اضحك مع «فيفا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفوق الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» هذه المرة حتى على نفسه، وهو يضع جوائزه السنوية تحت رحمة السخرية، بعد أن طالتها الاتهامات طويلاً، بأنها تقوم أصلاً على المجاملة، وتوزع وفقاً لما تشتهيه الأندية الكبرى، ورعاة الاتحاد الدولي لكرة القدم، ورعاة كبار النجوم، فهذه المرة يحق للجميع أن يضحك بعد أن قرر «فيفا» أن يقدم فاصلاً كوميدياً من الطراز الأول، وهو يناقض نفسه بوضوح بعد أن أعلن عن التشكيلة المثالية للعام الحالي، والتي غاب عنها أولاً البلجيكي ثيو كورتوا أفضل حارس مرمى في المونديال، وحتى هنا الأمور تعد مقبولة، ولكن غير المقبول أن فيفا نفسه كان قد أعلن في الليلة ذاتها أن البلجيكي هو الحارس الأفضل في العام، فكيف يستقيم عقلاً ألا يكون أفضل حارس في العام هو حارس مرمى التشكيلة المثالية، التي عرفت مفارقة أخرى بعد أن غاب عنها أحد المرشحين الثلاثة لجائزة أفضل لاعب في العام وهو المصري محمد صلاح الذي حل ثالث أفضل لاعبي العالم، ولكن هذا المركز لم يشفع له في أن يشارك في التشكيلة الأساسية، التي عرفت تواجد اسم البرازيلي داني الفيش الذي غاب عن أكبر بطولات فيفا هذا العام وهي مونديال روسيا بعد أن تعرض للإصابة، بينما غادر فريقه باريس سان جيرمان منافسات الأندية أبطال الدوري منذ مراحل مبكرة، ورغم عدم تميزه على مستوى البطولة الأوروبية الكبرى للأندية، ولا على مستوى أكبر بطولات المنتخبات في العام الحالي مونديال روسيا 2018، الذي غاب عنه لاعب الطرف الأيمن البرازيلي، إلا أنه رغم ذلك وجد نفسه في القائمة النهائية، في مشهد تكرر طوال السنوات الماضية، ويبدو أن فيفا نسي أن البرازيلي لم يكن له أي دور مؤثر هذا العام، كما كان في السابق مع برشلونة وحتى مع يوفنتوس الذي لعب له فترة قصيرة، فجاء باسم الفيش في خانة الطرف الأيمن بحكم «العادة».

عناد الدون

وفي الوقت الذي تلقى فيه البرازيلي الفيش مجاملة واضحة باختياره في التشكيلة المثالية، تلقى نجمنا العربي المصري محمد صلاح جائزة الترضية بمنحه جائزة بوشكاش لأجمل هدف، والتي حصل عليها بسبب عناد «الدون» كريستيانو رونالدو، الذي غاب عن حفل تسليم الجوائز ليتعامل «فيفا» بمبدأ «الجائزة لمن حضر» وهو مبدأ كان قد سنه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ليجبر اللاعبين على حضور حفل تسليم الجوائز، حيث كانوا غالباً ما يتغيبون عنه إلا من كان ضامناً للحصول على اللقب، ويبدو أن فيفا أخذ بالفكرة الأفريقية وكرم نجم الكرة الأفريقية بهذه الجائزة، على الرغم من إجماع العالم كله أن الهدف الخارق الذي سجله كريستيانو رونالدو لاعب الريال سابقاً في شباك مرمى ناديه الحالي يوفنتوس في لقاء الذهاب بين الفريقين ضمن دوري أبطال أوروبا للأندية في اللقاء الذي جرى بملعب يوفنتوس أرينا بمدينة تورينو هو الهدف الأجمل والأكثر صعوبة ليس في هذا العام وحده، ولكن ربما منذ بداية القرن الجديد، ولكن فيفا تعامل برد فعل مع رونالدو، واستغل الأمر في الوقت نفسه لمجاملة محمد صلاح، حتى على حساب أهداف أخرى مثل هدف الفرنسي بنيامين بافارد في شباك منتخب الأرجنتين والذي اختاره فيفا نفسه كأفضل هدف في المونديال، وعاد ليبعده عن قائمة الجوائز، لصالح هدف جاء خلال منافسة محلية، وتكرر مثله كثيراً في الدوري الإنجليزي نفسه، بل إن الهدف بات معتاداً جداً لمتابعي كرة القدم العالمية، حيث كثيراً ما سجل البرغوث ليونيل ميسي بهذه الطريقة بل بات من الأهداف التي لا تدهش جمهور برشلونة والليغا، من كثرة ما سجل ميسي بهذه الطريقة.

لمتابعة التفاصيل اقرأ أيضاً:

إطلاق النسخة الإنجليزية لـ«محمد صلاح.. حكاية بطل»

ميسي يتفوّق على رونالدو في الروح الرياضية

مارتا.. اللقب السادس

كلمات مودريتش تبكي بوبان

Email