49 عاماً من الانتظار.. أمم أفريقيا 2025 فرصة المغرب لكسر العقدة


تأتي نهاية عام 2025، ليأمل من خلالها المغاربة أن يتحول الانتظار الطويل إلى لحظة تتويج تعيد كتابة التاريخ، وتنهي عقوداً من الحلم المؤجل، بعد قرابة نصف قرن من الغياب عن منصة التتويج، يدخل المنتخب المغربي نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 وهو يحمل ثقل التاريخ وطموح الحاضر معاً.
نسخة تقام على أرضه ووسط جماهيره، وتقدم باعتبارها الفرصة الأوضح لـ«أسود الأطلس» من أجل استعادة اللقب القاري الغائب منذ عام 1976، وكسر واحدة من أطول فترات الانتظار في سجل البطولة.


يعول المغرب على استضافة النسخة الخامسة والثلاثين لتحقيق اللقب الثاني في تاريخه، بعد مسار طويل من الإخفاقات والخيبات، أبرزها خسارة نهائي 2004، والخروج المبكر من نسخة 2023 في ساحل العاج رغم الترشيحات العالية. وتأتي البطولة الحالية في ظل ضغوط واضحة على المدرب وليد الركراكي، الذي يواجه اختباراً حاسماً قد يحدد مستقبله مع المنتخب.


الركراكي يتمسك بالعمود الفقري ذاته الذي صنع إنجاز مونديال قطر 2022، حين كتب المغرب تاريخاً غير مسبوق بوصوله إلى نصف نهائي كأس العالم كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق ذلك. أسماء مثل ياسين بونو، أشرف حكيمي، نايف أكرد، رومان سايس، وسفيان أمرابط تشكل قاعدة الاستقرار الفني، مع تدعيم الصفوف بعناصر جديدة على غرار إبراهيم دياز، بلال الخنوس، إسماعيل الصيباري، ونائل العيناوي، في محاولة للجمع بين الخبرة والطموح.


داخل الشارع الكروي المغربي، تسود قناعة بأن الفرصة الحالية قد لا تتكرر بسهولة، الجاهزية التنظيمية، تطور البنية التحتية، الدعم الجماهيري المنتظر، وخوض المباريات على ملاعب مألوفة، جميعها عوامل تصب في صالح المنتخب المغربي.


وعبر الركراكي عن ذلك بوضوح عقب مراسم القرعة، حين أكد أن الهدف هو «إبقاء الكأس في المغرب»، مع اعترافه في الوقت نفسه بقوة المنافسة من منتخبات عريقة مثل مصر، السنغال، الجزائر، نيجيريا، والكاميرون.
ويظل آخر تتويج مغربي حاضراً في الذاكرة منذ نسخة 1976 في إثيوبيا، حين حسم اللقب بتعادل في الجولة الأخيرة من الدور النهائي، بينما ارتبطت محطات أخرى بذكريات قاسية، مثل نسخة 1988 التي أُقيمت على أرض المغرب، ونهائي 2004 أمام تونس.