لاعب من طراز الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى الدوري للدفاع عن ألوان باريس سان جرمان الذي يحلّق في الصدارة بفارق 7 نقاط عن أقرب ملاحقيه.

وكانت مجموعة من المشجعين اجناحت أرضية ملعب مباراة أنجيه ومرسيليا ثاني الترتيب الحالي (صفر- صفر)، في وقت تعرّضت حافلة لمشجعي بوردو للرشق بالحجارة خلال توجهّهم لحضور مباراة فريقهم ومضيفه مونبلييه (3-3)، ما أدى إلى تعرض 16 منهم لإصابات طفيفة.

وهاتان الحادثان حصلتا بعد أعمال الشغب التي رافقت أيضاً دربي الشمال في عطلة نهاية الأسبوع الماضي بين لنس وليل حامل اللقب (1- صفر)، ما أدى إلى تأخير انطلاق الشوط الثاني.

وتدخلت شرطة مكافحة الشغب عندما اقتحم العشرات من مشجعي لنس أرضية الملعب بين الشوطين لمواجهة مشجعي ليل، ما أدى إلى مبارزة في رمي المقاعد بين الطرفين من فوق الجدار الفاصل بينها.

عقوبات

وعوقب لنس الذي يحل ضيفاً غدا على مرسيليا في مواجهة قوية بين رابع وثاني الترتيب حالياً، بأن يلعب مبارياته البيتية خلف أبواب موصدة حتى إشعار آخر، ما سيحرمه من الجماهير التي تخلق عادةً أجواء رائعة في ملعب «بولارت-ديليليس».

وكان نيس الذي يحقق نتائج جيدة في مستهل مشواره مع مدرب ليل السابق كريستوف غالتييه، والذي يحل اليوم ضيفاً على سانت إتيان، أول الفرق التي تدفع ثمن أعمال الشغب هذا الموسم بحسم نقطة من رصيده بعد توقف مباراته أمام غريمه المتوسطي مرسيليا في 22 أغسطس.

كما عوقب نيس بخوض ثلاث مباريات بيتية خلف أبواب موصدة في «أليانز ريفييرا»،وستعاد المباراة بين الجارين في 27 أكتوبر على ملعب محايد، فيما أوقف مدافع مرسيليا الإسباني ألفارو غونساليس الذي ألقى الكرات في اتجاه جمهور نيس، لمباراتين، فيما أوقف زميله ديميتري باييت مباراة واحدة مع وقف التنفيذ.

وتوقفت المباراة في الدقيقة 75 بعدما تعرض باييت الذي كان يستعد لتنفيذ ركلة ركنية، لهجوم من «ألتراس» لفريق نيس حيث أصيب في ظهره بقارورة ماء، أعاد إلقاءها على الجماهير.

واجتاح العشرات من مشجّعي فريق نيس الملعب مما تسبّب في شجار بين المشجعين ولاعبي الفريقين وأعضاء إدارة الناديين.

وشجب وزير التربية الوطنية والشباب والرياضة جان ميشال-بلانكيه في مقابلة مع قناة «أل سي إي» مظاهر الشغب بعد الذي حصل في أنجيه من أحداث أدت إلى اعتقال شخصين أول من أمس.

ورأى أن «بعض الأندية نجحت في السابق بوضع حد لهذه الأعمال الهمجية غير المقبولة. هناك أشخاص يجب منعهم من دخول الملاعب في المستقبل بسبب هذا السلوك».

وتابع: «نحن بحاجة إلى أن نكون حازمين. هؤلاء الناس يضرون بصورة هذه اللعبة».

ومن المؤكد أن هذه الأحداث تضرّ بصورة كرة القدم الفرنسية التي تسعى للاستفادة من وصول ميسي إلى سان جيرمان، ما عزّز مكانة نادي العاصمة بين كبار القارة العجوز في ظلّ وجود لاعبين كبار آخرين أيضاً مثل البرازيلي نيمار، كيليان مبابي، الوافد الجديد الإسباني سيرخيو راموس الذي لم يخض حتى الآن أي مباراة بسبب الإصابة، الإيطالي ماركو فيراتي بطل أوروبا هذا الصيف مع بلاده، أو الوافد الجديد الآخر المغربي أشرف حكيمي الذي منح فريق بوكيتينو الفوز السابع بتسجيله الهدفين أمام متز (2-1)، ثانيهما في الوقت بدل الضائع حين كان التعادل سيد الموقف.

وسُمح للجماهير بالعودة إلى المباريات هذا الموسم دون قيود مرتبطة بالعدد المسموح به، لكن شرط أن يثبت الحاضرون بأنهم تلقوا جرعتي اللقاح ضد «كوفيد 19» أو أن يقدموا نتيجة سلبية لاختبار أجري قبيل المباراة.

وبدأت المشكلات منذ المرحلة الافتتاحية عندما أصيب لاعب مرسيليا فالنتان رونجييه بزجاجة على رأسه في ملعب مونبلييه، مما أدى إلى توقف المباراة لعشر دقائق.

Email