هل الجيل الحالي حقاً أسوأ فريق لمانشستر يونايتد على مر العصور؟


يعتقد مدرب مانشستر يونيتد الحالي روبن أموريم أن جيل 2025 الأسوأ في تاريخ النادي، لكن مدربين آخرين واجهوا صعوبات مماثلة، ونستعرض تالياً بعض أسوأ الأزمات في أولد ترافورد.

إذا كان الوضع الحالي لمانشستر يونايتد يبدو وكأنه الأسوأ، فإن النادي قضى في ثلاثينيات القرن العشرين فترة معظمها في الدرجة الثانية، حيث كان المشجعون يتوقون إلى سنوات المجد في أوائل القرن العشرين تحت قيادة إرنست مانجنال، أحد ثلاثة مدربين فقط لمانشستر يونايتد، مع مات باسبي وأليكس فيرجسون، فازوا بلقب الدوري.

أنهى يونايتد الموسم في المركز الأخير في الدرجة الأولى في نهاية موسم 1930-1931، وفاز بسبع مباريات وخسر أول 12 مباراة، واستقبل 115 هدفاً، وتم طرد المدرب هربرت بامليت، قبل ست مباريات من نهاية الموسم.

توفي المالك السابق جون هنري ديفيز، الذي مول سنوات مانجنال عام 1927، ما أدى إلى استنزاف الموارد المالية، ووفقًا للمؤلف إيمون دنفي، استقطبت المباراة النهائية، مع ميدلسبره، 3900 متفرج في أولد ترافورد، في أجواء غريبة مع صيحات سخرية في المدرجات الفارغة، وقضى يونايتد الموسمين التاليين يقاتل من أجل تفادي الهبوط إلى دوري الدرجة الثالثة.

لقد ألحقت السنوات التي أعقبت كارثة ميونيخ عام 1958 الضرر ببدلاء فريق باسبي، حيث قطعت مسيرة الشباب الموهوبين مثل أليكس داوسون وروني كوب ومارك بيرسون بسبب الإفراط في تعريضهم للخطر، ولم يتم ذكر الحدث المشؤوم على الإطلاق داخل مانشستر يونايتد.

كان باسبي، الذي لا يزال غارقًا في الحزن، متأثراً بشكل واضح بالإصابات التي تعرض لها في ميونيخ، يُعرف بين لاعبيه باسم "الرجل العجوز"، كان لا يزال في أوائل الخمسينيات من عمره، ويفتقر إلى الإيمان بالتكتيكات الحديثة ويستمر في مطالبة فريقه بالحفاظ على البساطة.

واحتل يونايتد المركز الخامس عشر في موسم 1961-1962، وكان الوصول إلى الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي بمثابة غطاء لمعركة الهبوط.

وقال تشارلتون لدينيس لو، الذي وقع معه في ذلك الصيف: "من الجيد جداً أن أكون هنا، لقد كان ذلك يتعارض مع فكرة أن النادي لن يلامس أبداً مستويات التألق المتسقة".

1973 ـ 1974 ما الأمر يا دكتور؟

بعد ست سنوات من الفوز بكأس أوروبا، هبط يونايتد إلى دوري الدرجة الثانية، حيث رحل آخر أعضاء الثالوث المقدس المتمثل في لو وبيست وتشارلتون في يناير/كانون الثاني 1974، وغادر جورج بيست الفريق بعد أن استبعده تومي دوكرتي، المدير الفني للفريق، مدعياً أنه حضر إلى مباراة كأس الاتحاد الإنجليزي وهو في حالة سُكر وبصحبة نساء.

واحتج بيست، الذي قال في وقت لاحق إنه بكى في المدرجات، إلى الأبد على براءته. وكان مصير يونايتد أصبح واضحاً بالفعل: فقد قضى تشارلتون آخر مبارياته في الموسم السابق في محاولة تجنب الهبوط، وكان لو ماكاري، الذي وقع في يناير/كانون الثاني السابق من سيلتيك، قال: "كان الانضباط أكثر تراخياً، وكانت جودة التدريب أسوأ كثيراً".

وعندما اتضح أن مانشستر يونايتد، الذي لم يتمكن من تسجيل الأهداف، في طريقه إلى الهبوط، قال باسبي، الذي كان لا يزال الأب الروحي للمشجعين، والذي كان يملأ دخان غليونه أروقة أولد ترافورد، لدوكرتي إن مانشستر يونايتد لابد أن يهبط "بالطريقة الصحيحة": كرة القدم الهجومية. ولم يحدث هذا أي فرق، وعلى حد تعبير تشارلتون، أصبح مانشستر يونايتد "مادة للسخرية" في عالم كرة القدم.

سقوط بيج رون 1986 ـ 1987

كانت فترة منتصف الثمانينيات من القرن العشرين محل تقدير كبير من جانب مشجعي مانشستر يونايتد، حيث كانت فترة انتصارات كأس الاتحاد الإنجليزي وسحق ليفربول المهيمن.

وفي ذلك الموسم، فاز مانشستر يونايتد بأول عشر مباريات في دوري الدرجة الأولى، لكنه احتل المركز الرابع، وكان رون أتكينسون مديراً متساهلاً احتفظ بسرير الشمس الخاص بالنادي في مكتبه.

ومع بيع هيوز إلى برشلونة، وتعافي روبسون من مشكلة في الكتف تفاقمت في المكسيك 1986 وغياب وايتسايد أيضاً، بدأ مانشستر يونايتد الموسم التالي في حالة سيئة للغاية. "نحن لسنا متقلبين بالقدر الكافي لإقالة مدرب بسبب ثلاث مباريات"، هكذا قال رئيس النادي مارتن إدواردز بعد ثلاث هزائم في بداية الموسم.

وفي السادس من نوفمبر/تشرين الثاني، أقيل أتكينسون، ورغم أن جميع لاعبي أتكينسون لم تتم دعوتهم، إلا أن أليكس فيرجسون، عند لقائه بلاعبيه الجدد في صباح اليوم التالي، أشار إلى أن بعض اللاعبين الذين تم إقصاؤهم لم يجدوا صعوبة في خلق روح احتفالية فيما بينهم.

ملعب ترافورد 1988 ـ 1989

كان نمط المدربين الذين تولوا تدريب مانشستر يونايتد بعد فيرجسون هو التحسن ثم التراجع، وقد فعل فيرجسون نفسه الشيء ذاته، وربما كانت كرة القدم الحديثة لتقصيه قبل أن تأتي سنوات المجد، فقد حل الفريق في المركز الثاني في موسم 1987-1988، حين سجل برايان ماكلير 31 هدفاً، ثم جاء في المركز الحادي عشر.

وكان بول جاسكوين اختار توتنهام، ولكن عودة هيوز لم تسفر إلا عن تقاسم الأهداف مع ماكلير؛ حيث سجل كل منهما 16 هدفاً.

وظهرت مجموعة من اللاعبين الجدد الذين كانوا من أنصار فيرجسون الأصليين، توني جيل، وراسل بيردسمور، وديفيد ويلسون، وجوليانو مايورانا، ولي شارب، أعطت الأمل للفريق، ولكن جميع هؤلاء اللاعبين، باستثناء شارب، فشلوا في الوفاء بوعدهم.

وفي غياب الإجابات، تعاقد فيرجسون مع ميلن، وهو الجناح الذي كان لاعباً لامعاً في مسيرة دندي يونايتد إلى الدور قبل النهائي لكأس أوروبا عام 1984. كان ميلن يعاني من مشاكل شخصية دفعت جيم ماكلين، الذي كان أكثر صرامة في التعامل مع الأمور من فيرجسون، إلى التخلص منه، وأصبح آخر لاعب يبتلعه ملعب أولد ترافورد.

هل الهبوط ممكن في 2025؟

قال روبن أموريم بعد هزيمة أمام برايتون: "نحن أسوأ فريق ربما في تاريخ مانشستر يونايتد"، حيث تلقى الفريق خسارته السابعة في 15 مباراة في أسوأ بداية منذ تولى جون تشابمان زمام الأمور في موسم 1921-1922 وأنهى الموسم بالهبوط.

هل الهبوط ممكن؟ ربما لا مع ساوثهامبتون وليستر أيضاً، وإن لم يكن مستحيلاً. أظهر أموريم، بفوزه على مانشستر سيتي في الدوري، وفوزه على آرسنال في كأس الاتحاد الإنجليزي والتعادل مع ليفربول، أن خططه التكتيكية يمكن أن تنجح. تُظهر الخسارة السيئة أمام برايتون وبورنموث أن فريقه، الذي تم بناؤه بشكل غير دقيق، يكافح مع فرق الدوري الإنجليزي الممتاز الأكثر تقدماً.

ربما ينقذ آموريم المهاجم الرائع أماد ديالو، واستخدام الهجمات المرتدة ضد الفرق الأكبر حجماً، وفي ظل عدم احتمالية إنفاق السير جيم راتكليف مبالغ كبيرة وسط مخاوف تتعلق بالربحية والاستدامة، يبدو أن الطريق إلى العودة إلى المسار الصحيح أطول من أي فترة ركود سابقة.