بعد الخروج المُحبط من نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام صن داونز، تحوّل اهتمام جماهير الأهلي المصري إلى سؤال واحد يتردد في الأذهان؛ من هو المدير الفني القادم؟ من سيقود الفريق في المرحلة الأصعب، وتحديداً قبل المشاركة المرتقبة في كأس العالم للأندية؟
الملف بات في يد رئيس النادي محمود الخطيب، الذي يتعامل معه بحذر بالغ، دائرة القرار أصبحت شديدة الضيق، شركة الكرة باتت خارج المعادلة تماماً، وحتى بعض أعضاء مجلس الإدارة لا يملكون معلومات دقيقة، كل ما يدور يتم خلف أبواب مغلقة، والخيارات على الطاولة تنتمي للمدرسة الأوروبية، بينما يترقب الشارع الرياضي لحظة الحسم.
رغم أن الأهلي أعلن رسمياً إقالة مارسيل كولر، فإن العلاقة مع المدرب السويسري لا تزال تُدار بروح هادئة، دون أي شكاوى قانونية من جانبه حتى الآن،.
وتشير مصادر داخل الأهلي إلى أن المفاوضات الجارية مع وكيل المدرب تتركز حالياً حول منحه مستحقاته كاملة عن الموسم المقبل، وفقاً لما ينص عليه عقده، في ظل رغبة مشتركة بين الطرفين في إنهاء الأمور باحترام متبادل ودون تصعيد.
ومن ناحية البديل المحتمل لكولر، فإن عامل الوقت يشكل ضغطاً متزايداً على إدارة الأهلي، خاصة مع اقتراب استحقاقات كبرى، في مقدمتها كأس العالم للأندية يونيو المقبل، فالأمر يستدعي حسم الملف الفني في أقرب وقت ممكن، لكن دون الوقوع في فخ التسرع الذي قد يكلّف الفريق كثيراً.
جوزيه غوميز.. الأقرب للمهمة
كل المؤشرات تشير إلى أن البرتغالي جوزيه غوميز، مدرب الزمالك السابق والفتح السعودي الحالي، هو الاسم الأقرب لتولي القيادة الفنية للأهلي، فهناك توافق داخل الإدارة الحمراء على شخصيته وفكره التدريبي، وينتهي عقد غوميز مع الفتح بنهاية الموسم الجاري، ما يفتح الباب أمام التعاقد معه.
ويمتلك غوميز خبرة عربية واسعة، ويخوض حالياً مع فريقه الفتح معركة البقاء في دوري روشن السعودي، ورغم أن المفاوضات لم تُحسم بعد، إلا أن مصادر مطلعة كشفت أن المدرب طلب راتباً شهرياً قدره 160 ألف دولار، قبل أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق مبدئي على راتب بقيمة 140 ألف دولار، بخلاف رواتب الجهاز الفني المعاون.
كما طلب غوميز ضم محللي أداء أجانب ضمن جهازه، لكن هذا البند لا يزال محل نقاش داخل الأهلي، نظراً لوجود ثنائي متخصص في تحليل الأداء ضمن الطاقم الفني الحالي للنادي.
فيتور برونو.. التقنية أولاً
فيتور برونو
يبرز اسم البرتغالي فيتور برونو، المدرب السابق لبورتو، ضمن الأسماء المطروحة بقوة لخلافة كولر، برونو، الذي عمل كمساعد لسيرجيو كونسيساو في محطات أوروبية متعددة، خاض تجربته الأولى كمدير فني مع بورتو هذا الموسم قبل أن يُقال في يناير الماضي.
ويمتاز برونو بفكره التحليلي واعتماده المكثف على التكنولوجيا والبيانات، وهي أدوات يراها البعض مثالية لتطوير لاعبي الأهلي على المدى الطويل، لكن افتقاره للخبرة كمدير فني يثير تحفظات داخل النادي.
برونو فيري.. الخبرة الأفريقية في الحسبان
برونو فيري
الفرنسي برونو فيري، المدير الفني السابق لفيتا كلوب الكونغولي، دخل قائمة الترشيحات هو الآخر، في ظل امتلاكه لخبرة أفريقية لا يُستهان بها، وهو ما قد يمنحه الأفضلية في فهم طبيعة المنافسات القارية.
سيدورف.. الاسم المفاجئ
كلارنس سيدورف
يُعتبر الهولندي كلارنس سيدورف، نجم ميلان السابق والمدير الفني الأسبق لمنتخب الكاميرون، من الأسماء المتداولة في الكواليس، بفضل كاريزمته وخبرته الدولية التي تجعله ضمن الخيارات المطروحة لقيادة الأهلي.
وهناك أسماء خرجت مبكراً من السباق، بعضها لأسباب مالية وأخرى لاعتبارات فنية أو إدارية، المدرب البلجيكي فيليب كليمنت، الذي تولى تدريب موناكو ورينجرز سابقاً، طُرح اسمه بالفعل.
لكن تجربته الأخيرة مع رينجرز التي انتهت بالإقالة في فبراير الماضي بعد نتائج باهتة، قلّصت من فرصه، بحسب مصادر داخل الأهلي، أما الألماني ماركو روزه، فكان خياراً واعداً من حيث السيرة الذاتية.
لكن طلبه الحصول على 4.5 ملايين يورو سنوياً إلى جانب طاقم فني متكامل، دفع إدارة الأهلي لإغلاق الملف مبكراً، نفس المصدر أشار إلى أن قائمة المستبعدين ضمت أيضاً الدنماركي بريان بريسك، الذي فضّل البقاء في أوروبا، إلى جانب رينيه فايلر مدرب الأهلي السابق، وجايمي باتشيكو مدرب الزمالك السابق، والبرازيلي ميكالي مدرب منتخب مصر الأولمبي السابق، الذين تم استبعادهم بقرار مباشر من محمود الخطيب رئيس النادي.
عماد النحاس.. هل يفجّر المفاجأة؟
عماد النحاس
وسط الأسماء المطروحة، لا يزال اسم عماد النحاس، المدير الفني المؤقت حالياً، حاضراً بقوة في مشهد الترشيحات، ورغم النظر إليه من قبل البعض كخيار انتقالي، إلا أن حديثاً دار مؤخراً بينه وبين رئيس النادي محمود الخطيب حمل رسالة واضحة؛ الفوز بدرع الدوري هذا الموسم، في ظل المنافسة الشرسة مع بيراميدز، قد يفتح له باب قيادة الأهلي في كأس العالم للأندية.
