بدأ نشاطه بدعم محمد بن راشد من كأس دبي العالمي

الفقاعي: حبي للفروسية وراء تأسيسي نادياً جامعياً

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بات نادي الفروسية والشعر بجامعة زايد، أول نادٍ خاص بالسيدات يهتم برياضة الفروسية بفضل الدعم المعنوي والتشجيع الذي وجدته الفكرة قبل عامين من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتحديدا في أول ظهور إعلامي للنادي في كأس دبي العالمي.

حيث أتاح سموه الفرصة للنادي لعكس دور المرأة وعشقها للخيل للمحافل الدولية، وهو أول نادٍ لا مثيل له عالمياً ينطلق من منبر جامعي يجمع بين الفروسية والشعر، حيث إنه يسلط الضوء على توأمة «الفروسية والشعر» منذ عصر عنترة بن شداد وأبو فراس الحمداني إلى عصرنا الحالي.

تأسس النادي الثقافي للفروسية والشعر في أكتوبر 2013، ويهدف النادي الثقافي للفروسية والشعر إلى نشر التوعية عن أهمية الخيل على الصعيد النفسي والفكري والجسدي، ويقوم بتسليط الضوء على الخيل وتاريخها في العالم وعند العرب، حيث كانت الخيل رمز القوة للدول والمعين على الزاد والقوت اليومي.

وتعتبر ممارسة ركوب الخيل دروساً لصقل الشخصيات وتعريفها على القيادة التي تُبنى على أسس التفاهم والتعاون بين الفارس والخيل، ونبعت فكرة النادي من عائشة الفقاعي التي أصبحت مؤسسة ورئيسة للنادي بعد المجهود الذي بذلته حتى أصبح للنادي تواجده الكثيف في مختلف فعاليات وسباقات الفروسية، وحكت الفقاعي لـ«البيان الرياضي» قصة هذا النادي غير المسبوق من منبر جامعي ونشاطه عموما وارتباط المرأة الإماراتية برياضة الفروسية.

فكرة النادي

تقول الفقاعي: فكرة النادي نبعت عندي بعد إكمال المرحلة الثانوية، ووالدتي كانت مهتمة بالخيل وشجعتني على ذلك، وتحمست على تعلم ركوب الخيل لوحدي ونجحت في ذلك، وتعلمت مع مرور الوقت الكثير من التفاصيل المهمة الخاصة بقيادة الخيل، هذه التجربة جعلتني أفكر جدياً في تأسيس نادي الفروسية حتى تتاح الفرصة للبنات لتعلم الفروسية منذ الصغر.

والتعلم من الصغر يساعد في تنمية قدرات الفارسات بشكل صحيح وعلاقتي بالفروسية بدأت من عمر 5 سنوات وظللت أتدرب في قفز الحواجز ولدي حصان وهو أول حصان أمتلكه وينحدر من سلالة أصيلة وأمه بطلة في سباقات القدرة، وعمره الآن 10 سنوات، ولا أشارك به في السباقات.

وتضيف الفقاعي: جميع أفراد عائلتي يحبون الفروسية ولكني أكثر شخص في الأسرة أعشق الخيل وأرتبط بها، وارتباطي بدأ من 5 سنوات عندما كانت لدينا مزرعة في منطقة الذيد بالشارقة وطلبت من والدي علي خليفة الفقاعي حصاناً، ووالدي رجل أعمال وفي اليوم الثاني أحضر لي الحصان وأسميته «بني».

وشجعني أكثر على الفكرة لكون كثير من السيدات لا يسمح لهن بممارسة رياضة الفروسية، وتخصيص ناد خاص بالسيدات يتيح الفرصة لكثير من السيدات الراغبات في التعرف على هذه الرياضة سواء كان بالممارسة أو مشاهدة السباقات من داخل المضامير.

الارتباط بالفروسية

وتواصل عائشة الفقاعي حديثها: حرصت والدتي على تعليمي الفروسية نظراً لأن الخيل ذكرت في القرآن والأحاديث النبوية الشريفة، ونظرا لأهمية الخيل وتأثيرها على شخصية الفارس والتي يتعلم منها الصبر والقيادة والتفاهم والحنكة، فقد أسهمت الفروسية في صقل شخصيتي من نواحٍ كثيرة على الصعيد النفسي والفكري والجسدي، وبدأت المشاركة في سباقات القدرة بعد فتح النادي وشاركت في سباق الوثبة، وسباق السيدات على كأس الشيخة فاطمة، وكأس حمدان بن محمد للسيدات، وشاركت في سباق للماراثون.

وأكملت كل السباقات التي شاركت فيها، عدا سباق الوثبة الذي خرجت منه بعد قطع مسافة 104 كيلو، نظرا لعدم تأهل الخيل وكان السباق لمسافة 120 كلم وفي سباق الماراثون لم أكمل بعد المرحلة الأولى بسبب مرض الحصان.

الفقاعي: نجحنا في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الفروسية

وأوضحت الفقاعي قائلة: زادت عزيمتنا كفريق عمل على زيادة نشر التوعية عن الفروسية نظرا للأسئلة والمفاهيم الخاطئة التي قد تحملها بعض السيدات عن ممارسة الفروسية، فنحن نريد تثقيف السيدات بأن الفروسية ليست عبارة عن ركوب الخيل، بل تتضمن مجالات أخرى عديدة منها التعامل مع الخيل، ونجحنا في ذلك بفضل التجاوب الذي أثمر عن انضمام 265 امرأة في أول انطلاقة للنادي في معرض الأندية بالجامعة في أكتوبر 2013 بالإضافة لبعض الأساتذة من جامعة زايد.

وهو أول نادٍ بلا رأس مال ولا إسطبل ولا خيول، اعتمد في أول خطواته على الرعاية المعنوية التي حصل عليها من مجتمع الخيل مثل إسطبل أعيان والنادي الملكي للفروسية وإسطبل الخمري، حيث أقيمت ورش عمل للمشاركات تضمنت نشاطات ودروساً نظرية ومن ثم تطبيقية عن الخيل ونقيم محاضرات تثقيفية وتعريفية بالفروسية، والمرأة الإماراتية عموما تحب رياضة الخيل بحكم النشأة.

وتضيف الفقاعي: تحرص عضوات النادي على زيارات ميدانية للسباقات في مختلف مضامير الدولة، ليس فقط للمشاهدة، بل للتعرف على تفاصيل كثيرة خاصة بالفروسية، خاصة هناك فارسات يتلمسن الطريق في الفروسية سواء في القدرة أو «الفلات ريس» وقفز الحواجز ونتعرف من خلال حضور السباقات على السلالات من الخيول والقوانين التي تحكم السباقات واللوائح وهناك عضوات يتعلمن حاليا الفروسية.

أول استبيان

وقال الفقاعي: أطلق النادي الثقافي للفروسية والشعر أول استبيان للمرأة برعاية معلوماتية من مركز الإحصاء بدبي الذي حرص على الاهتمام ورعاية المشاريع الوطنية والمجتمعية ويسهم الاستبيان للتعرف على تطلعات المرأة واهتماماتها في مجال الفروسية ويعتبر هذا الاستبيان أداة فعالة في معرفة دور المرأة في الفروسية وكيفية تلبية احتياجاتها من خلال الإحصائيات.

وتلقى النادي دعماً من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، بحضور سباقات جبل علي لعكس دور المرأة واهتمامها في الخيل وولعها برياضات الفروسية المختلفة وأتيحت للنادي الفرصة بتقديم ورش العمل في إسطبلات سيح السلم المملوكة لسموه وتشرف النادي بأول عضوة من ذوي الإعاقة والتي تمكنت من ركوب الخيل لأول مرة في حياتها بعد أن كان ذلك حلم حياتها.

لا خطورة في الخيل

ونفت الفقاعي وجود خطورة تذكر على المرأة في ممارسة الفروسية وقالت: ممارسة الفروسية للمرأة، تواجه صعوبات تتمثل في التوعية بأهمية هذه الرياضة، والخيل مذكورة في القرآن وحثنا رسولنا الكريم على رياضتها وهي معقود على نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأجمل القصائد كتبت في الخيل، وإن كان فيه ضرر للمرأة، لما أوصانا عليه الرسول الكريم.

ورياضة الفروسية ليس فيها خطورة على المرأة وهي ليست فقط ركوب الخيل، فالتعامل مع الخيل فيه علاج نفسي لكثير من الأمراض السيكولوجية وثبت للاختصاصيين النفسيين أن الخيل تساعد على علاج أمراض التوحد، وعلى الخجل، ولدينا تجارب واقعية في ذلك منها شعور إحدى عضوات النادي بالخجل الشديد فحرصنا على تعاملها مع الخيل تدريجيا وانعكس ذلك في تعاملها مع الناس.

أعضاء الفريق

يتكون فريق الفروسية والشعر بجامعة زايد من عائشة الفقاعي، حياة الجابري، هنادي العامري، عفراء المهيري، شيخة الغملاسي، خلود آل صالح، آمنة الأنصاري، فاطمة البلوشي «من ذوي الإعاقة».

نجاح

تجاوب كبير للمرأة الإماراتية مع الخيل

أكدت عائشة الفقاعي وجود تجاوب كبير من المرأة الإماراتية في التعامل مع رياضة الفروسية بفضل الاهتمام والتشجيع المستمر من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فالفرص متاحة للمرأة في الإمارات بشكل واضح في رياضة الفروسية من خلال توفر المعينات وتعدد مناشط الفروسية في مختلف مدن الدولة.

وطموحي إثبات تأسيس النادي، وماذا تريد العضوات من النادي ممارسة أم ثقافة عامة، وأي مشروع له هدف، وصراحة أعتبر أن الفروسية بحر كل يوم تتعلم فيها الجديد، والدعم المعنوي كان هو الأهم وحصلنا عليه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهذا التشجيع الكبير من سموه كان دافعا معنويا انعكس إيجابا في زيادة عضوية النادي.

الزواج لا يحول بين المرأة والفروسية

أوضحت عائشة الفقاعي أن الزواج لا يحول بين ارتباط المرأة برياضة الفروسية برغم الأعباء المنزلية المعروفة مفصلة ذلك بقولها: لا أعتقد أن الزواج يمثل حاجزاً يوقف السيدات عن الارتباط بالفروسية وأقرب وأكبر مثال صالحة الغرير أول مدربة خيل وهي من أبرز مدربات «الفلات ريس» وهي ربة منزل لديها أبناؤها وأسرتها فلم يشغلها ذلك عن رياضة الفروسية.

وأحس أن المسألة تعتمد على فكر الزوج رأيه وتفكيره وكيف ينظر للرياضة عموما وعلاقة المرأة برياضة الخيل بشكل خاص، والمرأة من جانبها تحتاج للموازنة بين مهامها في البيت وممارسة الرياضة إذا تريد الاستمرار في هذه الرياضة.

Email