أولمبياد «ريو» مفتوح للجمهور العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجت الألعاب الأولمبية ريو 2016 من جحيم التشفير وستكون مفتوحة على جميع القنوات الحكومية والرياضية في مختلف الدول العربية والفضل يعود إلى اتحاد إذاعات الدول العربية الذي دأب على شراء حقوق البث التلفزي ويمنحها بأسعار زهيدة إلى القنوات الحكومية العربية حتى يكون العرس الرياضي الأولمبي على ذمة الجماهير من المغرب إلى المشرق.. متاحا مجانا في صيف المتعة الرياضية بامتياز.

ولمزيد كشف تفاصيل وخفايا حقوق البث التلفزي للأولمبياد كان لـ »البيان الرياضي« لقاء مع نبيل خيرات مدير الرياضة بمقر اتحاد إذاعات الدول العربية بتونس.

أكد خيرات في بداية حديثه أن الجمهور العربي سيكون على موعد مع ألعاب ريو دي جانيرو على جميع القنوات العربية الحكومية والرياضية وأن اتحاد إذاعات الدول العربية أنقذ عشاق الرياضة من التشفير والاحتكار الذي باتت تمتهنه بعض القنوات الخاصة خلال الأعوام الأخيرة.

وذكر خيرات أن اتحاد إذاعات الدول العربية الذي تأسس عام 1960 في الخرطوم ثم انتقل إلى تونس بعد اتفاقية »كامب ديفيد« التاريخية يحرص على الدفاع عن حقوق الإعلاميين العرب والجمهور العربي وبدأ في نقل الأولمبياد منذ دورة 1976 واستمر على ذلك على امتداد 40 عاما.

وتابع: الاتحاد يشتري الحقوق ثم يبيعها بأسعار رمزية للقنوات التلفزية الحكومية العربية. ويهتم الاتحاد بالألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية أيضا. كما كان اتحاد إذاعات الدول العربية حتى وقت قريب يشتري حقوق مونديال كرة القدم.

تغطية ريو

وقال نبيل خيرات إن اتحاد إذاعات الدول العربية جاهز لنقل أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، حيث جند فريقا عربيا موحدا من الصحافيين والتقنيين سينقلون العرس الأولمبي للمشاهد العربي على 13 قناة.كما سيؤمن الاتحاد ملخصا عربيا يوميا. هذا الى جانب التحاليل الحية والمباشرة قبل وبعد المنافسات من خلال استوديوهات من أرض الملعب بريو.

وشدد مدير الرياضة باتحاد إذاعات الدول العربية أن التغطية ستركز خصوصا على الرياضيين العرب وترصد مشاركاتهم وتدريباتهم واستعداداتهم.

وذكر أيضا أن 3 دول وهي تونس ومصر والمغرب انضمت في هذا الأولمبياد إلى كوكبة البلدان التي تقتني حقوق البث من الاتحاد.

نخبة المعلقين

وطمأن خيرات المشاهدين العرب بأن اتحاد إذاعات الدول العربية اختار أفضل المعلقين الرياضيين لنقل المباريات في مختلف الرياضات. مؤكدا حرص المدير العام للاتحاد عبد الرحيم سليمان على ضرورة الالتزام بالشروط الصارمة عند اختيار المعلقين، حيث لا بد من توفر الكفاءة العالية والحيادية التامة والتخلي عن الألوان والانتماء وقبول العمل ضمن مجموعة إلى جانب موافقة الهيئة المسؤولة.

وسيكون الجمهور على موعد مع العرس الأولمبي انطلاقا من اليوم بتعليق نخبة من المعلقين العرب حيث يمثل الإمارات جمال بوشقر بينما تضم القائمة الثنائي رضا العودي وحسني الزغدودي وزياد الخياري من تونس.وفهد الدريبي وحسين الأحمد من السعودية وعبد العزيز عطية من الكويت وعلاء مايح وعلاء كاظم من العراق ونورالدين الحمراوي ولحسن ميهوبي من الجزائر

أزمة نقل المونديال

ويشير نبيل خيرات إلى أن الاتحاد دأب على نقل نهائيات كأس العالم لكرة القدم منذ 1978 حتى 1998 دون تشفير وكان يمتلك فعليا حقوق البث لكن مع بداية التسعينات تغيرت المعادلة والخارطة الإعلامية في السوق وذلك بعد ظهور قنوات رياضية خاصة ربحية وهي »إي أر تي« و الجزيرة الرياضية »بين سبورت« حاليا.

ويكشف خيرات أن الجزيرة الرياضية ساهمت في الحد من إشعاع اتحاد إذاعات الدول العربية وتعمقت الأزمة خصوصا في مونديال 2002 حيث رفعت القناة القطرية السقف عاليا عند المنافسة على سعر الحقوق ودفعت مبالغ خرافية غير معهودة سابقا في الحقل الرياضي.

غياب الحماية

وقال خيرات: الوطن العربي منطقة غير محمية بالقوانين الخاصة بحقوق البث التلفزي للبطولات الرياضية. فالقنوات الربحية تسيطر على المشهد وتحرم الجماهير من متعة الرياضة دون رقيب أو حسيب. بينما الوضع مختلف في انجلترا وألمانيا مثلا حيث تنص القوانين على ضرورة وجود قناة واحدة على الأقل مفتوحة حتى لا يحرم المشاهد من متابعة المونديال مثلا.

الحل

ويؤكد خيرات أن الوقت حان حقا لسن قوانين صارمة تحمي المشاهد العربي من الاحتكار والتلاعب به واستغلاله ماليا. وأشار إلى أن البرلمانات العربية المحلية هي التي تتحمل المسؤولية وعليها طرح الموضوع واقتراح قوانين منظمة لحقوق البث في بلدانها وذلك في غياب برلمان عربي موحد مثلما هو عليه الحال في أوروبا.

وأضاف:القنوات الرياضية الخاصة همها الربح المادي لذلك فقد رفعت السقف عاليا عند المناقصات على حقوق أي بطولة إنهم يتقدمون بشيك على بياض ومستعدون لدفع مبالغ تعجيزية لذلك فلا أحد يقدر على منافستهم اليوم فهم يعربدون في السوق وحدهم.

وتابع:القنوات الحكومية حتى في أوروبا تجد صعوبات أمام منافسة القنوات الخاصة كـ »راي أونو« الإيطالية و »تي أف 1« تعانيان متاعب كبيرة .

تحالف

وكشف خيرات أن اتحاد إذاعات الدول العربية سعى إلى التحالف مع منظمات قارية أخرى إفريقية وأوروبية وآسيوية لتكوين لوبي يضغط على القنوات الرياضية الربحية ويحد من احتكارها للأحداث الرياضية الكبرى.

أكاديمية

ذكر نبيل خيرات أن اتحاد إذاعات الدول العربية يعتزم بعث أكاديمية كبيرة في تونس قريبا وذلك لتدريب الصحافيين وصقل قدراتهم ومواهبهم. وتأتي هذه المبادرة إيمانا من الاتحاد بضرورة تطوير قدرات الإعلاميين، وتحديث تكوينهم لمواكبة العصر ولتعويض أكاديمية دمشق المشلولة بسبب الحرب.

2.3

تضاعفت قيمة حقوق النقل التلفزيوني للألعاب الأولمبية 4 مرات خلال 20 عاماً بين 1992 في برشلونة و2012 في لندن لتصل إلى 2.56 مليار دولار (2.3 مليار يورو)، وتبقى بالتالي أكبر وأهم مصدر تمويل يمثل 70 في المئة من عائدات اللجنة الأولمبية الدولية.

ويخصص 90 في المئة من هذه العائدات للاتحادات الدولية للألعاب المختلفة واللجان الأولمبية الوطنية واللجان المنظمة للألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية. وعلى هذا الأساس، التزمت اللجنة الأولمبية الدولية بدفع مبلغ 1.5 مليار دولار للجنة البرازيلية المنظمة لأولمبياد ريو 2016.

10

ستتضاعف العائدات بوجود 10 شركاء 10 مرات في الفترة 2013 - 2016 لتصل إلى مليار دولار، وقد وقعت اللجنة الأولمبية عقدين طويلي الأجل مع بريدجستون للإطارات وتويوتا للسيارات، وجددت 3 عقود مع 3 شركاء موجودين (اتوس وباناسونيك وسامسونغ). وإضافة إلى العقد مع »أن بي سي«، أكدت اللجنة الأولمبية الدولية أنها وقعت في 2014 »عقوداً تلفزيونية ورعاية بما يزيد على 10 مليارات دولار« ما يشكل »مساهمة كبيرة في الاستقرار المالي للحركة الأولمبية حتى 2032«.

Email