كريستيانو رونالدو يتلاعب بـ«السيدة العجوز»

الدون يذهل العالم ويطيح تاريخ بوفون بمقصية خلفية من ارتفاع مترين

رونالدو سجل هدفا تاريخيا | إي بي إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم سنواته المميزة في عالم كرة القدم، إلا أن البرتغالي كريستيانو رونالدو أراد أن يؤكد أن سنوات المجد لم تأت بعد، فاللاعب الحائز على لقب أفضل لاعب في العالم لخمس مرات، استغل بشكل مباشر مواجهته مع أسطورة حراسة المرمى الإيطالي جي جي بوفون، ليعيد كتابة تاريخ دوري الأبطال.

ويمسح الكثير من إنجازات «القط» الإيطالي، بعد أن أبدع في لقاء الذهاب بين يوفنتوس وريال مدريد في تورينو، وهو يبدأ في تحطيم الأرقام القياسية منذ اللحظة الأولى للمباراة، عندما سجل أسرع أهداف دوري الأبطال، هذا الموسم، في الدقيقة الثالثة، كما شهدت الليلة نفسها نجاح البرتغالي في أن يسجل في عشر مباريات على التوالي، وهو أول لاعب في تاريخ دوري الأبطال يحقق هذا الإنجاز.

كما إنه أول لاعب يسجل ثمانية أهداف في شباك أسطورة حراسة المرمى الإيطالي بوفون، والأكثر إدهاشا أن هذه الأهداف الثمانية جاءت من تسع محاولات فقط من رونالدو تجاه مرمى بوفون، الذي تصدى لكرة واحدة فقط في مواجهة الدون البرتغالي.

كما قاد البرتغالي الريال ليصبح أول فريق يسجل 7 أهداف في شباك يوفنتوس وبوفون في مباراتين على التوالي، بعد رباعية النهائي في كارديف وثلاثية أول من أمس.

واعتبر رونالدو أن الهدف الذي سجله بتسديدة مقصية خلفية لصالح ريال مدريد الإسباني في مرمى «السيدة العجوز» في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، هو «أفضل أهدافي على الإطلاق».

وقدرت الصحف الإسبانية أن رونالدو ارتقى لمسافة مترين عن أرض الملعب خلال تنفيذ التسديدة، وبدا أقرب إلى رياضي يشارك في منافسات الوثب العالي بدلا من لاعب كرة قدم.

وقال اللاعب البرتغالي في تصريحات للقناة التلفزيونية التابعة للنادي الملكي إن الهدف «كان مذهلا، قفزت عاليا جدا. بالطبع كان هدفا سيبقى في الذاكرة. هو بلا شك أفضل أهدافي على الإطلاق».

أضاف «أحاول منذ وقت طويل جدا تسجيل هدف بهذه الطريقة. نظرا لظروف المباراة، خطرت لي الفكرة وسددت الكرة. في مرات أخرى، كنت أسدد الكرة بطريقة سيئة، لكن يجب أن أحاول دائما. حاولت (الثلاثاء) وسجلت في مرمى الحارس الأسطوري جانلويجي بوفون الذي لم يحرك ساكنا للكرة التي أصابت الزاوية اليسرى السفلية لمرماه.

ولقي الهدف تحية الجمهور الإيطالي الذي صفق لرونالدو أثناء احتفاله، بينما رد الأخير التحية بأجمل منها، وحيا الجمهور واضعا يده على قلبه.

تأثر

وعلق رونالدو على ذلك بالقول «أنا متأثر جدا. يوفنتوس كان دائما فريقا كبيرا وكنت معجبا به في صغري، وعندما يقوم مشجعون كهؤلاء بالتصفيق لك، فهذا أمر يبقى محفورا في القلب».

أعرب اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم نادي ريال مدريد الإسباني، عن امتنانه لجماهير نادي يوفنتوس الإيطالي بعدما وجهوا له تحية كبيرة على خلفية الهدف الرائع الذي سجله في مرمى فريقهم أمس الثلاثاء في ذهاب دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أوروبا.

وفاز ريال مدريد على يوفنتوس بثلاثية نظيفة في ذهاب دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أوروبا وشهدت المباراة تسجيل رونالدو لهدفين وصناعة الهدف الثالث، الذي سجله زميله البرازيلي مارسيلو.

أجمل

وقال رونالدو في تصريحات نشرتها أمس «آس» الإسبانية: «لقد كان هدفا مذهلا، على الأرجح هو الهدف الأجمل في مسيرتي، سيظل في الذاكرة، كنت أسعى إلى تسجيله منذ فترة طويلة واليوم حاولت فعل هذا، أنا سعيد للغاية وأشعر بالسرور من أجل الفريق ومن أجلي، لم أكن أتوقع أن أسجل هذا الهدف، أحرزنا ثلاثة أهداف أمام فريق كبير، كانت ليلة عظيمة».

وأضاف رونالدو متحدثا عن التصفيق الذي حظي به من قبل جماهير يوفنتوس، حيث قال: «كان لحظة مذهلة بالنسبة للفريق، أشكركم، أشكر جميع أنصار اليوفي، ما قاموا به معي كان مذهلا، هذا لم يحدث معي من قبل خلال مسيرتي».

هواية

وكشف رونالدو أنه يهوى تحقيق الأرقام القياسية وخاصة في دوري أبطال أوروبا، واستطرد قائلا: أحب الأرقام القياسية، ويروق لي كثيرا اللعب في دوري الأبطال، أنا سعيد، إنها نتيجة رائعة ولكن لا يزال أمامنا مباراة العودة على ملعبنا، اليوفي فريق معقد للغاية.

وبعد الإشادات التي تلقاها نوهت الصحف الإسبانية الصادرة أمس برونالدو وهدفه. وقالت صحيفة «ال موندو» إن «كريستيانو رونالدو سجل هدف حياته»، معتبرة انه كان «المقص الذي كان يأمل في تحقيقه منذ أعوام، الصورة التي كانت تنقص سجلات أفضل مهاجم في التاريخ».

أما «ماركا» فاكتفت بالكتابة على صدر صفحتها الأولى «الهدف» بالأحرف العريضة. وحذت الصحف الإيطالية حذو نظيرتها الإسبانية، إذ رأت «غازيتا ديلو سبورت» أن رونالدو هو «مريخي (من كوكب المريخ) آت من السماء».

وسجل رونالدو، أفضل لاعب في العالم خمس مرات، أكثر من 600 هدف في مسيرته التي تنقل فيها بين أندية سبورتينغ لشبونة البرتغالي ومانشستر يونايتد وريال، إضافة إلى المنتخب الوطني البرتغالي.

ووصف البعض رونالدو بأنه من نوع مختلف يتجاوز قدرات البشر وأشاد به أيضا نجم السلة الأميركي ليبرون جيمس.

وتساءلت صحيفة «آس» الإسبانية اليومية على صدر صفحتها الأولى أمس «من أي كوكب أتيت؟» عندما أشارت إلى هدفه الثاني الرائع في مرمى يوفنتوس الذي أصيبت جهوده لاستعادة الثقة في الشوط الثاني بضربة قاصمة.

مقارنة

كما أشادت صحيفة ماركا الإسبانية بالتسديدة البهلوانية وقالت عنها في صفحتها الأولى «الهدف» بينما وصفت في الصفحات الداخلية رونالدو بأنه النسخة الحديثة من النجم دي ستيفانو مشيرة إلى أن ريال مدريد لم يهزم يوفنتوس على أرضه منذ أن أحرز الراحل الفريدو دي ستيفانو الهدف الوحيد في مواجهة الفريقين في ذهاب دور الثمانية في كأس أوروبا في 1962.

ويوصف الأرجنتيني دي ستيفانو على نطاق واسع بأنه أعظم لاعب في تاريخ ريال مدريد على الإطلاق لأنه قاد الفريق للفوز بخمسة ألقاب متتالية لكأس أوروبا.

وبخلاف دي ستيفانو فإن رونالدو هو اللاعب الوحيد الذي شارك وأحرز أهدافا في ثلاث مباريات نهائية لبطولة أوروبا على الأقل. وبهدفه الرائع يتقدم خطوة جيدة في اتجاه اللحاق بإنجازات النجم الأرجنتيني الراحل.

وقال ألفارو أربيلوا لاعب ريال مدريد السابق على تويتر بعد الهدف الذي أذهل مشجعي يوفنتوس وجعلهم يقفون للتصفيق لرونالدو إعجابا بأدائه «يحق لكريستيانو رونالدو الآن مغادرة كوكب الأرض واللعب في مواجهة كوكب المريخ بعد أن فعل كل شيء هنا».

واجتذب الهدف إشادة نجوم بارزين في رياضات مختلفة ومنهم ليبرون جيمس نجم كليفلاند كافاليرز بطل دوري كرة السلة الأميركي ثلاث مرات.

Email