ريال مدريد .. بطل سقطت أنيابه في الدوري الإسباني

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعد نادي ريال مدريد الإسباني لكرة القدم ذلك الفريق المرعب القادر على إمطار شباك منافسيه بوابل من الأهداف، بل على النقيض بات يواجه صعوبة بالغة في تسجيل الأهداف وذلك بعد أن وصلت حصيلة أهدافه هذا الموسم في الدوري الإسباني "الليغا" حتى الآن إلى 26 هدفا فقط.

ولم يسبق لريال مدريد خلال الخمس وعشرين سنة الأخيرة، وتحديدا منذ موسم (1993 / 1994) في القرن الماضي، أن حقق هذه الأرقام السيئة التي حققها هذا الموسم الذي يشهد على إصابته بعقم تهديفي عضال.

"ينقصنا تسجيل الأهداف"، كان هذا اعتراف صريح من الكرواتي لوكا مودريتش، نجم النادي الملكي الفائز بلقب أفضل لاعب في العالم مؤخرا، بعد خسارة فريقه أمس الأحد بثنائية نظيفة أمام ريال سوسيداد في الدوري الإسباني.

وأضاف زميله سيرخيو راموس قائلا: "نمر بلحظة سيئة، أحيانا تكون عارضة المرمى هي العائق وأحيانا يكون السبب في عدم خلق فرص، إنه نتاج لكل هذه الأمور".

وزادت النتائج السيئة لريال مدريد من غضب جماهيره على مجلس إدارة النادي برئاسة فلورينتينو بيريز، كما دفعتها إلى البكاء على الماضي واستعادة ذكريات حقبة نجمها السابق كريستيانو رونالدو، لاعب يوفنتوس الإيطالي الحالي.

وهكذا أصبحت ذكريات حقبة رونالدو تلقي بظلالها الثقيلة على عقول أنصار ريال مدريد، فقد وصل متوسط عدد أهداف الفريق خلال الجوالات الـ 18 الأولى من الليغا طوال السنوات التسع التي لعبها الهداف البرتغالي مع النادي الملكي إلى 48 هدفا.

وفي الوقت الذي يعض فيه أنصار النادي المدريدي أناملهم من الندم، يتألق رونالدو مع السيدة العجوز في الدوري الإيطالي بعد أن سجل 14 هدفا في المسابقة وقاد فريقه إلى التربع على الصدارة بلا منازع.

ومما يزيد الأمور اشتعالا وينكأ بشكل أكبر جراح جمهور النادي الإسباني هذا التراجع الكبير الذي يعاني منه المهاجم الفرنسي كريم بنزيما الذي سجل سبعة أهداف فقط هذا الموسم، ويتقدم عليه في سباق الهدافين العديد من لاعبي الليغا مثل ليونيل ميسي ولويس سواريز وكريستيان ستواني واياجو اسباس ووسام بن يدر وبورخا اجلسياس واندري سيلفا وانطوان غريزمان وماكسي رودريجيز.

يشار إلى أن ميسي وسواريز سجلا معا أهدافا أكثر من تلك التي سجلها فريق ريال مدريد بأكمله، بواقع 28 هدفا لكلا اللاعبين.

ولا تقتصر أزمة تسجيل الأهداف في ريال مدريد على الليغا وحسب، ولكن الفريق لم يحرز أي هدف خلال سبع مباريات من أصل آخر 22 مباراة رسمية خاضها في مختلف البطولات، أي في حوالي ثلث هذه اللقاءات تقريبا.

ومن المفارقات، حقق ريال مدريد قبل عام واحد فقط رقما قياسيا فريدا في معدل إحراز الأهداف، حيث تمكن من التسجيل في 73 مباراة رسمية تواليا.
وتعد هذه الإحصائية كافية وكاشفة بشكل يغني عن أي تحليل أو بيانات أخرى للتحول الكبير والخطير الذي حدث لريال مدريد بين حقبتين لم يفصل بينهما سوى أشهر قليلة.

يشار إلى أنه خلال حقبة المدير الفني الفرنسي زين الدين زيدان كان ريال مدريد يحتاج إلى ست تصويبات فقط على المرمى لتسجيل هدف، أما في الوقت الراهن فهو يحتاج إلى 11 تسديدة لتحقيق هذا الغرض.

وقال المدرب الأرجنتيني سانتياغو سولاري، المدير الفني لريال مدريد، عقب هزيمة فريقه أمس: "كرة القدم تعتمد على الأهداف".

ولم يحقق سولاري منذ قدومه نتائج مريحة مع ريال مدريد سوى في ثلاث مباريات فقط، أمام مليلة ذهابا وإيابا في بطولة كاس ملك إسبانيا (10 أهداف في اللقاءين) وأمام المتواضع فيكتوريا بلازن التشيكي (5 / صفر) في دوري أبطال أوروبا.

وحقق سولاري متوسطا تهديفيا في كل مباراة مقارب للمتوسط التهديفي لسلفه لوبيتيغي، بواقع 5ر1 هدف للأرجنتيني و4ر1 للمدرب الإسباني.

ورغم رهان ريال مدريد الكبير على مهاجمه البرازيلي الجديد، فينيسيوس، يبدو أن النادي الملكي في حاجة ملحة إلى التعاقد مع مهاجم آخر من طراز رفيع قبل أن يغلق موسم الانتقالات الشتوية أبوابه نهاية الشهر الجاري.

 

 

كلمات دالة:
  • ريال مدريد الإسباني،
  • الليغا،
  • فلورينتينو بيريز،
  • لاعبي الريال،
  • سانتياغو سولاري،
  • رحيل رونالدو
Email