الأندية الأوروبية.. حملات رمضانية ترسّخ الارتباط بالمشجعين العرب

حيرة على وجه هالاند خلال تذوّق مشروبات رمضانية
حيرة على وجه هالاند خلال تذوّق مشروبات رمضانية

لم يعد شهر رمضان مجرد مناسبة دينية يحتفل بها اللاعبون المسلمون في أوروبا، بل تحول إلى فرصة حقيقية للأندية الكبرى لتعزيز ارتباطها بالجماهير العربية، من مانشستر سيتي إلى ليفربول، ومن باريس سان جيرمان إلى ريال مدريد.

حيث أصبحت منصات الأندية تمتلئ بالمحتوى المخصص لهذا الشهر، سواء من خلال التحديات الرمضانية أو الفيديوهات الترفيهية التي تضع النجوم في مواجهة النكهات والمذاقات العربية الفريدة.

وتحول شهر رمضان إلى فرصة حقيقية للأندية الأوروبية، ليس فقط للتسويق، بل أيضاً لبناء علاقات أقوى مع الجماهير العربية، ويؤكد الاهتمام المتزايد بالمحتوى الرمضاني أن هذه المبادرات ليست مجرد دعاية، بل أصبحت جزءاً من الاستراتيجيات الإعلامية التي تسهم في توسيع شعبية الأندية، وتعزيز شعور المشجعين العرب بالانتماء إلى فرقهم المفضلة، ومع استمرار هذه الظاهرة، قد نرى في المستقبل مزيداً من المبادرات الرمضانية.

وربما نشهد مباريات خاصة أو حملات ترويجية أكبر تستهدف المجتمعات العربية بشكل أكثر تفاعلية، مما يجعل شهر رمضان موسماً رياضياً فريداً، ليس فقط على أرض الملعب، بل أيضاً على منصات التواصل الاجتماعي.

وقبل سنوات، كانت تهنئة الأندية الأوروبية بشهر رمضان تقتصر على منشورات رسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن اليوم، تطور الأمر إلى حملات متكاملة تستهدف الجمهور العربي من خلال فيديوهات إبداعية، تفاعلية، وتحديات مشوقة.

وكان أحدثها تجربة نادي مانشستر سيتي، الذي نشر مقطع فيديو ترفيهياً يَظْهَر فيه لاعبوه وهم يخوضون تحدي تذوق المشروبات الرمضانية مثل السوبيا وقمر الدين (مشروب المشمش) والتمر الهندي.

تحديات

واجه اللاعبون خلال تحدي مانشستر سيتي تجربة غير مألوفة عند تذوق مشروبات عربية لأول مرة، وتمكن البعض من التعرف على النكهات، فيما تفاجأ آخرون بمذاق غير متوقع، ولم يتمكن المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند من التعرف على أي مشروب.

بينما نجح زميله الألماني إيلكاي غوندوغان في ترتيب جميع المشروبات بشكل صحيح، ما يعكس مدى اختلاف الأذواق بين اللاعبين بحسب نشأتهم وخلفياتهم الثقافية.

لياقة

وفقاً لاختصاصي التغذية الرياضية الدكتور مارك لورانس، فإن المشروبات الرمضانية التقليدية تحمل فوائد غذائية مهمة، لكنها قد لا تكون مثالية للرياضيين المحترفين بسبب احتوائها على نسب عالية من السكر.

وأوضح في تصريحات إعلامية، أن مشروبات مثل قمر الدين غنية بالفيتامينات، لكنها تحتوي على نسبة سكر قد تسبب ارتفاعاً سريعاً في مستوى الطاقة، يليه انخفاض مفاجئ، ما قد يؤثر على أداء اللاعبين إذا لم يتم استهلاكها ضمن نظام متوازن، في المقابل.

هناك مشروبات رمضانية مثل التمر الهندي والعرقسوس التي تحمل فوائد في الترطيب وتعويض الأملاح، وهو ما يجعلها أكثر توافقاً مع احتياجات اللاعبين خلال الشهر الكريم.

حملات رمضانية

لم يعد الاهتمام بشهر رمضان مجرد مبادرة عابرة، بل بات جزءاً من استراتيجية تسويقية تستهدف الجماهير العربية، الذين يمثلون قاعدة ضخمة من متابعي كرة القدم الأوروبية، وأصبحت أندية مثل ريال مدريد وبرشلونة وباريس سان جيرمان تدرك أن التفاعل مع هذه الفئة يمكن أن يزيد من انتشارها في الأسواق العربية.

وفي السنوات الأخيرة، بدأ كل من ريال مدريد وبرشلونة في نشر محتوى رمضاني مخصص على صفحاتهم العربية، بما في ذلك تهنئات، تحديات ترفيهية، ومقاطع فيديو يَظهر فيها اللاعبون وهم يوجهون رسائل للجماهير العربية.

ويعد نادي ليفربول من أكثر الأندية الأوروبية تفاعلاً مع المشجعين المسلمين، خصوصاً بوجود نجم مثل محمد صلاح، ويحرص باريس سان جيرمان على استغلال شهر رمضان للترويج لمتجره الرسمي في الشرق الأوسط، إضافة إلى إطلاق حملات تسويقية بالشراكة مع علامات تجارية عربية.