بين لعنة الوسط وبناء المرتدات.. كيف سيخوض يوفنتوس موسمه الجديد؟

ت + ت - الحجم الطبيعي


أخيرا انتهت العطلات الصيفية الكروية وعادت عجلة الدوريات الكبرى إلى الدوران لتبعث الحياة في ملاعب الساحرة المستديرة بموسم جديد يكتسب أهمية خاصة لجميع أطراف صناع كرة القدم حيث سيكون ختامه مسك بالبطولة الأبرز والأهم، كأس العالم 2018.

عشاق كرة القدم الايطالية بوجه خاص سيكونوا على موعد مع عودة بطولتهم الكروية مساء السبت، موسم يتوقع الجميع أن يظهر بصورة مختلفة، خاصة بعد أن أعدت معظم الأندية عدتها من أجل كسر هيمنة السيدة العجوز يوفنتوس التي فرضت كلمتها واحتلت صدارة المشهد الايطالي على مدار 6 مواسم متواصلة.

سيدة ايطاليا العجوز تدخل هذا الموسم بتحديات مختلفة، خاصة بعد أن فشل الفريق في تحقيق أحلامه الأوروبية، حيث تأهل إلى نهائي دوري الأبطال في مناسبتين خلال 3 مواسم، ولم ينجح في تحقيق الللقب الذي طال انتظاره منذ عام 1996.

اخفاق أوروبي دفع البعض للمطالبة بتوفير استشارات نفسية للاعبي الفريق ومدربهم، لتجاوز محنة الخسارة الأوروبية، حتى أن بعض جماهير الفريق فقدوا اهتمامهم باللقب المحلي الذي أصبح معتاداً، وأصبح طموحهم الحقيقي هو معانقة المجد الأوروبي واقصاء عمالقة القارة العجوز.

وبالعودة إلى الموسم المحلي، يدخل يوفنتوس الموسم الجديد مفتقداً لأحد أهم أعمدته الدفاعية، ليوناردو بونوتشي، الذي فضَل الخروج من أبواب تورينو متجهاً إلى مدينة ميلانو ليبدأ رحلة جديدة رفقة فريق ميلان، بعد أن تأزمت الأمور بينه وبين ماسيمليانو أليغري المدير الفني للبيانكونيري.

خسارة بونوتشي في دفاع يوفنتوس لا تقل فداحة في نظر البعض عن خسارة برشلونة لنيمار، لما لا واللاعب خاض مواسم كان خلالها صمام الأمان والقلب النابض في خطوط يوفنتوس الخلفية، كما أن الفريق فشل حتى الآن في استقدام من يعوضه.

بونوتشي لم يكن الراحل الوحيد من الأعمدة الأساسية، حيث غادر البرازيلي داني ألفيش متجها إلى العاصمة الفرنسية باريس، بعد أن ارتدى شعار البيانكونيري لموسم واحد نجح خلاله في ترك بصمة لا تنسى خاصة في دوري الأبطال.

أما على الجانب الآخر فقد حفلت صالة استقبال الوافدين ببعض النجوم يُنتظر منهم طرق أبواب التألق في تشكيلة أليغري، من أبرزهم الجناحين دوغلاس كوستا القادم من بايرن ميونيخ الألماني، وبيرنارديسكي الشاب الايطالي المتألق الذي لفت أنظار الجميع بقميص الفيولا خلال المواسم الماضية.

ثنائي يمتاز بالسرعة والقدرة على الارتداد والاختراق وصنع التحولات الهجومية في سرعة قياسية، وهو ما يحتاج اليه أليغري خاصة في ظل تدني سرعات خط الوسط، المتمثل في سامي خضيرة وبيانيتش.

حتى عندما أراد موازنة الوسط، قام أليغري بحسم الصفقة المؤجلة منذ سنوات، الفرنسي ماتويدي، الذي كان آخر المنضمين إلى صفوف الفريق قادما من باريس سان جيرمان، ولكن يشكك البعض في قدرات ماتويدي، خاصة وأنه من أصحاب المستوى المتباين "لا يختلف عن خضيرة في هذه الجزئية" وعادة ما يختفي في المواقف الحاسمة، وظهر ذلك جليا في مواسمه الأخيرة رفقة أمراء باريس في دوري أبطال أوروبا.

وعلى الجانب الدفاعي نجح الفريق في ضم ظهير ميلان والمنتخب الايطالي ماتيا دي تشيليو، اللاعب صاحب الـ 24 عام يعد من الوجوه المبشرة في ايطاليا منذ أن كان في صفوف الناشئين، ويرى البعض أن مواسم ميلان العجاف الماضية قد أثرت بالسلب على مردود اللاعب، وهو ما سيكون الاختبار الحقيقي له هذا الموسم في صفوف الفريق البطل وضمن تشكيلة هي الأقرب للاكتمال في ايطاليا.

اللاعب يجيد في مركزي الظهير الأيمن والأيسر، وهو ما سيمنح أليغري حرية الاختيار في توظيفه، خاصة في أوقات الأزمات والنقص العددي.

الاعتماد على الأطراف قد يكون أحد أبرز ملامح خطة أليغري هذا الموسم بوجود كوستا وبيرنارديسكي ودي تشيليو، ولكن سيبقى خط الوسط هو الهاجس الأبرز للمدرب، خاصة في ظل حاجته الدائمة له في الأدوار الدفاعية، وهو ما أخفق فيه الجميع في نهائي كارديف أمام ريال مدريد، فلن تجدي الثنائيات الهجومية المتوقعة بين الأرجنتيني ديبالا والجناحين الجديدين في حال ظل الترهل وسوء اتخاذ القرارت ضمن أبجديات محاور الوسط.

في الموسم الماضي انتهج أليغري في معظم أوقات الموسم الرسم التكتيكي 4-2-3-1، ولكن في وجود الثلاثي خضيرة وبيانيتش وماتويدي قد تختلف المعادلة تماماً، مع الأخذ في الاعتبار وجوب الاعتماد على جناحين لإستغلال الثنائي الجديد كوستا وبيرنارديسكي.

العودة إلى اللعب بثلاثي في محور المنتصف تعيد إلى الأذهان موسم 2014-2015 عندما كان الثلاثي بيرلو وبوغبا وفيدال هم العمود الفقري للفريق، ولكن في هذه الحالة سيتوجب على أليغري اللعب بالرسم 4-3-3 أو 4-3-2-1 وهو ما يعني الاستغناء عن أحد رجال المقدمة هيغواين وديبالا، أو أحد الطرفين كوستا وبيرنارديسكي.

في بداية الموسم ستكون الفرصة أمام أليغري سانحة من أجل تجربة العديد من الطرق، من أبرزها الطريقتين المذكورتين، ولكن يظل توظيفه لوفرة العناصر المتاحة أمامه هو مفتاح الموسم الحالي خاصة على الصعيد الأوروبي.

 

Email