البريميرليغ.. الاستثمارات تصنع الدوري الأغلى في العالم

نجوم الكرة العالمية يظهرون في الدوري الإنجليزي
نجوم الكرة العالمية يظهرون في الدوري الإنجليزي

أنفقت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز «البريميرليغ» أكثر من 27 مليار دولار على انتقالات اللاعبين خلال السنوات العشر الأخيرة، وهو ما يجعله أغلى دوريات العالم من حيث الإنفاق، بفارق كبير عن بقية الدوريات الكبرى، وذلك بحسب ما ذكرته وسائل إعلام إنجليزية.

وعزز هذا الاستثمار الضخم مكانة الدوري الإنجليزي الممتاز على الساحة الأوروبية، خاصة في دوري أبطال أوروبا، حيث شهدت الفترة من 2015 إلى 2025 وصول فرق إنجليزية إلى النهائي في خمس مناسبات، وتوجت الأندية الإنجليزية باللقب في ثلاث نسخ خلال تلك الفترة؛ ليفربول «2019»، تشيلسي «2021»، ومانشستر سيتي «2023»، كما بلغ ليفربول النهائي ثلاث مرات «2018، 2019، 2022»، وخاضت فرق إنجليزية نهائيين إنجليزيين خالصين خلال تلك الفترة، الأول بين ليفربول وتوتنهام في 2019، والثاني بين تشيلسي ومانشستر سيتي في 2021، ما يعكس عمق المنافسة في البريميرليغ وتعدد الفرق القادرة على المنافسة القارية بفضل قوة الاستثمار.

وحرصت الأندية على استقطاب أبرز النجوم والمدربين، ورفعت من سقف التعاقدات إلى مستويات غير مسبوقة، مع استثمارات موازية في المنشآت الرياضية والتقنيات الحديثة، وأسهم هذا التوجه في رفع جودة الأداء داخل الملاعب، وساهم في جعل كل موسم أكثر تنافسية وتنوعاً، حيث فرضت فرق مثل أستون فيلا، نيوكاسل، وبرايتون نفسها كمنافسين جديين بجانب عمالقة مثل مانشستر سيتي وليفربول وأرسنال.

واختلفت نتائج الاستثمار الضخم في الدوري الإنجليزي من نادٍ إلى آخر، فبينما نجح مانشستر سيتي في تحويل الإنفاق إلى مشروع متكامل، قائم على الاستمرارية والتخطيط طويل المدى، عانى مانشستر يونايتد من غياب الاستقرار الفني والإداري، رغم ضخامة ميزانيته، وأنفق سيتي ببصيرة، فبنى فريقاً متماسكاً توج بثلاثية تاريخية في عام 2023، جمعت بين الدوري الإنجليزي، وكأس الاتحاد، ودوري أبطال أوروبا، بينما تجاوزت نفقات مانشستر يونايتد حاجز 1.1 مليار دولار خلال الفترة من 2014 إلى 2024، وفقاً لبيانات موقع Transfermarkt، دون أن ينجح في حصد لقب الدوري أو دوري الأبطال، في إشارة واضحة إلى أن حجم الإنفاق وحده لا يكفي دون رؤية واضحة وإدارة فعالة.

وتفوقت أندية الدوري الإسباني في عدد مرات التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا خلال السنوات العشر الأخيرة، مستندة إلى الهيمنة الكبيرة التي فرضها ريال مدريد، والذي حافظ على موقعه كقوة قارية لا تنازع، حيث توج الفريق الملكي بـ 5 ألقاب من أصل 11 نسخة خلال الفترة من 2015 إلى 2025، محققاً بذلك رقماً استثنائياً يؤكد تفوقه القاري، وعلى الرغم من هذا التفوق العددي في البطولات، لم تنجح الليغا في مجاراة الدوري الإنجليزي من حيث التنافسية الداخلية أو الجاذبية الإعلامية، حيث ظل الحضور الجماهيري والاهتمام العالمي مائلًا لصالح البريميرليغ.

واستفاد الدوري الألماني من ثبات مستوى فريق بايرن ميونيخ، الذي فرض سيطرته محلياً ونافس أوروبياً، لكنه واجه تحدياً مستمراً في توسيع قاعدة المنافسة داخلياً، في ظل غياب التنوع الفعلي في المنافسين على اللقب.. واتبعت دوريات أخرى، مثل الفرنسية والهولندية والبرتغالية، نمطاً مختلفاً يقوم على تطوير اللاعبين وتصديرهم، لتحقيق توازن اقتصادي يحافظ على استمرارية الأندية، دون الدخول في سباقات إنفاق ضخمة.

وتميز الدوري الإنجليزي الممتاز بغياب القطب الواحد، فبدلاً من هيمنة نادٍ بعينه، برزت منظومة تضم عدة أندية قادرة على التنافس والوصول إلى القمة.. وتنوعت أسماء الفرق التي نافست على الألقاب، من مانشستر سيتي وأرسنال، إلى ليفربول وتشيلسي، هذا التوزيع في مراكز القوة، وإن لم ينعكس دائماً في عدد البطولات القارية، أسهم في تقديم منتج كروي يتمتع بحيوية وتوازن، ويعد من بين الأكثر جاذبية وانتشاراً على مستوى العالم.