إبراهيموفيتش.. سلطان «الشغب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسد على الأغراب.. وفي البيت حمامة، ربما هذا المثل ينطبق على «سلطان الشغب»، وملك التصريحات الساخرة، زلاتان إبراهيموفيتش، فعندما سئل في أحد اللقاءات عن سبب عدم وجود صور منزلية للنجم السويدي «سيلفي» عبر حسابه على إنستغرام، قال: «زوجتي هيلينا، هي لا تسمح لي بالتقاط صور سيلفي، ربما أحياناً أترجاها فأضع صورة هنا وصورة هناك»، وتصريحه ذلك هو عكس الصورة الذهنية المعروفة عن اللاعب الآمر الناهي في الملعب، الذي لا يقدر عليه حتى المدربين ولا ينصاع لتعليمات أحد، بل أنه صاحب الكلمة العليا في الملعب على زملائه في تحركاتهم وتطبيقهم لأسلوب اللعب.. ولكن في المنزل لا تسمح له زوجته بالتقاط صور «سيلفي» لنفسه.

يبقى ويظل زلاتان أحد أبرز النجوم في القرن الـ21، واحد من الخامات الهجومية التي يندر وجودها في الملاعب، حتى في عمر 39 عاماً لا يزال نجماً فوق العادة مع ميلان الإيطالي، يصول ويجول في الملعب ويخشاه كل المدافعين، بطوله الفارع وعضلاته المطاطية التي تمكنه من اقتناص الكرات في أعقد الظروف والمواقف، تلك المرونة التي اكتسبها من تعمله للعبة التايكواندو في مدينته الأم «مالمو» السويدية، والتي درس فيها رياضة التايكواند لإكساب جسده قدرات عضلية مختلفة.

ويقول زلاتان عن مثله الأعلى وأحلامه: «طالما وضعت محمد علي، مثلي الأعلى، أعشق هذا الرياضي الأمريكي وطريقته وأسلوب حياته، وصعوده للقمة، هو بالنسبة لي نموذج أسير عليه وأتمنى الوصول لما وصل إليه، نعم هو مثلي الأعلى».

إبراهيموفيتش الذي سجل مع ميلان 22 هدفاً في 28 مباراة شارك فيها في الدوري الإيطالي يقول عن كرة القدم: «أضع حذائي الخاص معلقاً على حائط بيتي، لأتذكر ويتذكر كل من معي في البيت ماذا أضافت لنا كرة القدم في حياتنا، أضع الحذاء على الحائط، وربما لولا الحذاء ما كان للحائط وجوداً من الأساس».

وولد النجم السويدي في البوسنة لأب مسلم هو شفيق إبراهيموفيتش، وأم كرواتية هي يوركا غرافيتش، وهاجر الأبوان منفصلين كل من بلده التابعة للاتحاد اليوغوسلافي السابق إلى السويد، وفي السويد التقيا ونشأت بينهم قصة حب سريعة أسفرت عن زلاتان فقط، حيث انفصلا سريعاً خلال طفولة زلاتان، الذي قضى أغلب وقته بعد الانفصال مع أبوه، وعرفاناً بجميل أبوه، غير زلاتان اسمه على القميص الذي يرتديه في مبارياته بعد انتقاله من أياكس إلى يوفنتوس الإيطالي إلى إبراهيموفيتش، وكان في مالمو يرتدي قميصاً على ظهره كتب زلاتان، وظل اسم الوالد غبراهيموفيتش على قميص زلاتان في يوفنتوس وإنتر ميلان وبرشلونة وميلان وباريس سان جيرمان ومانشستر يونايتد وإلى إيه غالاكسي، ثم ميلان مجدداً، وهو الأمر الذي قال عنه زلاتان في مقابلة مع التلفزيون المحلي السويدي: «أردت أن يخلد اسم عائلتي، ليظل معبراً عن بدايته، ويظل مذكراً الجميع كيف بدأت وإلى أين وصلت، الجميع.. وأنا أيضاً سأظل متذكراً أين كنت.. وإلى أين وصلت».

ولزلاتان آلاف من التصريحات الساخرة والمجنونة، والتي تظل تنضح بالشوفونية وحب الذات، ولكنه في واقع الأمر ليس متسلطاً ولا مريضاً بحب الذات كما يظهر من تصريحاته، ولكن حسه الساخر واستغلال الصحافة لمزاحه الدائم في المؤتمرات الصحفية أخرج من لسانه تصريحات مجنونة أريد لها السخرية، وصُورت على أنها جادة ومقصودة، ولكن بعيداً عن كونها جادة أو ساخرة، فحقيقة سيرة النجم السويدي صاحب الـ601 هدف في مسيرته مليئة بالأحداث والمغامرات والإنجازات، التي ليس من بينها في كل الأندية التي لعب لها دوري أبطال أوروبا، فرغم حصوله على أغلب الألقاب وأكبر الدوريات في العالم، إلا أن النجم السويدي يغيب عن حائط بطولاته أي لقب لدوري أبطال أوروبا، الأمر الذي قال عنه في تصريحات للتلفزيون الأمريكي: «ربما حلمت بدوري أبطال أوروبا يوماً ما، لم يتحقق، ولم يعد يشغل بالي، دائما وأبداً ما يشغل بالي أن أسهم مع فريقي في الوصول إلى أبعد مكان نقدر عليه.. هذا المكان يكون دوري أبطال أوروبا أو لا يكون.. المهم أن نصل بعيداً».

بروفايل:

الاسم: زلاتان شفيق إبراهيموفيتش

الولادة: 3 أكتوبر 1981

الطول: 1.95 متر

إجمالي دقائق اللعب: 60718

عدد المباريات: 824

الأهداف: 499

Email