فاطمة جاسم.. لا تكتفي بالفوز بل تحلم بالمونديال

في قلب الدفاع، المركز الذي يتطلب قوة بدنية وتركيزاً عالياً، تقف فاطمة جاسم كصخرة لا تهتز، تواجه التحديات بثبات، وتكتب لنفسها مكاناً في تاريخ كرة القدم النسائية الإماراتية.. وبعمر الثالثة والعشرين، تبدو لاعبة نادي أبوظبي للسيدات أكثر نضجاً من سنها، وقد خطت مشواراً مميزاً في الملاعب، توجته بثلاثة ألقاب متتالية في دوري الإمارات للسيدات، وثنائية كأس زايد، وصولاً إلى إنجاز قاري استثنائي تمثل في التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا، وتصنيف فريقها ضمن أفضل ستة أندية في القارة.

تحدثت فاطمة لـ«البيان» بثقة عن تجربتها، قائلة: «اللعب لنادي أبوظبي وفر لي بيئة احترافية ساعدتني على التطور كلاعبة، بدنياً وذهنياً، لكن أكثر محطة أفتخر بها في مسيرتي كانت مشاركتنا في دوري أبطال آسيا.. كان شعوراً مميزاً أن نمثل الإمارات على هذا المستوى الكبير».

ووصفت فاطمة مشاركتها الآسيوية بأنها كانت اختباراً حقيقياً، بعد أن واجهن فرقاً متمرسة على الساحة القارية، لكنها تؤمن بأن الروح الجماعية والانضباط الفني للفريق قادهن إلى إنجاز تاريخي حقيقي.

ورغم ما تحققه من انتصارات، لا تغفل فاطمة حجم التحديات التي تواجهها كلاعبة إماراتية، وأبرزها ضعف فرص الاحتكاك الخارجي وقلة البطولات المنتظمة، لكنها ترى في كل صعوبة فرصة للتطور، قائلة: «أواجه التحديات بالإصرار والانضباط، ومع دعم أسرتي وجهازي الفني، أحاول أن أكون قدوة للفتيات اللواتي يمتلكن الشغف ولكنهن مترددات».

تطور ملحوظ

وتؤمن فاطمة بأن كرة القدم النسائية في الدولة شهدت تطوراً ملحوظاً، لكنها ترى أن الدعم لا يزال بحاجة إلى خطوات جادة، خاصة في ما يتعلق بتدشين فرق نسائية تحت مظلة الأندية المحترفة، وهو ما تعتبره خطوة حاسمة لصناعة جيل قادر على المنافسة القارية.

وعن طموحاتها، قالت: «محلياً، أطمح إلى تطوير مستواي والمنافسة على جميع البطولات، ودولياً، أحلم بتمثيل منتخب الإمارات في كأس آسيا، والوصول يوماً إلى كأس العالم.. كما أتمنى خوض تجربة احترافية خارجية أستفيد منها وأعود بما يثري مشواري الرياضي ويخدم وطني». واختتمت فاطمة حديثها برسالة واضحة إلى كل فتاة إماراتية تحلم بممارسة كرة القدم: «لا تنتظري الظروف المثالية، ابدئي من حيث أنتِ، الطريق ليس سهلاً، لكن بالشغف والدعم والإصرار، كل شيء يصبح ممكناً».