إليزابيث الثانية.. رحيل الملكة التي عشقت الخيول وسباقاتها

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

برحيل الملكة إليزابيث الثانية تكون سباقات الخيل البريطانية والعالمية قد فقدت أحد أهم رموزها التاريخية، فعلى الرغم من واجباتها الملكية فإن الملكة إليزابيث الثانية بقيت على عشقها للفروسية وركوب الخيل، وحضور سباقات الخيل طوال فترة حكمها، التي امتدت لـ 70 عاماً. 

وبدأت الملكة إليزابيث الثانية رحلتها في عالم الفروسية منذ نعومة أظفارها، إذ تعلمت الفروسية منذ الصغر، وتلقت أول درس في ركوب الخيل عندما كانت في عمر الـ3 سنوات، كما أهداها جدها الملك جورج الخامس أول فرس لها، ومع مرور الوقت أتقنت هواية ركوب الخيل والفروسية. 

وعقب وفاة والدها الملك جورج السادس في العام 1952 ورثت الملكة إليزابيث الثانية الشعار الخاص بالإسطبلات الملكية، المكون من سترة أرجوانية وأكمام سباق قرمزية، وقبعة سوداء مزينة بالذهب، إلى جانب الإسطبلات والمشاريع والمزارع الخاصة بوالدها الراحل، وكانت هذه البداية الأولى لدخولها عالم السباقات من أوسع أبوابه. 

بصمة مميزة 

وحققت خيول الملكة إليزابيث الثانية معظم ألقاب السباقات الكلاسيكية في بريطانيا، وتوجت بلقب بطولة الملاك مرتين (1954) و(1957)، بالإضافة إلى تحقيق خيولها أكثر من 600 انتصار في بريطانيا وخارجها، إلا أن الحظ لم يحالفها بالتتويج بلقب «الديربي الإنجليزي»، الذي يعتبر من أقرب السباقات إلى قلبها على الإطلاق، إذ كان أول تواجد ومشاركة لها في السباق الكلاسيكي عقب تتويجها على العرش بأربعة أيام فقط العام 1953، إذ كان المهر «أرويلا» المرشح الأبرز لنيل اللقب، إلا أنه حل في المركز الثاني، لكنه لم يمنع الملكة من عشق ومتابعة هذا السباق العريق على مضمار «آبسوم». 

وتتواجد الملكة إليزابيث الثانية سنوياً في مهرجان «رويال آسكوت» الملكي، الذي يقام على مضمار «آسكوت»، إلا أن جائحة كورونا العام 2020 حرمت الملكة من التواجد في سابقة هي الأولى من نوعها، لكنها واصلت متابعة هوايتها المفضلة على شاشات التلفاز، كما تحرص الملكة الراحلة على حضور مهرجان «ويندسور» الملكي للفروسية في كل عام. 

 وكان جون وارن، مستشار الملكة لشؤون السباقات، قد أكد في حديث مع قناة «أي تي في» البريطانية العام 2020 أن الملكة تستمتع بقراءة تحليلات السباقات، التي تنشرها صحيفة «ريسنغ بوست» المتخصصة في سباقات الخيول، وكذلك متابعة السباقات عبر التلفاز. 

وأضاف: هذه الأمور ساعدتها فعلاً خلال هذه الأوقات، وكذلك أتاحت لها فرصة الاستمتاع بما تحبه، وهي مشاهدة سباقات الخيول. 

الخيول المفضلة 

وهناك عدد من الخيول المفضلة للملكة، التي حققت لها عدداً من الإنجازات، أبرزها «أرويلا»، وهو الحصان الأول لها، الذي يشارك في السباقات، وورثته من والدها الملك جورج السادس، وحقق عدداً من الألقاب، أبرزها «كورونيشن كب»، و«كينج جوج السادس وكوين إليزابيث ستيكس» في العام 1954. 

ومن الأسماء البارزة أيضاً المهرة «هايكلير» بطلة الـ«1000 جينيز الإنجليزي» و«الأوكس الفرنسي» العام 1974، بالإضافة إلى «إستميت» بطلة «كأس آسكوت الذهبي» العام 2013، التي أدخلت الفرحة إلى قلبها، إذ تناقلت وسائل الإعلام سعادة الملكة الراحلة بالفوز، وهي على المنصة الملكية في مضمار «آسكوت»، كما أن هذا الفوز يعد الأول من نوعه لملك بريطاني منذ انطلاقه في العام 1807. 

مصير الإسطبلات 

وبدأت الصحافة البريطانية في التساؤل عن مستقبل الإسطبلات الملكية عقب رحيل الملكة إليزابيث الثانية، إذ توقعت كاتبة السيرة الملكية كلوديا جوزيف أن تتولى ابنة الملكة الأميرة آن وابنتها زارا تندال اللتان كانتا فارستين أولمبيتين رعاية خيول الملكة في الفترة المقبلة، فيما أشارت صحيفة «ريسنج بوست» البريطانية لدور مستقبلي للملكة القرينة لبريطانيا كاميلا، التي عبرت عن إعجابها الكبير بالخيول وسباقاتها في حديثها مع جون وارن مستشار الملكة الراحلة لشؤون السباقات خلال مهرجان «رويال آسكوت» هذا العام. 

 تعليق السباقات 

وأعلنت الهيئة البريطانية لسباق الخيل أن جميع السباقات، التي تقام تحت إشرافها سيتم تعليقها يوم الاثنين المقبل لتزامنها مع جنازة الملكة الراحلة. 

وكانت السباقات قد استأنفت يوم أمس عقب تعليقها لمدة يومين (الجمعة) و(السبت) حداداً على رحيل الملكة، وارتدى الفرسان المشاركون الشارات السوداء، وتم تخصيص دقيقة صمت قبل انطلاقة الأشواط. 

حزن عميق 

وتوالت ردود الأفعال من مجتمع الفروسية وسباقات الخيل على رحيل الملكة إليزابيث الثانية، إذ أصدر فريق جودلفين بياناً نعى فيه الملكة الراحلة التي بذلت حياتها كلها لخدمة بلدها والكومنولث. 

وأضاف البيان: «كانت لديها معرفة موسوعية بالخيول المهجنة، وتابعت رياضتنا بشغف كبير، رحيل الملكة خسارة كبيرة للمملكة المتحدة ولرياضتنا، وخالص تعازينا للعائلة المالكة وللبلاد». 

كما عبر نادي دبي لسباق الخيل ونادي دبي للفروسية عن الحزن الشديد لرحيل الملكة إليزابيث الثانية، التي تركت بصمة مميزة في قطاع الفروسية وسباقات الخيل. 

كما عبر عدد من المدربين والفرسان خاصة الذين شاركوا بشعار الملكة في السباقات عن بالغ حزنهم وتأثرهم برحليها، إذ قال المدرب كليف كوكس، الذي أشرف على المهرة «لوف أفيرز»، التي حققت الانتصار الأخير للملكة يوم الثلاثاء الماضي إنه حزين جداً لرحيل الملكة، التي كانت على دارية كاملة بعالم الخيول وسلالاتها، مضيفاً أنه تحدث إلى الملكة قبل السباق التي بدت كعادتها مهتمة بأدق التفاصيل المتعلقة بالخيول. 

ومن جانبه عبر الفارس المخضرم فرانكي ديتوري عن فخره واعتزازه بقيادة خيول الملكة الراحلة في أبرز السباقات، التي خاضها في مسيرته، مضيفاً أنه سيبقى ممتناً إلى الأبد على هذه الفرصة.

Email