عوامل ساعدت زيدان في الفوز بـ "كلاسيكو الأرض"

ت + ت - الحجم الطبيعي

اقتنص فريق ريال مدريد صدارة ترتيب الدوري الإسباني مؤقتًا قبل أن يستعيها أمس جاره أتليتيكة مدريد، بعد انتصاره على برشلونة بهدفين لهدف، في لقاء الجولة 30 الذي احتضنه ملعب ألفريدو دي ستيفانو مساء أول أمس السبت.

وقدم ريال مدريد أداءً مثاليُا في الشوط الأول، ولكنه عانى في الشوط الثاني، لدرجة أن إلياكس موريبا كان قريبًا من تسجيل هدف التعادل، ولكن العارضة حرمت برشلونة من حصد نقطة.

وبانتصار ريال مدريد على برشلونة اقتنص صدارة الليغا مؤقتا برصيد 66 نقطة وبفارق الأهداف عن أتلتيكو مدريد، الذي استعاد المركز الأول بعد تعادله مساء أمس مع ريال بيتيس.

واستطاع ريال مدريد قلب موازين الدوري الإسباني في الجولات التسع الأخيرة، ففي الجولة 21 كان لديه 40 نقطة مثل برشلونة محتلًا المركز الثالث، وبفارق 10 نقاط كاملة عن أتلتيكو مدريد الذي كان لديه مباراة مؤجلة آنذاك، أي أن فارق النقاط كان سيصبح 13 نقطة لولا براعة كتيبة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان.

وبعد مرور 9 جولات على فارق النقاط الكبير هذا، أصبح ريال مدريد وصيفاً بتخلفه نقطة فقط عن المتصدر.

والآن ينافس ريال مدريد بقوة على لقبين: الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، الذي وضع ساقًا ونصفا في نصف النهائي بعد انتصاره على ليفربول الإنجليزي في مباراة الذهاب بنتيجة 3-1.

وهناك عدة عوامل غيّرت شكل ريال مدريد في الشهور الأخيرة، رصدت (آس) بعضاً منها:

إيجاد النسق في الأداء والنتائج

حقق ريال مدريد سلسلة من النتائج الرائعة في شهر ديسمبر الماضي، ولكن نهاية الشهر وبداية عام 2021 لم تكن مثالية له، إذ تعادل مع إلتشي وأوساسونا، وخسر في نهاية شهر يناير أمام ليفانتي بهدفين لهدف، ومن بعدها وريال مدريد لا يعرف الهزيمة في الليغا، وحصد منذ ذلك الوقت 23 من أصل 27 نقطة من 7 انتصارات وتعادلين.

واستطاع ريال مدريد في تلك الفترة الانتصار على برشلونة وتعادل مع أتلتيكو مدريد ليوقف زحفهما نحو لقب الليغا.

وقدم برشلونة سلسلة من النتائج تشبه سلسلة ريال مدريد، إذ حقق البلوغرانا 22 من أصل 27 نقطة من سبعة انتصارات وتعادل واحد وهزيمة واحدة كانت في لقاء كلاسيكو الأرض الماضي.

وكان أتلتيكو مدريد الأسواء من بين الثلاثة فرق خلال الفترة الماضية، إذ حقق 4 انتصارات و3 تعادلات وخسر مباراتين.

رسالة زيدان للاعبيه وانفعاله في المؤتمر الصحفي

بعد هزيمة ريال مدريد أمام ليفانتي وفي المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة هويسكا سُئل زيدان عن مستقبله فأجاب منفعلًا: نحن نستحق مواصلة المنافسة حتى نهاية الموسم، لن أترك لا أنا ولا اللاعبون المنافسة، إذا كنتم تريدون استبدالي فاخبروني في وجهي، لا من الخلف، عليكم احترام الذين يعملون هنا ولو بقدر قليل، هذا الفريق فاز بالليغا العام الماضي وليس منذ عشر سنوات.

واعتاد زيدان طوال مسيرته على التحلي بالهدوء، ولكنه أراد بانفعاله هذا بعث رسالة واضحة المعنى، وهي أنه سيحمي لاعبيه من الانتقادات القادمة من الخارج في أصعب اللحظات، مطالبًا اللاعبين في الوقت نفسه بتغيير الديناميكية والعقلية لإيقاف هذه الانتقادات وقلب موازين نتائج الفريق.

ويبدو أن رسالة زيدان وصلت بالفعل إلى أذهان لاعبيه، فمنذ ذلك الحين وريال مدريد لا يعرف الهزيمة.

بن زيمة يجعل من الصعب سهلًا

تحدث الكثيرون خلال الشهور الماضية عن حاجة ريال مدريد إلى التعاقد مع قلب هجوم بسبب غياب الفعالية الهجومية لدى الفريق.

وقد كانت هذه حقيقة، ففي أول 19 جولة في الدوري الإسباني سجل ريال مدريد 34 هدفًا فقط، بما يعادل 1.8 هدففي المباراة الواحدة، كما أخفق في التسجيل 3 مباريات.

ولكن تغير الوضع تمامًا في الشهور الأخيرة بسبب براعة كريم بن زيمةأمام المرمى، ففي آخر 12 مباراة لم يخرج ريال مدريد دون تسجيل، ليرفع معدل تهديفه في المباراة الواحدة إلى هدفين.

واستطاع كريم بن زيمة هز شباك الخصوم في آخر 7 مشاركات له في الدوري، فمنذ 9 فبراير الماضي وقّع على 9 أهداف في الليغا.

وسجل ريال مدريد 53 هدفًا في الدوري الإسباني حتى كتابة هذه السطور، لـ بن زيمة منها وحده 19 هدفًا، ما يعادل 36% من إجمالي أهداف الفريق.

ضغط زيدان على الفريق

بعد انتهاء مباراة كلاسيكو الأرض قال زيدان: اللاعبون منهكون بدنيًا، لا أعلم كيف سننهي الموسم، بدنيًا نحن على الحافة.

واستمرار ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا يصعب من موقفه في المنافسة على الدوري الإسباني، فقبل مباراة برشلونة توجب على الميرينغي مواجهة ليفربول، وبعد 3 أيام فقط سيواجهه مرة أخرى، وفي حالة تأهله، وهو المرجح بشدة، فإنه سيواجه إما تشيلسي الإنجليزي أو بورتو البرتغالي في الدور نصف النهائي، ما سيزيد من الضغوط على لاعبي ريال مدريد.

وتتبقى لـ ريال مدريد 8 مباريات في الدوري الإسباني، منها لقاءات صعبة كـ إشبيلية وريال بيتيس، ما قد يمثل عقبة في مشوراه نحو اللقب المحلي.

إعادة اكتشاف فينيسيوس جونيور

في ظل غياب إدين هازارد بداعي إصاباته المتكررة؛ قرر زيدان اللجوء إلى بديله (البرازيلي فينيسيوس جونيور).

ولعب فينيسيوس أساسيًا في 7 من آخر عشر مواجهات في الدوري الإسباني، سجل خلالها هدفًا في مرمى ريال سوسيداد حصد لـ ريال مدريد نقطة ومرر كرة حاسمة أمام إيبار، فضلًا عن ثنائيته المثالية في مباراة ليفربول.

ويتمتع فينيسيوس بمهارة مراوغة وسرعة كبيرة، وأثبت هذا في أكثر من مناسبة، لا سيما في اللقاءات الأخيرة الذي شارك فيها بانتظام، وكان ينقصه فقط تحسين مهارة الإنهاء لديه، ويبدو كذلك أنها تحسنت، بدليل ما فعله في لقاء الريدز.

ميلاد أسينسيو من جديد

جلس ماركو أسينسيو على دكة بدلاء مباراة برشلونة، ودفع زيدان بـ فيديريكو فالفيردي رغبة منه في تعزيز قوة خط الوسط والجبهة اليمنى لتجنب خطورة جوردي ألبا.

ومع ذلك يقدم أسينسيو مستويات كبيرة في الأسابيع الأخيرة، وذلك بعدما أجلسه زيدان على دكة بدلاء أتالانتا وسيلتا فيجو.

ويبدو أن أسينسيو فهم رسالة زيدان باستبعاده من تشكيلته الأساسية، لذا كان يحاول استغلال كل مباراة يشارك فيها كبديل ويسجل لفريقه، وساعده هذا على عودته مرة أخرى إلى التشكيلة الأساسية.

ووقع ماركو أسينسيو هذا الموسم على 6 أهداف ومرر كرتين حاسمتين ليستعيد بذلك نسخته الأفضل التي سبقت إصابته بقطع في الرباط الصليبي.

امتلاك خط وسط مميز
يمتلك ريال مدريد خط وسط هو الأفضل في العالم، هذا الخط مكون من الثلاثي كاسيميرو، لوكا مودريتش وتوني كروس.

ولا يضاهي أحد كاسيميرو في قدرته على افتكاك الكرات من الخصم، لذا فإنه يحتل المركز الرابع في قائمة أكثر اللاعبين الذين شاركوا هذا الموسم.

أما بالنسبة إلى مودريتش فهو ساحر خط وسط ريال مدريد وأحد نقاط قوته لما يتمتع به من مهارة وقدرة على تحريك الكرة والتمرير والتحرك بين الخطوط.

ويبلغ مودريتش من العمر 35 عامًا، ومع ذلك لعب نحو 3000 آلاف هذا الموسم وهو سادس أكثر اللاعبين مشاركة، أما بالنسبة إلى كروس فأظهر روعته في لقاء ليفربول، لذا فإنه سابع أكثر اللاعبين مشاركة بأقل من مودريتش بـ 100 دقيقة. 

كلمات دالة:
  • برشلونة،
  • ريال مدريد،
  • بن زيمة،
  • كلاسيكو الأرض
Email