هنري وزيدان.. صراع على قيادة «الديوك»

جانب من مباراة سابقة للمنتخب الفرنسي | أرشيفية
جانب من مباراة سابقة للمنتخب الفرنسي | أرشيفية
تييري هنري
تييري هنري
زين الدين زيدان
زين الدين زيدان

ينتظر النجم الفرنسي زين الدين زيدان فرصة قيادة منتخب فرنسا بفارغ الصبر، وتبدو نسخة كأس العالم 2026 المحطة الأقرب لتحقيق هذا الحلم.

ومع إعلان ديديه ديشامب أن مونديال 2026 سيكون نهاية مشواره مع «الديوك»، زادت التوقعات حول تولي زيدان المهمة بعد انتهاء العقد الحالي للمدرب الذي قاد فرنسا للعديد من الإنجازات الكبرى، أبرزها الفوز بكأس العالم 2018 والوصول إلى نهائي 2022.

لكن على غير المتوقع، يواجه زيدان منافسة شرسة قد تعيق تحقيق حلمه في تدريب المنتخب، حيث ظهر اسم تييري هنري كمرشح قوي لخلافة ديشامب، وهو ما أثار قلق زيدان ومحبيه، خاصة في ظل الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها هنري في الأوساط الرياضية الفرنسية.

ووفقاً لما ذكرته شبكة «بي إن سبورت» الفرنسية نقلاً عن صحيفة «ليكيب»، يسعى تييري هنري بقوة ليكون المدير الفني القادم لمنتخب فرنسا، مستنداً إلى خبرته التدريبية السابقة مع المنتخبات، حيث بدأت مسيرة هنري التدريبية كمساعد للمدير الفني روبيرتو مارتينيز في منتخب بلجيكا، وكان له دور بارز في قيادة المنتخب البلجيكي لتحقيق المركز الثالث في مونديال 2018.

ولاحقاً، تولى هنري قيادة منتخب فرنسا الأولمبي في أولمبياد باريس، وتمكن من قيادة الفريق إلى المباراة النهائية قبل أن يخسر اللقب، وهو ما اعتبره البعض مؤشراً جيداً على قدرته في التعامل مع المنتخبات الوطنية وإدارة المواهب الشابة.

خبرة زيدان

على الجانب الآخر، يمتلك زيدان سجلاً تدريبياً استثنائياً مع نادي ريال مدريد، حيث قاد الفريق لتحقيق ثلاثية تاريخية في دوري أبطال أوروبا، إلى جانب ألقاب محلية وأوروبية عديدة، ورغم ابتعاده عن التدريب لفترة، يظل زيدان خياراً مثالياً لقيادة منتخب بلاده نظراً لما يمتلكه من خبرة كبيرة وشخصية قيادية تميزه عن باقي المرشحين. لكن ما يعزز موقف هنري هو علاقته القوية مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم.

ومع اقتراب نهاية حقبة ديشامب، يجد الاتحاد الفرنسي نفسه في موقف صعب لاختيار خليفة مناسب يقود المنتخب في المرحلة المقبلة، لا سيما أن الفترة المقبلة ستشهد استحقاقات كبرى، أبرزها بطولة أمم أوروبا 2028 وكأس العالم 2030، بينما يتمتع زيدان بخبرة كبيرة في البطولات الأوروبية من خلال مسيرته مع ريال مدريد، فإن هنري يمتلك ميزة الخبرة في العمل مع المنتخبات، وهو ما قد يشكل ورقة ضغط لصالحه.

وحتى الآن، لم يصدر أي قرار رسمي من الاتحاد الفرنسي حول هوية المدرب المقبل، لكن المؤشرات تشير إلى أن المنافسة بين زيدان وهنري ستكون محتدمة، خاصة مع الدعم الجماهيري والإعلامي الكبير الذي يحظى به كل منهما، ويرى البعض أن الاتحاد قد يلجأ إلى اختيار هنري كمدرب أول وزيدان كمستشار فني لضمان تحقيق الاستقرار الفني للمنتخب، وهو خيار قد يرضي الطرفين ويجنب الدخول في صراعات قد تؤثر على مسيرة المنتخب.

وتنقسم الجماهير الفرنسية بين مؤيد لفكرة تولي زيدان المهمة، نظراً لما يملكه من شخصية قيادية وسجل تدريبي حافل، وبين مؤيد لهنري، الذي يُنظر إليه باعتباره مستقبل الكرة الفرنسية في مجال التدريب، ويبقى الترقب سيد الموقف لمعرفة من سيكون القائد الجديد لمسيرة المنتخب الفرنسي بعد ديشامب.