النيجيري أوسيمين.. من قسوة الطفولة إلى ملاعب أمم أفريقيا


وصل المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين للمشاركة مع منتخب بلاده في كأس أمم أفريقيا بعد سنوات طويلة من المعاناة والصراع، ليصبح حضوره في البطولة القارية الحالية تجسيداً لحلم شخصي قبل أن يكون إنجازاً كروياً عابراً، ترجم من خلاله بنجاحه رحلة إنسانية بدأت من الهامش إلى الثراء والنجومية.


وُلد أوسيمين عام 1998 في مدينة لاغوس، ونشأ داخل أسرة فقيرة فرضت عليه مواجهة قسوة الحياة مبكراً، بعد أن عانى في طفولته التي لم تعرف الاستقرار، إذ اضطر للعمل في الشوارع وهو صغير، يبيع المياه عند إشارات المرور للمساعدة على إعالة أسرته في وقت كانت فيه كرة القدم متنفساً لطفل يحاول الهروب من واقع صعب، لكنها سرعان ما تحولت إلى حلم واضح المعالم وضع عليه كل تركيزه.


وكان أوسيمين يتابع مباريات كأس أمم أفريقيا بشغف، ويحلم باليوم الذي يرتدي فيه قميص منتخب بلاده ويقف على ملاعب البطولة التي تمثل وجدان القارة، ومنحه هذا الحلم الدافع للاستمرار رغم قلة الإمكانات وقسوة الظروف، وجعله يتمسك بالكرة فرصة وحيدة لتغيير المصير.


بداية التحول جاءت عندما برز في بطولات الفئات السنية، قبل أن يقود منتخب بلاده تحت 17 عاماً للتتويج بكأس العالم للناشئين عام 2015 ويتوج هدافاً للبطولة، بعدها انطلقت رحلته الاحترافية في أوروبا مع أندية عدة، منها فولفسبورغ الألماني، ليل الفرنسي، نابولي الإيطالي، لكنها لم تخلُ من الصعوبات والإصابات.


ورغم ذلك، واصل أوسيمين القتال حتى استقر في نادي غلطة سراي التركي والذي أنضم إليه قادماً من نابولي الإيطالي، حيث فرض نفسه كأحد أبرز المهاجمين في الدوري التركي، ليقوده هذا التطور إلى تحقيق حلمه بالمشاركة مع المنتخب النيجيري حالياً في بطولة الأمم الأفريقية، باحثاً عن تحقيق الإنجاز، وهو الحصول على اللقب.