مضمار جبل علي.. 30 عاماً من التميز والريادة المحلية والعالمية

الصور من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحتفل مضمار جبل علي غداً بالذكرى الثلاثين على انطلاق سباقاته، والتي تجسد رؤية وفكر سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، مؤسس المضمار الأصفر العريق، إذ باتت سباقاته تجذب كافة الملاك والمدربين والفرسان، وكذلك الجماهير المحبة لسباقات الخيل، حتى بات المضمار عنواناً فريداً ومتميزاً للريادة المحلية والعالمية.

بداية الفكرة

الصورة :

وكانت انطلاقة هذه الفكرة قد أتت بتوجيهات سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم في العام 1988، إذ أمر سموه بتأسيس المضمار الأصفر العريق، كما قام سموه باختيار مكان المضمار في منطقة صحراوية في جنوبي دبي تمتاز بتموجات في التضاريس، ووضع التصور الفني للمضمار ليكون على شكل حدوة حصان وحركة الدوران فيه ناحية اليمين وينتهي ميدان السباق بمرتفع يبلغ طوله حوالي 28 متراً عن سطح الأرض، بحيث يبدأ المسار من أبعد نقطة فيه «2200» متر خلف التلة وينحدر إلى سفحها ثم يستدير جهة اليمين حول منعطف أول وسيع، حتى يبلغ المنعطف الأخير المواجه للمنصة الرئيسية ثم يمتد المسار الصهب إلى قمة التلة على غرار الكثير من المضامير الأوروبية.

انطلاق العمل

الصورة :

وبدأت الأعمال الإنشائية في المضمار تحت الإشراف الشخصي لسمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم في العام 1990، إذ تم العمل في تمهيد الأرض وإزالة الطبقة الرملية الناعمة وصولاً للطبقة الصخرية الثابتة التي استلزم تسويتها دقة عالية لتتم عملية رص التربة حتى يتماسك سطحها، الذي تمت تغطيته بطبقة رملية خشنة لكي تقام عليها السباقات وفي موازة ذلك تواصلت الجهود لتوصيل خدمات البنية التحتية لتلبية متطلبات مضمار متكامل المكونات.

رؤية مستقبلية

الصورة :

واقترح سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم أن يتم خلط الطبقة الرملية بالزيت بسبب إقامة المضمار في منطقة مكشوفة وبسبب الرياح التي تجرف رمال سطح المضمار، وقد كان لذلك الرؤية آثرها في تثبيت الأرضية وعدم انجرافها تحت حوافر الخيول أو جراء عوامل الطقس المتقلبة خصوصاً الأمطار، مما جعل المضمار الأصفر من أوائل المضامير العالمية التي تستخدم أحد أشكال التربة الاصطناعية التي تنتشر في العالم حالياً، وتمتاز الأرضية بانخفاض وقلة مستوى الرمل المتطاير وملاءمتها للخيول المعتادة على المشاركة في المضامير العشبية.

كسب الرهان

الصورة :

و في العام 1991 تم افتتاح مضمار جبل علي بصورة تجريبية، ثم استضاف أول سباق رسمي تحت إشراف هيئة الإمارات لسباق الخيل العام 1992، واكتسب شعبية واسعة لدى الملاك والمدربين والفرسان، الذين حرصوا على المشاركة في سباقاته ليكسب المضمار الأصفر الرهان عليه وليصبح واحداً من المضامير التي يحرص الجميع على المشاركة فيها، بل أصبح أيضاً قبلة للجماهير المحبة للسباقات، إذ حرصت اللجان المنظمة التي تعاقبت على تاريخ المضمار الأصفر بتوجيهات من سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم على الاهتمام بالجماهير عبر تنظيم الفعاليات الوطنية والترفيهية وكذلك المسابقات ذات الجوائز القيمة، حتى اشتهر المضمار الأصفر باسم «المضمار العائلي».

كما أسس مضمار جبل علي نموذجاً يحتذى به في مجال الشراكات مع الجهات الوطنية، التي بقيت حتى يومنا هذا، بالإضافة إلى الانطلاق نحو التوأمة العالمية مع أبرز المضامير العريقة حول العالم أبرزها مضمار «كابانيللي» في إيطاليا، ومضمار «نيوبري» في المملكة المتحدة.

مشاريع التطوير

الصورة :

وبعد النجاحات المتلاحقة للمضمار الأصفر، بدأ عدد من المشاريع التطويرية التي كانت تهدف إلى استغلال المساحات التي شملت إقامة منصة رئيسية خاصة بكبار الزوار، وكذلك إنشاء منصة للجمهور مع مرافقها من كافتيريا ومظلات وحديقة خلفية للأطفال ومسجد، بالإضافة إلى زيادة مساحة مواقف السيارات، كما تم الاهتمام بالمنظر العام للمضمار عبر إقامة عدد من الأعمال التجميلية والتوسعية ومنها زراعة وري المنطقة المحيطة بالمنشآت المطلة على المضمار وبحيرات ونافورات وشلالات.

وفي موسم (1994 - 1995) تم البدء بدراسة المرحلة الثانية للتطوير والتي اهتمت بجوانب عدة أبرزها توفير حجرات الضيافة للشركات الراعية للسباقات، ومضاعفة سعة المنصة المخصصة للجمهور، إذ تم لاحقاً تشييد مظلة رئيسية بجوار الكافتيريا تسع حوالي 400 شخص، كما تواصلت في الوقت ذاته زيادة الطاقة الاستيعابية للإسطبلات وزيادة سعة المسجد بالإضافة إلى أعمال الزراعة والري.

ارتقاء المستوى

وفي العام 2001 تم افتتاح نفق لمرور الجمهور من مدخل المضمار إلى منطقة المدرجات بعيداً عن مواقع الرسميين، أطلق عليه اسم «فلتات» تخليداً لذكرى أحد خيول سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم التي وضعت بصمتها في المضمار.

كما يتميز المضمار بالمنعطف الأخير الذي أطلق عليه «منحنى تبوك» تخليداً لذكرى أحد أبرز خيول سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم في الساحة الأوروبية.

وفي صيف العام 2020 شرع المضمار في إجراء أول صيانة كبرى للأرضية، وتطلب الأمر القيام بعمليات واسعة لتجريف واستبدال الأرضية في معظم أرجاء المضمار وخلطها بالزيت وتسويتها على النسق المطلوب للسباقات باستشارات من أكبر المؤسسات العالمية، إذ نالت هذه التغييرات استحسان المدربين والفرسان الذين أشادوا باحترافية اللجنة المنظمة وسرعة إنجازها للأرضية.

بطولات الذهب

وعندما يتم الحديث عن المضمار الأصفر فإنه يجب التطرق إلى البطولات الأربع الرئيسية التي ينظمها مضمار جبل علي في كل موسم وهي، «جبل علي للميل»، و«جبل علي ستيكس»، و«جبل علي للسرعة»، وسباق «جبل علي - اليوبيل الفضي»، إذ باتت في كل موسم تجذب عشاق التحدي من ملاك ومدربين وفرسان يتنافسون على اقتناص هذه الألقاب المميزة.

Email