رفض الوصية وصنع الأسطورة.. هل يقود ماني السنغال إلى لقب أفريقي جديد؟

ساديو ماني
ساديو ماني

بدأ الطريق إلى المجد قاسيًا أمام ساديو ماني، حين اصطدمت موهبته المبكرة برغبة والده الراحل، الذي كان يتمنى أن يراه متفرغًا للدراسة الدينية بعيدًا عن المستطيل الأخضر.

تعثر تنفيذ الوصية عند أول اختبار للإرادة، لكنها تحولت إلى شرارة شكلت شخصية لاعب تمسك بحلمه، وقرر أن يشق مساره بنفسه، ليكتب لاحقًا واحدة من أكثر القصص إلهامًا في تاريخ كرة القدم الإفريقية.

كبر ماني على وقع الفقد المبكر، فوفاة والده وهو في السابعة من عمره كانت لحظة فاصلة فرضت عليه تحمل المسؤولية قبل أوانها، حدد هدفه مبكرًا وهو النجاح ليس بوصفه إنجازًا فرديًا، بل وعدًا لعائلة وقرية وبلد.

ومن ملاعب السنغال الترابية، انطلقت الرحلة نحو أوروبا، مرورًا بميتز الفرنسي، ثم سالزبورغ النمساوي، حيث فرض اسمه كلاعب يملك السرعة والشخصية.

اكتمل التحول في إنجلترا، أولًا مع ساوثهامبتون، ثم مع ليفربول، حيث دخل ماني مرحلة صناعة الأسطورة، حصد ألقابًا محلية وقارية، وشكل ثنائية هجومية مرعبة إلى جوار محمد صلاح، وترك أرقامًا جعلته بين نخبة لاعبي العالم، وبعدها، واصل الرحلة بين بايرن ميونيخ والدوري السعودي، دون أن يفقد بريقه أو تأثيره.

رافق الحلم القاري مسيرة ماني طويلًا، حتى تحقق أخيرًا في نسخة 2022 من كأس الأمم الإفريقية، سجل ركلة الترجيح الحاسمة أمام مصر، ومنح السنغال لقبها الأول في التاريخ، وتحولت اللحظة إلى قصة صبر وإصرار امتدت لسنوات، وتجاوزت حدود المستطيل الأخضر.

يعود ساديو ماني اليوم إلى الواجهة مع انطلاق كأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب، وسط نقاشات حول قدرته على قيادة «أسود التيرانغا» إلى لقب ثانٍ، وتفرض المنافسة الشرسة ووفرة الحلول الهجومية تحديات إضافية، لكن تؤكد الأرقام في التصفيات والمباريات التحضيرية أن غريزته التهديفية ما زالت حاضرة، وأن الحلم لم يخفت رغم تقدم العمر نسبيًا.

ويقف ماني مرة أخرى أمام اختبار التاريخ، بين وصية لم تنفذ وحلم أصبح مسؤولية، ليراهن القائد الهادئ على الإيمان والعمل، وينتظر أن تكون الإجابة على ملاعب المغرب، حيث لا مكان إلا لمن يعتقد أن الحلم يستحق القتال.