واجه المنتخب الأوغندي لكرة القدم الملقب بمنتخب «الرافعات» أزمة مالية قبيل مشاركته في نهائيات الأمم الأفريقية 2025 بالمغرب، حيث رفض اللاعبون الانتظام في التدريبات بسبب خلافات حول المكافآت المستحقة، ما يعيد إلى الأذهان سيناريوهات مشابهة حدثت في نسخ سابقة، ويطرح تساؤلات حول الاحترافية في التعامل مع الحقوق المالية للاعبين في القارة السمراء.
وقاطع لاعبو المنتخب الأوغندي التدريبات أمس احتجاجاً على عدم صرف مستحقاتهم المالية الخاصة بالتأهل للنهائيات القارية، في إطار سعيهم للضغط على الاتحاد الأوغندي لكرة القدم لمنحهم ضمانات بشأن صرف هذه الحوافز بعد أن تكررت المشكلة على غرار ما حدث في نسخة 2019 التي أقيمت في مصر.
وأكدت تقارير إعلامية أوغندية أن سبب المشكلة يعود إلى عدم رضاء اللاعبين بمبلغ المكافأة التي تم اقتراحها بمبلغ 6 آلاف دولار لكل لاعب كحافز للتأهل في حين كان الاتفاق على مبلغ 10 دولارات في الحد الأقصى وحسب نسبة المشاركة في التصفيات، وأكدت المصادر أن رئيس الاتحاد الأوغندي لكرة القدم موزيس ماجوجو نجح في إنهاء الأزمة وأعاد المنتخب للتدريبات.
ويشارك منتخب الرافعات السمر ضمن مجموعة تضم إلى جانبه كلاً من تونس وتنزانيا ونيجيريا، وسيخوض أولى مبارياته في مواجهة المنتخب التونسي الثلاثاء المقبل، قبل أن يواجه تنزانيا ونيجيريا 27 و30 ديسمبر على التوالي.
وتعد مشكلة الخلافات المالية ظاهرة متكررة وصرخة تتردد أصداؤها في أروقة الملاعب الأفريقية، حيث تتكرر مشاهد التمرد بسبب تأخر المستحقات إذ عانت منتخبات أفريقيا أخرى خلال البطولات القارية والدولية الكبيرة فقد سبق وعانى منتخب أنغولا من أزمة مشابهة في أمم أفريقيا 2019 بعد أن امتنع اللاعبون عن التدريبات قبل أن يقرر اتحاد كرة القدم الأنغولي صرف نسبة من هذه المكافآت كحل مؤقت لحين اكتمال المنحة المقررة من «كاف».
وقبل انطلاق بطولة الأمم الأفريقية 2019 أضرب لاعبو المنتخب النيجيري ورفضوا حضور المؤتمرات الصحفية والتدريبات بسبب عدم تسلمهم مكافآت التأهل، قبل أن يتدخل الاتحاد النيجيري ويحل المشكلة متعهداً بالدفع، وهو الأمر عينه الذي تكرر في تصفيات كأس العالم 2026 الأخيرة.
ودخل منتخب غامبيا على الخط في نسخة 2023 التي أقيمت في يناير 2024 بعد أن رفض اللاعبون السفر والمشاركة في البطولة قبيل انطلاقها بساعات احتجاجاً على منحهم الحوافز المتفق عليها.
وفي مونديال البرازيل نسخة 2014 دخل منتخب الكاميرون في إضراب عن التدريب، مهددين بعدم السفر للبرازيل إلا بعد تسوية مستحقاتهم، ما أثار أزمة كبيرة وألقت بظلالها على مشاركتهم، وهو الأمر عينه الذي حدث لمنتخب نيجيريا في مونديال روسيا 2018 إذ أعلن لاعبو «النسور» إضراباً عن التدريبات ومقاطعة المباريات بسبب تأخر المكافآت، وتسبب ذلك في تأخير سفرهم وإثارة غضب الجماهير.
وتظل هذه الأزمات المالية التي تعاني منها منتخبات القارة السمراء نقطة ضعف متكررة في كرة القدم الأفريقية، حيث تطغى النزاعات الإدارية التي غالباً ما تحول اللاعبين لضحايا المصالح، وتهدد استقرار المنتخبات الوطنية، بما يحتم على ضرورة إصلاحات جذرية تعيد الثقة بين اللاعبين والإدارة وتحافظ على سمعة كرة القدم الأفريقية.
