مرموش.. جوهرة مصرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواصل اللاعب المصري، عمر مرموش، التألق في الملاعب الألمانية، حتى أصبح أحد المواهب الصاعدة بقوة في دوري الدرجة الثانية الألماني، وصار «جوهرة» مصرية تواصل نضوجها يوماً بعد يوم، مع استمراره في هز شباك المنافسين مع فريقه الحالي سانت باولي، لكن على الرغم من ذلك لا يزال المهاجم صاحب الـ (22 عاماً) ينتظر تحقيق حلمه وارتداء قميص المنتخب المصري الأولمبي.

مرموش الذي ذهب معاراً إلى سانت باولي، قادماً من فولفسبورغ، لديه الإصرار على تقديم أداء ملفت وإثبات الذات، ولديه أيضا تعطش لا يتوقف نحو إحراز الأهداف، ما مكّنه من إحراز 6 أهداف في 14 مباراة خاضها مع الفريق، آخرها المباراة التي فاز فيها فريقه بهدفين نظيفين، على فريق آينترخت براونشفايغ، في الجولة السابعة عشرة من عمر الدوري، ليس ذلك فحسب، بل ساهم مع الفريق في صناعة 9 أهداف أخرى.

ولم يكن طريق اللاعب في عالم الاحتراف الخارجي ممهداً، بل وصفه «مرموش» نفسه «بالمشوار الصعب»، وقال إنه مر بظروف قاسية في أول عامين له في الاحتراف، خصوصاً وأن الدوري الألماني يختلف عن الدوري المصري في الاهتمام الكبير بالجوانب البدنية، والاحترافية في أساليب التدريب، لكن مع مرور الوقت صارت الأمور سهلة، وساعد في ذلك أنه دائماً يسعى إلى تحقيق هدفه الأول منذ الصغر وهو الاحتراف في أوروبا.

وفي أثناء وجوده مع فولسفورغ الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى الألماني، لم يتواجد اللاعب في التشكيلة الأساسية للفريق، برغم سعيه الدائم لذلك، ما دفعه إلى الرحيل إلى دوري الدرجة الثانية للحصول على فرصة المشاركة، لاقتناعه بأن المشاركة في المباريات هي التي سترتقي بمستواه الفني والبدني، وتفتح الفرصة أمام خطوات أعلى في سلم الاحتراف.

لكن تبدّل حال اللاعب مع ناديه الجديد، ويعيش معه حالياً أزهى فتراته، وبات أحد العناصر الأساسية للفريق، بفعل تأثيره الكبير أمام المرمى، لذا يعوّل عليه الجهاز الفني لفريق سانت باولي، في قيادة الفريق للصعود إلى دوري الدرجة الأولى، بعدما نجح في الارتقاء إلى المركز الحادي عشر في سلم الترتيب.

برغم ذلك لا يزال التساؤل مطروحاً حول عدم استدعاء اللاعب إلى معسكر المنتخب المصري الأولمبي، الذي يستعد لخوض غمار منافسات دورة الألعاب الأولمبية في يوليو المقبل، لكن المدرب العام للمنتخب، معتمد جمال، أوضح في مقابلة تلفزيونية صعوبة ضم مرموش للمعسكر لأن الفريق لم يخض خلاله أي مباريات ودية، لذا فضّل الجهاز الفني بقيادة شوقي غريب، بقاء اللاعب مع فريقه، على أن يتواجد خلال الفترة المقبلة.

اللاعب الذي يحمل والداه الجنسية الكندية، وُلد في مصر في فبراير من عام 1999، وبدأ حياته الكروية في نادي وادي دجلة، وحصل على لقب هداف دوري منطقة القاهرة في مرحلة الناشئين مواليد 1999 عام 2016، برصيد 44 هدفاً، سجلها في 22 مباراة فقط، وكان ذلك سبباً في اختياره ضمن قائمة منتخب الشباب لخوض منافسات كأس الأمم الأفريقية تحت 20 عاماً، وذلك في عام 2017.

بعدها تم تصعيد مرموش إلى الفريق الأول بوادي دجلة، ونال إشادة أحمد حسام «ميدو»، المدير الفني للفريق وقتها، وقرر أن يعتمد عليه بشكل قوي في غالبية مباريات الدوري المصري الممتاز، وشارك في 17 مباراة بمسابقتي الدوري وكأس مصر، وفتح هذا التألق أمامه فرصة الاحتراف الأوروبي، وانتقل في بداية عام 2017 إلى فريق فولفسبورغ الألماني.

وقبل الانضمام إلى فولسفورغ، تواصل مرموش مع محمد زيدان، لاعب المنتخب المصري وبوروسيا دورتموند السابق، وذلك للاستفادة من خبراته في الدوري الألماني، وشارك مرموش في 17 مباراة مع فريق الرديف، وسجل خلالها أربعة أهداف، ولكنه تغيب بعد ذلك عن الفريق، قبل أن ينتقل إلى سانت باولي.

اختيار اللاعب الانتقال إلى دوري الدرجة الثانية من أجل المشاركة الأساسية ورفض مقاعد البدلاء، أعاد إلى أذهان البعض ما فعله محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، قبل نحو 6 أعوام، عندما تمرد على دكة بدلاء واحد من أكبر أندية إنجلترا وهو تشلسي، وذهب إلى فيورنتينا، أحد أندية الوسط في إيطاليا، ومن هناك بدأت الانطلاقة الحقيقية، لأن اللعب أساسياً في فريق ضعيف أفضل من البقاء حبيساً لمقاعد البدلاء وسط الكبار.

Email