مواهب متعددة في معسكرات أندية «دوري المحترفين»

لم تكن المعسكرات الخارجية التي تقيمها أندية دوري أدنوك للمحترفين، استعداداً للموسم الجديد، بهدف الإعداد البدني لمشوار الموسم الكروي الجديد فقط، ولكنها تحولت إلى منصات لاكتشاف مواهب خارج المستطيل الأخضر، أظهرت العديد من الخفايا والمميزات التي يتمتع بها اللاعبون ولفتت إليهم الأنظار، وأسهمت بشكل كبير في رفع المعنوية وتغيير أجواء التدريبات الشاقة، إلى قدر كبير من الترفيه والمرح.

وبرزت المواهب بدعم الأجهزة الفنية والإدارية التي ظلت تشجع اللاعبين على إبراز قدراتهم غير المعلنة، سواء كانت في أنشطة رياضية مختلفة أو مواهب فردية في العزف والغناء والتصوير وغيرها من الجوانب الشخصية، ما أضفى على المعسكرات طابعاً أسرياً وروحاً مرحة ساعدت على تعزيز الانسجام، ورفعت درجات الترابط والمحبة، كما أنها قادت بشكل مباشر إلى الالتزام باللوائح والانضباط عبر الوجود المستمر في المعسكرات المغلقة باستثناء الأيام التي تنظم فيها الأندية برامجها الترفيهية المتمثلة في اكتشاف المعالم السياحية بالمناطق التي تقيم بها البعثات.

ومن الملاحظ أن عدداً كبيراً من لاعبي أندية المحترفين يفضلون تنس الطاولة ويبرزون فيها بشكل متميز، وهو المنشط الذي شكل حضوراً مؤثراً في معظم المعسكرات، لسهولة ممارسة اللعبة داخل المعسكرات وعدم حاجتها لمساحة كبيرة، وبرز في تنس الطاولة بشكل لافت ومميز علي صالح، نجم الوصل الذي أكد أنه ليس موهوباً في كرة القدم فقط.

وعلى الرغم من انضمام إبراهيم عادل، نجم الجزيرة القادم من بيراميدز المصري، قبل أيام قليلة إلى كشوفات الفريق فقد أظهر موهبة في الغناء على الطريقة المصرية بصوته الجميل الذي ظل يطرب به أفراد البعثة، ما أكسبه قلوب الجميع في ساعات قليلة، وظهرت موهبة زميله بالفريق عبدالله الحمادي في التصوير باستخدام كاميرا النادي والتقاط عدد من الصور الجميلة في التدريبات، والصور التذكارية.

واشتهر محمد جمعة «بيليه»، لاعب البطائح، بخفة دمه وروحه المرحة والغناء الساخر، وهي من أكثر المواهب التي تشعل أجواء الحماس والترفيه بوقت واحد في المعسكرات المغلقة، حيث تسهم في كسر حاجز الملل الناتج من الوجود في مكان واحد لأيام عدة، وأبان معسكر شباب الأهلي الذي نظم جهازه الفني الكثير من البرامج الترفيهية عن مواهب مختلفة، منها موهبة يحيى الغساني في الرسم.

وكشف معسكر الوحدة في ألمانيا مواهب عدد من عناصره في العزف على آلة الأورغ، مثل الوافد الجديد الأرجنتيني لوكاس فييرا، الشيء الذي جعله أكثر انسجاماً مع زملائه، بجانب موهبة المالي إبراهيم ديارا في العزف على الآلة ذاتها، كما قدم فواز عوانة، نجم بني ياس، نفسه بشكل جيد، وأكد أنه لا يتميز في القيادة فقط عندما أظهر قدراته العالية في إدارة الحوار وتميزه في المعلومات العامة في الجانب الرياضي من خلال مسابقات ترفيهية أجراها النادي وسط اللاعبين.

ويؤكد إداريون ومدربون أن مثل هذه الفعاليات مهمة للغاية في خلق بيئة ترفيهية ومرنة، تعزز الروح الجماعية، وتزيل الحواجز النفسية بين اللاعبين، وتقود إلى زيادة العزيمة والإصرار ومضاعفة المجهود في التدريبات، خصوصاً مع وجود عناصر جديدة التحقت بالفريق في «الميركاتو الصيفي» الحالي، مشيرين إلى أن هذه اللحظات الإنسانية تضيف بعداً عاطفياً للعلاقة بين الطاقم الفني واللاعبين، ويمكن أن تنعكس إيجابياً على مستوى الفريق في أرضية الملعب، خلال مشوار الموسم الجديد.

وتعد هذه الظواهر مؤشراً على تطور مفهوم الإعداد الحديث الذي لا يقتصر فقط على الجوانب البدنية والفنية، بل يهتم بصقل شخصية اللاعب وتعزيز حالته الذهنية والنفسية، لتكون المعسكرات مكاناً لبناء فريق موحد واكتشاف مواهب متعددة وخلق ترابط اجتماعي بين أفراد البعثات لأندية «دورينا».