حكام «القدرة» المواطنون.. كفاءات تواجه التحديات

جانب من أحد سباقات القدرة في سيح السلم ضمن الموسم الجاري | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

حققت الإمارات الريادة عالمياً في رياضة القدرة، وأثبتت أنها رقم صعب في مختلف البطولات، سواء على مستوى المنافسة عبر انتزاع الذهب والألقاب، أو في التنظيم وسلك التحكيم الذي أفرز كفاءات وطنية أثبتت جدارتها في مختلف المحافل الدولية، إلا أن حضور الحكم المواطن لا يوازي الطفرة العالمية والانتشار الواسع لرياضة القدرة، خاصة وأن الإمارات تعتبر صاحبة البصمة الكبيرة والقوية في هذه الرياضة، حيث إن عدد الحكام الدوليين الممارسين للمهنة يعتبر قليلاً نسبياً بالمقارنة مع المشهد العام والنجاح اللافت والانتشار الكبير لرياضة القدرة الإماراتية على مستوى العالم في مختلف الجوانب الأخرى.

تأهيل الكوادر

وأكد محمد عيسى العضب، المدير العام لنادي دبي للفروسية، أن النادي، يملك تجربة ناجحة في تأهيل الكوادر الوطنية، وشهدت السنوات الـ 10 الماضية إعداد فرق متخصصة وجرت عملية التطوير من خلال المشاركات المحلية والخارجية وتنظيم دورات تخصصية، مشيداً بالنتائج التي تحققت على مر السنوات الماضية في نادي دبي للفروسية، والتي أفرزت وجود ما يزيد على 9 حكام إماراتيين، إضافة إلى وجود برنامج لتدريب البياطرة من خريجي جامعة الإمارات وكليات التقنية العليا، إلى جانب وجود زيارات يتم من خلالها دعوة الأطباء والبياطرة إلى سباقات مدينة دبي الدولية للقدرة.

قرارات مجحفة

وأضاف العضب لـ «البيان الرياضي»، أن الاتحاد الدولي أصدر في الفترة الأخيرة قرارات وقوانين مجحفة في حق الحكم أو الرسميين، أبرزها عدم مشاركة الحكم في بلده لأكثر من 3 سباقات في نفس المكان أو قرية القدرة، مما كان له أثر سلبي بإعادة النظر في مشروع الاستثمار في الكوادر الوطنية، بعد تقييد مشاركة الحكام، مشيراً إلى أن نادي دبي لديه اكتفاء ويملك فرقاً إماراتية تعمل جنباً إلى جنب مع الحكام والرسميين في عملية تنظيم وإدارة السباقات في مدينة دبي الدولية للقدرة، إلى جانب عدد من السباقات الخارجية التي تنظمها وترعاها مؤسسة «ميدان»، وكشف العضب عن توظيف خبراته وتجاربه السابقة من أجل تأهيل الكوادر الوطنية في مجال التحكيم لرياضة الفروسية عموماً وسباقات القدرة والتحمل على وجه الخصوص.

علامات استفهام

وبدوره، قال حكمنا الدولي أحمد الحمادي إن سلك التحكيم في رياضة القدرة يحتاج إلى سمات أبرزها الصبر والتحمل والانضباط، مشيراً إلى أن عدد الحكام المواطنين الفعالين لا يتجاوز ثلاثة عشر، ممن يمارسون التخصص على أرض الميدان من أصحاب التصنيفات الدولية المختلفة، وينطبق الكلام على سباقات القدرة ورياضة القفز على الحواجز، وأبدى الحمادي استغرابه من الحضور الفني الباهت رغم ريادة الدولة في رياضة الفروسية وسباقات القدرة، مما يثير علامات استفهام عن دور الجهات الرسمية في تشجيع وتحفيز الكوادر الوطنية للانضمام إلى سلك التحكيم، مشدداً على ضرورة تشجيع الكوادر الوطنية على ممارسة الجوانب الفنية والإدارية في رياضة الفروسية بصورة عامة وبذل جهد مضاعف وتقديم التشجيع الأكاديمي.

وأشار الحمادي إلى أن ساحة التحكيم كانت شبه خالية من الكوادر الوطنية في فترة التسعينيات، وبدأ شخصياً مشواره الإداري والرسمي في رياضة الفروسية في مطلع التسعينيات، ولم يتجه أحد إلى سلك التحكيم في تلك الفترة لأسباب منها حاجة التخصص إلى إجادة اللغة الإنجليزية، وقام اتحاد الفروسية بإرسال أول دفعة من الكوادر الوطنية إلى دورة تحكيم في ألمانيا في بداية الألفية الثالثة.

تجربة ناجحة

أشار أحمد الحمادي إلى أنه يملك تجربة ناجحة في تنظيم السباقات والبطولات الدولية، أبرزها مونديال ماليزيا في عام 2008 وألمانيا وبريطانيا وفرنسا والبطولات العربية والأوروبية وتنظيم بطولة آسيا وغيرها من السباقات الكبيرة في المنطقة، مبيناً أنه من أجل التعلم حرص على الذهاب للمشاركة في العديد من دول العالم في بدايات تنظيم سباقات القدرة والاستفادة من التجربة رغم المشقة.

Email