أعادت الفوضى التي رافقت زيارة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى الهند فتح ملف السلامة والتنظيم في الفعاليات الجماهيرية الكبرى، لتضع قرار النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بعدم السفر إلى هناك سابقًا في سياقه الحقيقي، بعد أن بدت المخاوف الأمنية أكثر واقعية مما صورت وقتها.
ومنح المشهد الذي شهده ملعب «سولت ليك» في مدينة كولكاتا، وما تبعه من اضطرابات داخل المدرجات، قراءة مختلفة لغياب رونالدو عن رحلة النصر إلى الهند، بعدما ظهر أن القلق من الانفلات الجماهيري لم يكن مبالغًا فيه، بل مرتبطًا بطبيعة الشعبية الجارفة لنجوم الصف الأول.
وجاءت زيارة ميسي ضمن جولة شملت عدة مدن هندية للمشاركة في فعاليات رياضية وخيرية، دون خوض مباراة رسمية، إلا أن الظهور الرمزي للنجم الأرجنتيني تحول سريعًا إلى حالة من الفوضى، بعدما خرجت السيطرة عن المنظمين داخل الملعب.
وأشارت تقارير إعلامية هندية إلى اقتلاع بعض المقاعد وإلقائها داخل أرضية الملعب ومضمار ألعاب القوى، وسط حالة من الغضب الجماهيري بسبب قصر مدة الظهور وعدم تمكن عدد كبير من الحضور من مشاهدة ميسي عن قرب، رغم ارتفاع أسعار التذاكر.
ومع انتشار صور الاضطراب على نطاق واسع، عاد إلى الواجهة موقف رونالدو قبل مواجهة النصر ونادي غوا في دوري أبطال آسيا 2، أكتوبر الماضي، حين فضل الجهاز الفني إراحته وعدم السفر، وكانت شرطة غوا قد تحدثت آنذاك عن استعدادات أمنية استثنائية تحسبًا لقدوم النجم البرتغالي، قبل أن يحسم غيابه، ما فتح باب التأويلات بين أسباب فنية وأخرى أمنية.
وبدت تجربة ميسي وكأنها تصادق على خيار الحذر، مؤكدة أن التعامل مع النجوم العالميين في بعض الوجهات الجماهيرية يتطلب حسابات دقيقة، في ظل الشعبية الهائلة التي قد تتحول من شغف إلى فوضى في لحظات.
