«أوروبا تتكلم عربي»

النجوم العرب.. منافسة على «الأجمل» واستعادة الأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليالي السحر والإبداع، القتال حتى اللحظة الأخيرة، عودة الأمل، والمنافسة على الهدف الأجمل... أبرز ملامح إنجازات النجوم العرب في الدوريات الأوروبية ودوري الأبطال والدوري الأوروبي «يوربا ليغ»، وكانت أكثر إنجازات نجومنا الأسبوع الماضي على الصعيد الأوروبي، كيف لا والجولة الماضية في دوري الأبطال و«يوربا ليغ» كانت الحاسمة والمحددة لمصير الكثير من الفرق، وحينها تحتاج الفرق بالفعل إلى إبداعات النجوم.

تألق صلاح أمر أكثر من عادي، ولكن النجم المصري أراد أن يضيف السحر إلى هذا التألق، وهو يفرض نفسه بقوة في الصراع من أجل أجمل هدف، ليس فقط على مستوى دوري الأبطال أو الدوري الإنجليزي الممتاز «البريمرليغ»، بل على مستوى العالم مجدداً، وهو يمنح العالم ثلاث لوحات مبهرات في مباراتين، الأولى خارج قواعد ليفربول في النمسا، عندما توجه حامل لقب الأبطال إلى المباراة الأخيرة في المجموعة الخامسة من دوري أبطال أوروبا، وحل ضيفاً على ريد بول سالزبورغ في مواجهة كان من الممكن أن تنهي مبكراً آمال ليفربول في الاحتفاظ باللقب، إذا تعرض للخسارة من صاحب الأرض، إلا أن «الليفر» تقدم بالهدف الأول عن طريق نابي كيتا في الدقيقة 57 من المباراة، وقبل أن يستفيق صاحب الأرض من صدمة الهدف الأول للضيوف رسم صلاح واحدة من أروع اللوحات، وهو ينجح في تسجيل الهدف الثاني لفريقه من زاوية قمة في الصعوبة وبقدمه اليمنى، مسجلاً هدفاً أذهل العالم كله وهو يتحدى قوانين الفيزياء بالتسجيل من زاوية «مستحيلة»،

ولم يكتف صلاح بذلك إذ أراد النجم العربي أن يثبت للعالم كله أن ما حدث في ملعب سالزبورغ لم يكن من قبيل الصدفة، وأن التسجيل بقدمه اليمنى «وهو اليساري القدم» ليس صدفة بل هو نتاج تدريبات كثيرة حولت قدمه اليمنى من ضعيفة إلى مصدر خطورة، بل وإبداع، فاستغل مباراة متصدر ترتيب الدوري الإنجليزي مع ضيفه واتفورد ليؤكد أن قدراته الفنية لا حدود لها فرسم لوحة جديدة وأيضا بقدمه اليمنى هذه المرة، وهو يتحكم بيسراه في الكرة متفادياً ثلاثة مدافعين، ثم يرسل كرة مقوسة من حدود منطقة الجزاء بالقدم اليمنى إلى أقصى الزاوية اليسرى العلوية لبن فوستر حارس مرمى واتفورد، ولم يكتف صلاح بذلك بل سجل ثاني أهدف اللقاء أيضاً ومرة أخرى بالقدم اليمنى، وهذه المرة من وضعية الوقوف وهو يمرر كرة خلفية تجاوزت دفاع وحارس واتفورد دون أن يتحرك صلاح من مكانه، مقدماً ثلاث لوحات من أروع ما يكون في أسبوع واحد، واضعاً فريقه في ثمن نهائي الأبطال، ومؤكداً في الوقت نفسه على صدارته «للبريميرليغ».

لحظة خاصة

ولم يكن صلاح وحده من رسم لوحات فنية جميلة في ملاعب أوروبا هذا الأسبوع، بل أن الجزائري حسام عوار نجم ليون الفرنسي كانت له هو الآخر لحظته الخاصة في الجولة السادسة والحاسمة من مجموعات دوري أبطال أوروبا، بل أن عوار نجح في رسم لوحته الخاصة وفي الوقت نفسه أعاد فريقه إلى قلب المنافسة الأقوى دوري الأبطال، بعد أن كان الفريق الفرنسي في طريقه إلى مغادرة البطولة وهو يتأخر على أرضه أمام لايزبيغ الألماني 0 - 2، ضمن مباريات المجموعة السابعة، ليتوقف رصيده عند 7 نقاط مع نهاية الشوط الأول، وهو الرصيد نفسه لبنفيكا البرتغالي وزينت الروسي، وحينها سيتم الحسم بين الفرق الثلاثة بعد تساويها في النقاط بفارق الأهداف، مع حذف نتيجة الفريق الرابع في المجموعة، مما يمنح الأفضلية لزينت الروسي، ومن بعده بنفيكا الذي سيتحول إلى الدوري الأوروبي «يوربا ليغ» بينما سينتهي الموسم الخارجي لليون،

إلا أن عوار تمكن من رسم لوحة متميزة من حدود منطقة جزاء لايزبيغ في الدقيقة الخامسة من بداية الشوط الثاني، ليعيد الأمل للنادي الفرنسي الذي نجح في النهاية في خطف نقطة التأهل بعد أن تمكن الهولندي ديباي ممفيس من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 82، ليرتفع ليون بنقاطه إلى 8 نقاط متقدماً بفارق نقطة عن بنفيكا وزينت، الذي فقد التأهل إلى دوري الأبطال بل حتى التحول إلى البطولة الثانية «يوربا ليغ» حيث إن عند التساوي بين فريقين يتم الحسم عن طريق المواجهات المباشرة بينهما والتي رجحت كفة بنفيكا البرتغالي الذي تحول إلى «يوربا ليغ»، لتبقى فرحة ليون هي الأكبر في اليوم الأخير بعد أن نجح في مرافقة لايزبيغ إلى ثمن نهائي الأبطال.

عودة

وكما أعاد عوار ليون من بعيد إلى دوري الأبطال، تمكن المغربي يوسف العربي من إعادة أوليمبياكوس اليوناني إلى خضم المنافسات الأوروبية، وقبل ثلاث دقائق من نهاية الموسم الأوروبي للفريق اليوناني نجح العربي في الوصول إلى شباك سرفينا زفيزدا «النجم الأحمر» الصربي، الذي كان في طريقه إلى الدوري الأوروبي بعد أن حسم بايرن ميونيخ وتوتنهام بطاقتي ثمن نهائي الأبطال عن المجموعة الثانية، وكان الفريق الصربي، الذي أضاع ضربة جزاء في اللقاء متأكداً من التأهل إلى «يوربا ليغ» حيث يملك 3 نقاط بينما حصد أوليمبياكوس نقطة واحدة من مبارياته الخمس السابقة، ونجح يوسف العربي في تنفيذ ركلة جزاء حصل عليها أوليمبياكوس قبل ثلاث دقائق من النهاية، مانحاً فريقه ثلاث نقاط غالية رفعت رصيده إلى 4 نقاط متقدماً بفارق نقطة عن النجم الأحمر الصربي، ليتأهل أوليمبياكوس إلى الدوري الأوروبي، ويعود الفريق إلى المنافسات القارية بعد أن كان على بعد 3 دقائق فقط من مغادرتها هذا الموسم.

إحباط

وعلى العكس من الفرحة التي عاشها يوسف العربي، ومن قبله حسام عوار، وهما يعيدان ليون وأوليمبياكوس إلى المنافسات الأوروبية في اللحظات الأخيرة من الجولة السادسة، كان الإحباط هو الشعور الغالب على المغربي سليم إملاح الذي كان يمني النفس بتأهل فريقه ستاندر دو لياج البلجيكي إلى دور الـ 32 من الدوري الأوروبي «يوربا ليغ»، خاصة بعد أن قاده إلى التقدم على ضيفه آرسنال 2 - 0 وهو يحرز ثاني أهداف فريقه في الدقيقة 63 من اللقاء، الذي افتتح أهدافه البلجيكي سامويل باستيان في الدقيقة 47 من اللقاء، ليقترب الفريق البلجيكي من التأهل إلى الأدوار الإقصائية،

خاصة في ظل النتيجة المفاجئة جدا لفيتوريا غماريش البرتغالي، الذي تخطى أنتراخت فرانكفورت الألماني على أرضه، وكان الفريق الألماني متصدراً لترتيب المجموعة السادسة قبل انطلاقة الجولة الأخيرة وكان بحاجة إلى نقطة واحدة فقط لضمان تأهله إلى الدور الثاني، أو عدم فوز ستاندر دو لياج على آرسنال، وهو ما حدث إذ تعرض فرانكفورت للخسارة 2 - 3، بعد أن كان متقدماً 2 - 1، إلا أن الفريق البرتغالي تمكن من العودة والفوز في المباراة، ليمنح ستاندر دو لياج فرصة التأهل متى ما خرج منتصراً من مواجهته مع آرسنال، إلا أن الفريق البلجيكي لم يتمكن من الحفاظ على تقدمه بهدفين، بعد أن انتفض آرسنال، وتمكن من معادلة النتيجة، حيث قلص الكساندر لاكازيت الفارق عند الدقيقة 79، وبعدها بدقيقتين فقط تمكن الإنجليزي اليافع بوكايو ساكا من تسجيل هدف التعادل ليقف رصيد ستاندر دو لياج عند 8 نقاط وبفارق نقطة عن فرانكفورت، بينما كان بإمكانه التأهل إلى الدور الثاني برفقة آرسنال لو نجح في الفوز .

أما أبرز الإنجازات العربية في الدوريات الأوروبية المحلية لهذا الأسبوع فكانت من نصيب المغربي أسامة إدريسي الذي ساهم بشكل كبير في فوز الكمار على ضيفه أياكس أمستردام في قمة الدوري الهولندي، حيث تمكن صاحب الأرض من خطف الفوز بهدف الهولندي مايرون بوادو في الدقيقة 90 من اللقاء، الذي حصل فيه على تقييم 8.1 نقاط من أصل 10 نقاط، ليكون أفضل لاعب في الملعب من جانب الفريقين، بينما ذهبت نجومية المباراة إلى الحارس الهولندي ماركو بيزوت، الذي حافظ على نظافة شباك الكمار ليتساوى مع أياكس برصيد 41 نقطة، بينما يتصدر الأخير بفارق الأهداف المسجلة.

Email