ابتسمت الدنيا في وجه المهاجم الأردني يزن النعيمات، ليلفت الأنظار، ويسرق الأضواء في بطولة كأس العرب المقامة حالياً في قطر، قبل أن تقلب أمامه وجهها الآخر في لحظة، ليخيم الغموض على مستقبله، وتتغير طموحاته بعد تعرضه للإصابة بقطع في الرباط الصليبي في الدقيقة 7 من مباراة منتخب بلاده والمنتخب العراقي في ربع نهائي البطولة، ودون أن يلمسه أحد.
وتبدأ فصول الحكاية، عندما أسهم النعيمات، لاعب نادي العربي القطري، في تأهل منتخب الأردن للمرة الأولى إلى كأس العالم المقررة العام المقبل، في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، وبدأ الجميع يتحدث عنه، والآمال تبنى عليه مع زملائه بالظهور بمستوى قوي في المونديال المقبل، ثم بدأت الجماهير والأضواء في البحث عنه في بطولة كأس العرب، وواصل فيها تألقه ليقود «النشامى» إلى الدور ربع النهائي.
ولفت تألق النعيمات انتباه واهتمام النادي الأهلي المصري، أحد أكبر الأندية الجماهيرية العربية، ليطلب رئيس مجلس إدارته محمود الخطيب، من سيد عبد الحفيظ عضو مجلس إدارة النادي، فتح باب التفاوض مع النجم الأردني، والذي لم يمانع الانتقال للأهلي خلال يناير 2026، ورحب ناديه العربي بالصفقة بحكم العلاقات الطيبة بين الناديين، انتشرت الأنباء بأن الأهلي وافق بالفعل على طلبات النعيمات، والطريق أصبح ممهداً لإتمام الصفقة على الرغم من دخول الاتفاق السعودي على خط المفاوضات.
وفجأة انقلبت كل الآمال والأفراح إلى حالة من الحزن على اللاعب والجهاز الفني للمنتخب الأردني، والذي ظهر مدربه المغربي جمال السلامي يبكي على إصابة النعيمات، على الرغم من فوز «النشامى» على المنتخب العراقي بهدف دون مقابل، وتأهل للقاء المنتخب السعودي على استاد البيت في الساعة التاسعة والنصف من مساء بعد غد الاثنين، في الدور نصف النهائي لبطولة كأس العرب.
وأصبح مستقبل انتقال النعيمات للأهلي المصري غامضاً، ويبدو أن الصفقة لن تتم في يناير 2026، وربما يتم تأجيلها إلى الموسم المقبل، أو إلغاؤها، وفي الوقت نفسه هناك صعوبة في لحاق اللاعب بمشاركة منتخب بلاده التاريخية في المونديال المقبل، لأن المعروف أن علاج إصابة قطع الرباط الصليبي تحتاج إلى جراحة عاجلة، وبعدها الخضوع لبرنامج تدريبي وعلاجي طويل لا يقل عن 6 أشهر، ومن المقرر أن يخوض «النشامى» أولى مبارياتهم في المونديال في 17 يونيو 2026 أمام منتخب النمسا، ولذا تبقى الأسئلة حول مستقبل يزن النعيمات غامضة، ولكنه وبكل تأكيد كتب بإصابته سطور واحدة من أكثر قصص الكرة العربية حزناً.
