لم تستقبل شباك المنتخب المغربي سوى هدف واحد على مدار بطولة كأس العرب، التي تختتم في العاصمة القطرية الدوحة، مساء غد الخميس، بمواجهة منتخبي المغرب والأردن، ما يؤكد الصلابة الدفاعية الرائعة لـ «أسود الأطلس»، ويعطيهم آمالاً كبيرة في الفوز باللقب.
ولخص سفيان بوفتيني صاحب الأداء المميز الأمر قائلاً: «الأمر لا يقتصر على خط الدفاع فقط، ويبدأ كل شيء بتنظيمنا وتماسكنا من خط الدفاع الأول، ثم الثاني والثالث، ونعمل باستمرار على هذا الأمر مع المدرب، وإذا واصلنا اللعب بهذه الطريقة، أي التنظيم والحماس والشجاعة، فنحن مقتنعون بأننا لن نستقبل أي هدف».
وقال حارس المرمى المغربي مهدي بن عبيد: «منتخبنا قوي جداً دفاعياً، ونحن نبدأ الدفاع من الخط الأول، عندما يحاول الخصم الهجوم، ونتراجع بسرعة، ونغلق المساحات، ما يصعب عليهم استغلال هذه الفرص جداً، وهذا السبب في أننا لم نستقبل سوى هدف واحد على مدار البطولة بالكامل، أتمنى أن نستمر على هذا المنوال لنفوز باللقب».
ويضيف لاعب خط الوسط منير شويعر، متحدثاً عن هذه القلعة المغربية، التي أصبحت شبه منيعة: «في ما يتعلق بالجانب الدفاعي، أعتقد أن لدينا جميعاً شيئاً مشتركاً، إنه الجانب الذهني، ونتحدث عن ذلك كثيراً مع المدرب، أثناء التدريب، وفي تكتيكات لعبنا، ونعرف الهدف الذي يجب أن نحققه، وهو الفوز بالكأس، ونعلم أن هذا سيعتمد على دفاعنا بشكل أساسي».
وهذا المنتخب المغربي، يتجسد فيه معنى الصلابة، في أسلوبه لمقاومة الخصم، وفي عدم تخليه عن أي شيء تقريباً، وفي صموده الذي لا يلين، حتى في وجه الهجمات المرتدة الخاطفة. بل يبدو أن لاعبيه تدفعهم رغبة عدم رؤية شباكهم تهتز، وهو انطباع يؤكده المدافع المغربي سفيان بوفتيني دون تردد، ويقول لاعب الوصل في تصريحاته لموقع الاتحاد الدولي: «أنا مدافع، وبالتالي، من الواضح أنني فخور جداً بهذه الصلابة الدفاعية التي أظهرناها، وأعشق حماية مرماي، وحتى بعد تسجيل الهدف الثالث أمام الإمارات، أخبرت جميع اللاعبين أنه لا يمكننا استقبال أي هدف، لأنني أكره استقبال الأهداف، وعندما يحدث ذلك، أظل غاضباً لساعات بعد المباراة، لأن عملي ألا تهتز شباك فريقي».
كما أنه في التضامن الذي يُظهره لاعبوه، وفي قدرته على إدارة أوقات القوة والضعف ببراعة فائقة، ويُذكِّرنا المنتخب المغربي في كأس العرب في بعض الجوانب بمنتخب وليد الركراكي، الذي سطّر التاريخ قبل ثلاث سنوات في كأس العالم، بوصوله إلى نصف النهائي، وكان ذلك أيضاً في قطر، وكالفريق الذي وصل إلى نهائي كأس العرب، لم يستقبل المنتخب آنذاك سوى هدف واحد في أول 5 مباريات له في البطولة، وكان يلعب بواقعية لا تتزعزع بالفعل.
