ضرب الكرة بالرأس.. هل يسبب مرضا لا يكتشف إلا بعد الموت؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك مرض غامض ونادر يطلق عليه العلماء اختصارا CET في إشارة إلى "مرض صدمة الدماغ المزمنة" لا يتم اكتشافه إلا بعد وفاة حامله، ولا يعرف ما إذا كان هو مسبب الموت أم لا.

وتنفرد خلايا مخّ المصاب بهذا المرض بكونها تظهر وجودا غير اعتيادي لبروتين عندما ينسكب خارج تلك الخلايا يمكنه أن يخنق أو يعطّل عمل ممرات الأعصاب التي تراقب أمورا مثل الذاكرة والتقييم والخوف.

والجديد في الأبحاث المتعلقة بهذا المرض اكتشاف عدد من حالاته لدى رياضيين توفوا وهم في عزّ عطائهم الرياضي أو بعد قليل من اعتزالهم.

ووفقا للدكتورة آن ماكي، أخصائية الأعصاب والتي سبق لها فحص العشرات من الأدمغة الحاملة للمرض، فإنّ دماغ لاعب كرة القدم الأميركية باتريك غرانج، يظهر انتشارا للمرض، حيث إنّها لاحظت انتشار البروتين في الجهة الأمامية للرأس بما فيها الجبهة وجدار الدماغ، وأشارت إلى أنّ غرانج هو واحد من أصغر الرياضيين الذين اكتشف المرض لديهم."

وتوفي لاعب شيكاغو فاير، وهو في التاسعة من العمر، عام 2012، بعد أن تم تشخيص حالته على أنها مرض أعصاب نادر وغير قابل للشفاء.

غير أنّ الدكتورة آن أوضحت أن سجّل عائلة اللاعب لا تتضمن حالات للمرض النادر الذي اعتقد الأطباء ساعتها أنه السبب المباشر لوفاته.

وتعدّ حالة غرانج مثيرة للاهتمام لأنها تطرح أسئلة بشأن علاقة محتملة بين المرض النادر وضرب الكرة بالرأس.

ورغم أنّ ضرب الكرة بالرأس يعدّ أمرا هينا مقارنة بالضربات العنيفة التي تشهدها مباريات كرة القدم والهوكي، ولكن الضرر الحاصل بسببها ربما يكون أكبر. فعندما يحدث أن يتم ضرب الكرة بالرأس يكون ذلك مصحوبا باحتمال ضرر يمكن ان يلحق خلايا المخ ومشاكل في الذاكرة، وهو ما شددت عليه دراسة إيطالية.

كما شخّص أطباء نفس الأعراض لدى أسطورة الرغبي الأسترالي باري تيزا تايلور الذي توفي عام 2013 عن عمر 77 عاما، بعد مشاكل في الذاكرة وصعوبات في الانتباه وأعرضا أخرى تشمل صعوبة الحركة تمت ملاحظتها منذ كان في أواسط الخمسينيات من عمره.

وعادة ما تكون لهذا المرض علاقة بكرة القدم والملاكمة لكن تم التأكد من وجوده في خلايا الدماغ لدى بعض لاعبي الهوكي والمصارعة وفي الآونة الأخيرة لدى لاعب بيسبول، مما يعني أنّه ما من رياضة بمأمن منه.

Email