أكدد المحلل الفني محمد مطر غراب أن الأمور تزداد صعوبة على منتخبنا الوطني في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، بعد نتائجنا في المجموعة الأولى التي وصفها بأنها «أقل من الطموح» بحصولنا على 4 من 12 نقطة متاحة.
وأشار إلى أن مشكلات كرة القدم في الدولة متشعبة ولا تخدم «الأبيض»، وإلى ضرورة تحضير منتخبنا من خلال تجمعات طويلة وخوض مباريات تجريبية قبل مواجهات التصفيات، ورأى أن البرتغالي باولو بينتو مدرب منتخبنا، غير قادر على الإقناع حتى الآن بـ«عناد سلبي» باختيارات لعناصر لا تلعب أساسية مع أنديتها.
وقال: إن الأمل في التأهل لا يزال قائماً، بشرط تدارك وعلاج أخطاء المرحلة السابقة، وضرورة تحسين الحالة البدنية للاعبين، وإيجاد حلول لعلاج المشكلات الهجومية، مشيراً إلى أنه يجب البحث عن مهاجم صريح لقيادة الخط الأمامي، لأنه ليس مقبولاً انتظار عودة مهاجم من الإصابة، لافتاً إلى ضرورة زيادة فترات الإعداد لتحقيق الانسجام والتفاهم المطلوب في ظل استدعاء وجوه جديدة في كل تجمع، وتوفير التحضير الجيد للاعبين أغلبهم بدلاء مع أنديتهم في المسابقات المحلية والخارجية.
صعوبة المنافسة
وتحدث محمد مطر غراب في لقاء مع «البيان»، عن وضع منتخبنا الوطني الحالي في تصفيات المجموعة الأولى بقوله: «النتائج أقل من الطموح بشكل عام بعدما خسرنا 8 من 12 نقطة في 4 جولات، ومنها خسارة 5 من 8 نقاط على ملعبنا، وهو أمر غير مقبول، لأن المفترض عندما تنافس على الوصول إلى بطولة مهمة مثل كأس العالم، أن تحصد النقاط كاملة على ملعبك، والآن بعد أن كان منتخبنا يتنافس مع قطر وإيران قبل انطلاقة التصفيات، أصبحنا الآن نتنافس أيضاً مع أوزبكستان، التي تسير جنباً إلى جنب في المقدمة مع إيران، وبعد خسارتنا في الجولة الرابعة، تزداد الأمور صعوبة علينا، ولم يعد الوضع يتحمل أي نزيف جديد في النقاط».
وعن أسباب معاناة منتخبنا الوطني في التصفيات، قال: «مشكلة كرة القدم في الدولة كبيرة ومتشعبة، بداية من تشريع مسابقات لا تخدم المنتخب، وارتفاع في أعداد اللاعبين الأجانب والمقيمين بما يخدم الأندية، وعلى الرغم من أنه يرفع من مستوى المسابقات المحلية، ولكن في الوقت نفسه يحمل تأثيرات سلبية للمنتخب الوطني، ويتطلب علاجها تدخلاً عاجلاً بإقناع المدرب بضرورة إقامة معسكرات تحضيرية طويلة قبل بقية مباريات التصفيات، وبما لا يقل عن 10 أيام، مع خوض مباريات تجريبية تساعد على تجانس اللاعبين، لأن نسبة عالية من العناصر المختارة لصفوف (الأبيض)، من اللاعبين الاحتياطيين مع أنديتهم أو يتم توظيفهم في المنتخب في غير أماكنهم، إلى جانب أن في كل معسكر لاعبين جدداً يتم استدعاؤهم للمرة الأولى، ويحتاجون إلى الوقت الطويل للعب كعناصر وطنية مع زملائهم، والتعود على طريقة وفكر المدرب، واجتهاد اللاعبين وحده، وبعد معسكرات قصيرة، لن يكون كافياً لتحقيق النتائج المطلوبة».
لوم المدرب
وألقى غراب باللوم ومسؤولية نتائج منتخبنا على المدرب باولو بينتو، بقوله: «تتبقى أمامنا 6 مباريات من المرحلة الثالثة للتصفيات، والواقع يؤكد أن لدينا عناصر جيدة، ولكن ينقصنا الجانب البدني، وهو الأمر الذي يتضح في تقديم لاعبينا أداء جيداً في شوط واحد فقط من كل مباراة، باستثناء مباراتنا مع كوريا الشمالية، والتي كان أداؤنا خلالها أقل من المستوى طوال التسعين دقيقة، مع تأكيدي أن لكل مباراة ظروفها الخاصة، ومنتخبنا قدم أداء جيداً أمام أوزبكستان في الجولة الرابعة الأخيرة، قبل أن يتأثر بظروف طرد اللاعب عبدالله حمد في الدقيقة 66، ثم بركلة جزاء سجل منها المنافس هدف الفوز والمباراة الوحيد».
وأضاف: «لا يمكن في الوقت نفسه، تجاهل دور المدرب الذي يعمل منذ فترة طويلة مع منتخبنا، لكنه حتى الآن لم ينجح في إيجاد مهاجم صريح ثانٍ، وينتظر عودة مهاجم من الإصابة، ويعتمد خلال المرحلة الماضية على كايو كانيدو للعب مهاجماً صريحاً، على الرغم أن اللاعب ومنذ عرفناه وهو يلعب جناحاً سواء مع الوصل ناديه الحالي، أو العين ناديه السابق، واللاعب يجتهد في غير مركزه، ويبذل جهداً كبيراً، ولكنه غير ناجح أو مقنع حتى الآن في القيام بالمهام المطلوبة منه، وربما يرى البعض أن المدرب معذور في اختياراته مع اعتماد الأندية على لاعبين أجانب ومقيمين في 3 مراكز أساسية في الدفاع وصناعة اللعب ورأس الحربة، وبالتالي ليس أمامه اختيارات كثيرة في هذه المراكز من بين اللاعبين المواطنين، ولكن هناك دور مهم لمدرب المنتخب في البحث عن اللاعبين القادرين على تعويض أي غيابات، وتعريفهم الجيد بالمهام المطلوبة منهم».
العلاج المطلوب
ورأى محمد مطر غراب، أن هناك حلولاً علاجية مهمة يمكن الأخذ بها خلال المرحلة المقبلة، لتعويض ما فات منتخبنا من نتائج إيجابية، بقوله: «الأداء الجيد لمنتخبنا في بعض المباريات، لا ينفي عدم إيجابية النتائج، وهي المعيار المطلوب لتحقيق حلم الوصول إلى المونديال للمرة الثانية في تاريخنا بعد كأس العالم في إيطاليا 1990، ولترجمة جودة الأداء إلى حصاد فعلي للنقاط، سيكون المطلوب إقناع المدرب بمدى جدوى المعسكرات الطويلة قبل المباريات، مع خوض مواجهات ودية، لتحقيق الانسجام والتفاهم المطلوب بين اللاعبين، وكذلك مع طريقة العمل والأداء المطلوب التي يضعها المدرب، الذي يجب أن يستفيد من رغبة الجميع في التضحية من أجل ظهور (الأبيض) بشكل جيد، والذهاب إلى كأس العالم، مع إقناع المدرب كذلك، بعدم العناد من أجل المصلحة العامة، والاختيار الأفضل للعناصر القادرة على خدمة منتخبنا دون النظر إلى أمور أخرى».
فوارق
وأضاف: «قبل مواجهتنا في الجولة الثالثة على سبيل المثال، أقام المدرب معسكراً داخلياً مغلقاً لمدة 3 أيام في جزيرة السعديات، بينما أقام منافسنا منتخب كوريا الشمالية معسكراً لمدة 12 يوماً، ومنها 7 أيام في مدينة العين للتعود على الطقس وتغيير الساعة البيولوجية، وهو الأمر الذي يوضح مدى احتياجنا إلى المعسكرات الطويلة، كما أتمنى أن يتم تجنيس العناصر المفيدة للمنتخبات الوطنية، وليس لخدمة مصالح الأندية فقط، ونستفيد من دروس الدول التي سبقتنا في هذا الأمر من سنوات مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، حيث نرى مستويات أفضل للاعبيهم المجنسين، مع ضرورة إيجاد حلول لمسابقاتنا المحلية لتجنيب أنديتنا لعب مباريات مضغوطة، مع توفير مساحات زمنية كافية لتحضيرات المنتخب الوطني، الذي تنتظره العديد من المشاركات المهمة في المرحلة المقبلة».