الأردن والمغرب.. نهائي كأس العرب ومسك الختام


يلتقي المنتخبان الأردني والمغربي في الثامنة من مساء غد الخميس بتوقيت الإمارات، على استاد لوسيل في العاصمة القطرية الدوحة، في المشهد الختامي للنسخة 11 من بطولة كأس العرب، ويتطلع كلا المنتخبين للتتويج باللقب، الذي سيكون الثاني للمنتخب المغربي بعد 2012، والتاريخي الأول للمنتخب الأردني، وستكون المباراة النهائية الأولى في بطولة كأس العرب، التي ستجمع بين مدربين من جنسية واحدة، هما المغربيان جمال السلامي مدرب المنتخب الأردني، وطارق السكتيوي، مدرب المنتخب المغربي.


وسطر المنتخبان الأردني والمغربي مسيرة رائعة، خلال المراحل المختلفة للنسخة الحالية من البطولة، ليحجزا مقعديهما في المباراة النهائية عن جدارة واستحقاق، بعد تحديات كبيرة مر بها الطرفان، اللذان تمكنا من تجاوز منتخبات كانت مرشحة فوق العادة للمنافسة على اللقب، ويسعى المنتخب الأردني المتألق، خلال الفترة الحالية، للاستمرار في مسار النتائج الإيجابية، بعدما أعاد كتابة تاريخ مشاركاته في بطولة كأس العرب، التي أظهر في نسختها الحالية شخصية قوية، مكنته من استهلال مشواره بطريقة مثالية، عندما دون حضوراً لافتاً في دور المجموعات، وحقق العلامة الكاملة بثلاثة انتصارات متجاوزاً منتخبات الإمارات والكويت ومصر ضمن المجموعة الثالثة، ليبلغ الدور ربع النهائي مسجلاً 8 أهداف ومستقبلاً هدفين، ضارباً موعداً مع المنتخب العراقي في الدور الثاني.


وعلى الرغم من المستوى المميز الذي قدمه المنتخب العراقي في لقاء ربع النهائي إلا أن المنتخب الأردني استطاع تحقيق الفوز بهدف نظيف، ليضمن تأهله إلى الدور نصف النهائي بفضل الصلابة الدفاعية، وتألق حارس مرماه يزيد أبو ليلى، الذي يعد من نقاط القوة في صفوف المنتخب، وفي الدور نصف النهائي ضرب المنتخب الأردني موعداً مع نظيره السعودي في مواجهة شكلت تحدياً حقيقياً لوصيف بطولة كأس آسيا 2023، عطفاً على المستويات المميزة، التي كان يقدمها المنتخب السعودي، فضلاً عن غياب مهاجمه الأول لاعب العربي القطري يزن النعيمات، بسبب الإصابة بقطع في الرباط الصليبي للركبة، التي لحقت به في مواجهة العراق.


واستطاع «النشامى» عبور المحطة الصعبة في استاد البيت بتجاوز عقبة نظيره السعودي، محققاً الفوز بهدف دون مقابل، ليخطف بطاقة الترشح للنهائي للمرة الأولى في تاريخه، باحثاً عن تحقيق إنجاز لافت للاقتراب أكثر من التتويج باللقب، بعدما سبق له الحصول على المركز الرابع في نسخة عام 1988، التي استضافتها الأردن، ويعول مدربه جمال السلامي على المنظومة الجماعية في صفوف المنتخب، والصلابة الدفاعية مع وجود العديد من الأسماء، التي قدمت مستويات راقية في البطولة، على غرار علي علوان متصدر قائمة هدافي البطولة برصيد 4 أهداف، إضافة إلى محمد أبو زريق ومهند أبو طه، والحارس المتألق يزيد أبو ليلى، الذي نال جائزة أفضل لاعب في مباراتي العراق والسعودية.


وفي المقابل قدم المنتخب المغربي مستويات راقية في النسخة الحالية من بطولة كأس العرب، متجاوزاً العديد من الصعوبات التي تمثلت في الغيابات، بسبب الإصابات التي لحقت ببعض لاعبيه على غرار أشرف بن شرقي، وأظهر لاعبوه عزيمة كبيرة وروحاً عالية، مكنته من شق طريقه حتى محطة الدور النهائي، وبدأ «أسود الأطلس» البطولة على نحو مثالي، بعدما استهل مشواره ضمن المجموعة الثانية بالفوز على منتخب جزر القمر 3-1، ثم تعادل مع نظيره العماني بدون أهداف في الجولة الثانية، قبل أن يختتم مشواره في دور المجموعات بالفوز على المنتخب السعودي بهدف نظيف في الجولة الثالثة والأخيرة، ليجمع 7 نقاط وضعته في الصدارة.


وضرب منتخب المغرب موعداً مع نظيره السوري في الدور ربع النهائي على استاد خليفة الدولي، ليتمكن من تحقيق الفوز بهدف دون مقابل، حاجزاً مقعده في نصف النهائي، الذي التقى فيه المنتخب الإماراتي، حيث استطاع الخروج بانتصار بثلاثية نظيفة، أكد خلالها قدراته الهجومية وصلابته الدفاعية، وخلال المباريات الخمس، التي خاضها المنتخب المغربي في البطولة تمكن من تسجيل 8 أهداف، واستقبل هدفاً وحيداً، وهو ما يؤكد قدراته العالية على المستوى الدفاعي، وفاعليته الهجومية، حيث كان الأقل استقبالاً للأهداف من بين جميع المنتخبات المشاركة في هذه النسخة.


ويأمل المنتخب المغربي مواصلة مشواره بنجاح في البطولة من أجل التتويج للمرة الثانية في تاريخه، بعدما حصد اللقب للمرة الأولى في نسخة 2012 التي جرت بالسعودية، عندما تغلب على نظيره الليبي بركلات الترجيح 3-1، عقب انتهاء المباراة بالتعادل 1-1، ويعول المنتخب المغربي، بقيادة مدربه طارق السكتيوي، على لاعبين قدموا مستويات عالية في البطولة، خلال دور المجموعات ومباراتي الدورين ربع ونصف النهائي، ليكون لهم دور بارز في الوصول للمشهد الختامي، على غرار كريم البركاوي، الذي سجل 3 أهداف في البطولة، وعبدالرزاق حمد الله وطارق تيسودالي وسفيان بوفتيني وأمين زحزوح، إضافة إلى أسامة طنان.


وتعد كأس العرب البطولة الثانية توالياً التي تقام تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بعد النسخة السابقة التي استضافتها الدوحة أيضاً عام 2021، وحظيت باعتراف الاتحاد الدولي للمرة الأولى منذ انطلاقتها في لبنان عام 1963، ما منحها بعداً دولياً واهتماماً كبيراً نقلها من الإقليمية إلى العالمية، وشهدت البطولة الحالية حتى الآن 30 مباراة جرت على 6 استادات مونديالية سبق أن استضافت مباريات في النسخة التاريخية لبطولة كأس العالم في قطر 2022، وتميزت جميع الملاعب بسهولة الوصول، من خلال شبكة حديثة من وسائل النقل العام، ما ضمن تجربة مثالية فريدة للجماهير، التي حضرت المنافسات.