«بدون أحذية» منتخب نيجيريا يهزم الفرق الإنجليزية


العام 1949.. الحدث منتخب نيجيريا الوطني لكرة القدم يقرر السفر إلى بريطانيا من أجل إعداد معسكر للفريق في ظل جو قارس البرودة ومغلف بعنصرية لا مثيل لها، في تلك الفترة كانت نيجيريا عبارة عن مستعمرة إنجليزية، عانت الأمرين من الاحتلال قبل أن تنال استقلالها في عام 1960 مثلما هو حال أغلب الدول الأفريقية التي حصلت على استقلالها، 4 سنوات فقط كانت تفصل عن المنتخب المغامر وتأسيس الاتحاد النيجيري لكرة القدم وقتها، حيث تكون أول منتخب في تاريخ «النسور الخضراء» 1945.


سافر منتخب نيجيريا إلى بريطانيا وهو يضم مجموعة من أفضل اللاعبين على المستويين الفني والبدني، مواهب أرادت أن تقول إن قارة أفريقيا منجم ذهب وسيشهد العالم ذلك خلال تلك الجولة في الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.
رحلة المنتخب النيجيري كانت محل حديث كل وسائل الإعلام حول العالم، 9 مباريات مع فرق إنجليزية، وضعت البذرة الأولى لأحفاد من أفضل اللاعبين جاءوا بعد سنوات طوال، ليثبتوا للعالم أن الأجداد الذين لعبوا «حفاة» فوق أرضية ملعب يئن من طقس بارد.. وحدهم كانوا الأساس وبداية حلم لكل لاعب أفريقي مستقبلاً.


قبل انطلاقة اللقاءات، ظهرت أغرب لقطات الساحرة المستديرة، المنتخب النيجيري سيخوض المباريات التسع «حافي القدمين»، مفاجأة أذهلت الشارع الكروي البريطاني بأكمله، وقتها كان النيجيريون يخوضون المباريات المحلية بدون أحذية بالفعل مثل بقية الفرق هناك، السلطات البريطانية رفضت الأمر الواقع وقامت بتوفير الملابس الرياضية للمنتخب النيجيري بما فيها الأحذية الرياضية، لتفاجئ باعتراض لاعبي المنتخب النيجيري، وأعلنوها صراحة: نحن اعتدنا اللعب في بلادنا «حفاة»، وسنخوض تلك المباريات بدون ارتداء الأحذية لأننا ببساطة لم نعتد عليها ولن نجيد اللعب بها، لتصبح الحالة غير مألوفة في بلاد أسست لعبة كرة القدم ووضعت القوانين من أجل أن تستمر.
في الجهة الأخرى ارتدى لاعبو الفرق الإنجليزية أحذيتهم بشكل طبيعي، وحينها لم يكن ذلك ممنوعاً في قانون كرة القدم، على الرغم من أن قوانين اللعبة تسمح باللعب حافي الأقدام، وهو أمر ليس مخالفاً للقوانين لكن بشرط أن يكون كل الـ 22 لاعباً على أرض الملعب «حفاة»، وهذا لم يحدث لأن النيجيريين وافقوا على الأمر برحابة صدر.


في الـ 9 مباريات التي خاضها منتخب نيجيريا فاز بمباراتين، منها اللقاء الشهير على فريق «مارين» الذي انتهى بنتيجة خمسة أهداف مقابل هدفين، بأداء مذهل وتألق لا حدود له، ليذهل «النسور الخضراء» المتفرجين بموهبتهم الفذة وقدرتهم على الأداء الجماعي، وسرعتهم وقدرتهم على تحمل الأجواء الباردة على الرغم من عدم ارتدائهم أحذية اللعب، تلك الجولة التي قام بها منتخب قادم من قارة سمراء تعاني من ويلات الاستعمار، أذهلت العالم أجمع وقالت من خلال الأداء بأعلى صوت.. المستقبل سيكون لأفريقيا في عالم الساحرة المستديرة وسترون بأنفسكم ذلك الأمر، وهو ما حدث بالفعل، من مواهب لعبت بدون أحذية إلى نجوم وأساطير قدمت أجمل الإبداعات في عالم كرة القدم.