ليفاندوفسكي..هداف المواعيد الصغيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

38 هدفاً في الدوري، وكأس ألمانيا، وفي دوري أبطال أوروبا، هذه الأرقام التي حققها البولندي روبرت ليفاندوفسكي هذا الموسم، وهي بلا شك أرقام مميزة على صعيد الوصول إلى شباك المنافسين، ولكن النظر إلى هذه الأهداف يكشف عن طبيعة سلبية للغاية، وهي أن البولندي تخصص في «المواعيد الصغيرة»، ولم يكن مميزاً في الأوقات الصعبة، أمام الكبار، حينما يحتاج بايرن إلى جهوده، من أجل استعادة لقب دوري أبطال أوروبا.

ففي الوقت الذي يعول فيه بايرن بشدة على نجمه البولندي، الذي يستمتع بتحطيم الأرقام في الدوري الألماني، نجد العكس تماماً ما يحدث في أقوى مسابقات الكرة الأوروبية على صعيد الأندية، بطولة دوري أبطال أوروبا، وتحديداً في أدوراها المتقدمة وفي لحظاتها الحاسمة.

مفارقة غريبة عرفتها مواجهتا نصف نهائي الأبطال بين بايرن والريال، ففي الوقت الذي اتجهت فيه أنظار عشاق وإدارة، وحتى مدرب بايرن إلى الهداف البولندي، الذي يحتكر صدارة هدافي البوندسليغا، كانت المحصلة صفراً، على العكس تماماً مع ما قام به المدافع الأيمن للنادي البافاري جوشوا كيميش، الذي تعملق وأحرج ليفاندوفسكي، عندما تمكن من تسجيل هدفين من أصل ثلاثة أهداف سجلها بايرن خلال مباراتي نصف النهائي.

والأغرب من ذلك كله أن كيميش حاول مرتين فقط خلال مباراتي نصف النهائي وفي المرتين نجح في الوصول إلى شباك النادي الملكي، على الرغم من عدم حساسيته تجاه مرمى المنافسين، مثلما ينبغي أن يكون عليه حال المهاجمين.

ومن غرائب ما قام به ليفاندوفسكي في مواجهتي نصف النهائي، أنه كان اللاعب الأكثر سلبية تجاه مرمى المنافس، ليس في عدد المحاولات، بل في نتيجة هذه المحاولات، فقد كان المهاجم البولندي هو أكثر اللاعبين من الفريقين محاولة تجاه مرمى المنافس، حيث حاول خمس مرات في لقاء الذهاب، وثلاث مرات في لقاء الإياب، ولم يفلح في الوصول إلى الشباك في أي من هذه المحاولات.

ولعل اكتفاء ليفاندوفسكي بثلاث محاولات فقط على مرمى الريال في مباراة الإياب، يكشف عن حقيقة أخرى، هي تراجع مستوى هداف الدوري الألماني، خلال المباريات بعدياً عن ملعب بايرن، خاصة إذا كانت في مواجهة منافس كبير، ولعل ما يؤخذ على ليفاندوفسكي أنه بات سبباً في فشل بايرن في الوصول إلى شباك المنافسين في المواعيد الكبيرة.

إحباط

وكان ملاحظا مستوى الإحباط على نجوم البايرن، وهم يشاهدون النهاية غير السعيدة للكرات التي يجتهدون في إيصالها إلى الهداف البولندي، حيث يحاولون قدر الإمكان تمريرة الكرة إليه انتظاراً لرؤيتها في شباك الفريق المنافس، وهذا ما يحدث كثيراً في الدوري، وكأس ألمانيا، والمراحل الأولى من دوري الأبطال.

ولكن تتوقف النهاية السعيدة لكرات لاعبي بايرن التي تصل إلى ليفاندوفسكي بمجرد وصول الفريق إلى المراحل المتقدمة من البطولة، واحتياجه إلى مجرد هدف واحد من ليفاندوفسكي للعبور إلى نصف النهائي أو النهائي كما حدث أمام ريال مدريد.

Email