سباقات الخيول تعزز مكانة دبي سياحياً واقتصادياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمكنت مدينة دبي بفضل رؤية فارس العرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، من أن تكون عاصمة عالمية للفروسية وسباقات الخيل، إذ تجذب البطولات والسباقات التي تقام في دانة الدنيا، خاصة كأس دبي العالمي، محبي الفروسية وسباقات الخيل من كل أنحاء العالم في ظل توافر الإمكانيات كافة.

ليؤكد الحدث العالمي مكانته الرياضية والاقتصادية والسياحية.ولعل أبرز الأحداث على الإطلاق، هي أمسية كأس دبي العالمي التي تقام سنوياً في بداية الأسبوع الأخير لشهر مارس على مضمار «ميدان» العالمي، بمشاركة نخبة من الخيول العالمية، التي تتنافس على ألقاب الأشواط الـ9 أبرزها «دبي كحيلة كلاسيك»، «جودلفين للميل»، «كأس دبي الذهبي»، «القوز للسرعة»، «ديربي الإمارات»، «دبي جولدن شاهين»، «دبي تيرف»، «لونجين دبي شيماء كلاسيك»و قمة الأمسية «كأس دبي العالمي»، فيما تبلغ القيمة الإجمالية للأمسية 30.5 مليون دولار أمريكي، ولا تقتصر الأمسية العالمية على السباقات فقط، بل تمتد لتشمل عدداً من الفعاليات المصاحبة أبرزها على الإطلاق مسابقة الأناقة والموضة.

واجهة اقتصادية

يُشكل كأس دبي العالمي واجهة اقتصادية مهمة، بفضل تكامل الحدث مع التميز المعروفة عنه دبي في كافة المجالات، فالحدث العالمي الكبير ينعكس مردوده الإيجابي في عدد من القطاعات الاقتصادية ابتداءً من شركات الطيران المتجهة إلى دبي من مختلف بلاد العالم، مروراً بحجوزات الفنادق وانتهاءً بالخدمات الأخرى التي يستمتع بها ضيوف الحدث سواء في قطاع النقل والسيارات أو المطاعم وغيرها من الخدمات رفيعة المستوى المتوفرة في دولة الإمارات عموماً ودبي على وجه الخصوص،.

ويمتد الجانب الاقتصادي في الحدث العالمي إلى قيمة الجوائز نفسها المرتبطة بأمسية السبت الأخير من شهر مارس كل عام، ولا أدل على ذلك غير القيمة الكلية للجوائز خلال الـ 26 نسخة الماضية والتي وصلت أكثر من نصف مليار دولار،.

وتمتد الواجهة الاقتصادية لكأس دبي العالمي إلى فعاليات أخرى ترافق الحدث، لعل أبرزها «مزاد بريز أب للخيول» الذي سيقام هذه المرة في نسخته الثانية في حلبة العرض في مضمار ميدان، بمشاركة 73 حصاناً من الطراز العالمي في عمر عامين من إيرلندا والمملكة المتحدة، لا سيما بعد النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى العام الماضي وهو أول مزاد من نوعه في المنطقة العربية والشرق الأوسط.

يسهم كأس دبي العالمي في تعزيز الحركة السياحية في دبي باعتباره من أكبر الأحداث والفعاليات الرياضية العالمية، التي تستقطب جماهير الفروسية، وسباقات الخيل من مختلف أرجاء المعمورة.

حيث ترتفع نسب إشغال الفنادق على مستوى دبي في الفترة، التي تقام فيها الأمسية العالمية بنسبة عالية، بعد أن تجاوزت النسبة في معظم السنوات الماضية 90%، إضافة إلى دور الحدث في تفعيل الحركة التجارية في المطاعم والمقاهي وتعزيز حركة السفر والطيران في مطار دبي الدولي، إلى جانب عمليات الشحن لمئات الخيول من مختلف قارات العالم إلى دبي.

وشهد فندق ميدان في السنوات الماضية وعلى مدار فترة استضافته لكأس دبي العالمي، ارتفاع نسبة إشغال الغرف الفندقية بنسبة 100%، وبكامل الطاقة التشغيلية لفندق ميدان المطل على المضمار العالمي، والذي يضم 400 غرفة فندقية، مما يعكس التأثير السياحي والاقتصادي الكبيرين للحدث، الذي يعكس الوجه الحضاري المشرق للدولة باعتباره من أكبر الفعاليات، التي تعزز من ريادة دبي في عالم الفروسية والسباقات باستقطابه نخبة الخيول وكبار الملاك في العالم.

إضافة إلى الحضور الجماهيري السنوي، الذي يملأ المدرجات التي تتسع لنحو 80 ألف مشجع. وعلاوة على الدور السياحي والاقتصادي للحدث يعتبر مشروع «ميدان» العملاق، والذي تم افتتاحه في عام 2010، من الوجهات الرياضية السياحية بامتياز، نظراً لما يتمتع به المضمار من مواصفات عالمية جاذبة للاستمتاع بسباقات الخيل باعتباره الأول من نوعه في العالم.

ليوفر تجربة لا تنسى لزوار وضيوف الحدث القادمين من مختلف أنحاء العالم كونه مدينة متكاملة لسباقات الخيل بمرافقها ومنشآتها المختلفة والإسطبلات المجهزة بأحدث التجهيزات، ليؤكد تفوقه على العديد من المضامير العالمية. ويسهم كأس دبي العالمي في الترويج للعديد من المعالم السياحية من بينها «دبي أوبرا» أجمل مبنى لدار أوبرا في الشرق الأوسط والأيقونة المعمارية والصرح الثقافي، التي احتضنت قرعة النسخة الماضية لكأس دبي العالمي في حفل مميز أقيم قبل أمسية الكأس.

حيث كانت «دبي أوبرا» حديث أهل الخيل وزوار وضيوف الحدث، الذين عبروا عن إعجابهم الكبير بهذه التحفة المعمارية، خلال وجودهم في الحفل، الذي تضمن مراسم قرعة الشوط الرئيسي لكأس دبي العالمي، إحدى أهم وأكبر الفعاليات في رياضة الخيل في العالم، إلى جانب 4 أشواط أخرى، في احتفالية استثنائية.

مردود إيجابي

وأوضح المهندس محمد سعيد الشحي المدير العام لمكتب سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم عضو مجلس الإدارة، المدير العام لهيئة الإمارات لسباق الخيل، مدير سباقات سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، أن الارتباط وثيق بين كأس دبي العالمي والجانب الاقتصادي، وقال تفصيلاً في تصريحات لـ «البيان»:

بالتأكيد أي حدث عالمي له جانب اقتصادي مهم، وكأس دبي العالمي يعتبر حدثاً عالمياً من الطراز الأول تتكامل فيه كل عوامل الجذب الاقتصادي والسياحي، سواء من خلال الحدث نفسه أو مكان إقامته في دبي، ومعروف أن سباقات الخيل العالمية تستقطب عشاق الفروسية من مختلف قارات العالم وما بالك بحدث كبير مثل كأس دبي العالمي الذي يحرص على متابعته من موقع الحدث عشرات الآلاف يحضرون من مختلف بلاد العالم.

وبلا شك أن هذا الاهتمام العالمي يؤثر إيجاباً على حركة الاقتصاد سواء كان في الطيران أو حجوزات الفنادق والسيارات والمطاعم وغيرها من الخدمات التي تتميز بها على وجه الخصوص دولة الإمارات العربية المتحدة، وكل هذه الخدمات لها عائد استثماري معتبر يصنعه الحدث الكبير في دبي، والأرقام موجودة لدى الجهات المختصة.

ويمكن القول إن كأس دبي العالمي عبارة عن أسبوع اقتصادي وسياحي مهم لكونه مرتبطاً بعدة فعاليات من بينها المزاد وانتهاءً بالسباق نفسه، والمزاد يشكل جانباً اقتصادياً مهماً حيث يستقطب نخبة مُلاك الخيول حول العالم، وفي العام الماضي كان «مزاد دبي بريز أب» أغلى مزاد في العالم وهذا يبرهن على نجاح المزاد وتميزه من الناحية الاقتصادية.

وأشار المهندس محمد سعيد الشحي، إلى أن تزامن الحدث العالمي للمرة الأولى هذا العام مع بدايات شهر رمضان الكريم، يزيد من الألق المعروف عنه الحدث ويجعله أكثر تميزاً من ناحية تعرف كثير من الضيوف على أجواء الشهر الكريم بطقوسه المعروفة، وهي فرصة جيدة لإضفاء مزيد من التنويع في برنامج الحدث.

رؤية ثاقبة

ومن جانبه، أكد فيصل الشعفار عضو مجلس إدارة مجموعة «الشعفار للاستثمار» على الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله» في تأسيس أرضية قوية لسباقات الفروسية حتى أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة في العالم في هذا المجال.

مشيراً في ذلك للحدث السنوي المهم والسباق الأغلى في العالم الذي تتجه فيه الأنظار نحو دبي لمعايشة كأس دبي العالمي، وقال إن رؤية ودعم سموه أوصلت الحدث لمكانة رفيعة في العالم، زيادة على اهتمام ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي.

وانعكس ذلك إيجاباً في المردود الإيجابي على قطاعات أخرى خلال فترة استضافة الحدث، خاصة وأن كأس دبي العالمي يشهد تطوراً واضحاً عاماً بعد الآخر ويشعر بهذا التطور كل زوار الحدث من مختلف دول العالم، وبات الحدث علامة مميزة يترقبه العالم بكثير من الشغف.

وأشار فيصل الشعفار إلى أن هذا التميز ليس غريباً على دولة الإمارات ودبي من واقع الارتباط الوثيق لكل الفعاليات العالمية التي تقام فيها بمختلف جوانب الحياة سواء كانت اقتصادية أو سياحية أو خدمية، ففي دبي تسير كل الأمور في نسق واحد وطفرة حضارية متوازية تجعل الزائر للحدث، أكثر شغفاً لزيارة الإمارات والبقاء فيها أطول فترة ممكنة، ولذلك أصبح كأس دبي العالمي عبارة عن موسم خاص ومهرجان استثنائي للفروسية.

Email