القصة الكاملة لما يحدث داخل قلعة الريدز.. صلاح يقترب من نهاية حقبة ليفربول

تصدع صامت إلى أزمة علنية

اقتربت علاقة محمد صلاح مع ليفربول من نهايتها، عقب تصريحاته النارية التي أطلقها ضد ناديه ومدربه الهولندي آرني سلوت، الذي قام بسكب البنزين على النار وزاد الوضع تعقيداً باستبعاد صلاح من قائمة الفريق قبل مواجهة إنتر ميلانو في دوري أبطال أوروبا مساء اليوم الثلاثاء. وقال سلوت خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل مواجهة انتر عما إذا كان صلاح سيظهر مجدداً مع الفريق: «ليس لدي أدنى فكرة. لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال حالياً».
وصرح المدرب الهولندي أنه فوجئ بتعليقات صلاح بعد أن جلس على مقاعد البدلاء ولم يشارك في التعادل 3-3 أمام ليدز يونايتد السبت الماضي. وأضاف: فوجئت إلى حد ما عندما سمعت بعد المباراة أنه أدلى بهذه التعليقات. لكنني أعتقد أن رد فعلنا واضح أيضاً، ولهذا السبب لم يكن معنا الليلة.
وعند سؤاله عما إذا كان يشعر أن غضب صلاح كان موجهاً إليه، قال سلوت: الشخص الوحيد الذي يستطيع الإجابة عن هذا السؤال هو محمد صلاح نفسه. استطيع التخمين، لكنني لا أعتقد أن هذا هو التصرف الصحيح في هذه اللحظة. لذا، من الصعب علي تحديد من يقصد في هذا الموقف.


أمر استثنائي
ونشرت صحيفة «ذا غارديان» البريطانية القصة الكاملة عن أزمة محمد صلاح وناديه، مؤكدة انتهاء مسيرته مع الريدز، ما لم يحدث أمر استثنائي.
واستبعد صلاح من التشكيلة الأساسية في المباريات الثلاث الأخيرة، وتدرب أمس الاثنين بعد هجومه اللاذع بعد التعادل 3-3 مع ليدز، لكن لم يتم اختياره لمباراة دوري أبطال أوروبا ضد إنتر اليوم، قد يكون أو لا يكون مع الفريق لمباراة السبت في أنفيلد ضد برايتون، وقال صلاح: لا أعرف إن كنت سألعب أم لا، لكنني سأستمتع بها، بعد ذلك، سيسافر إلى المغرب للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية مع منتخب مصر، وستكون فترة الانتقالات قد فتحت مع انتهاء البطولة.
ثالث الهدافين
كيف وصل الأمر إلى هذا الحد؟ صلاح هو أحد أعظم لاعبي ليفربول على مر العصور وهو ثالث الهدافين التاريخيين للنادي خلف إيان راش وروجر هانت، ورابع هداف تاريخي في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد آلان شيرر وهاري كين وواين روني، ولعب دوراً محورياً في فوز الريدز بلقبين للدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. فاز بالحذاء الذهبي في الدوري الإنجليزي الممتاز أربع مرات، واختير لاعب العام ثلاث مرات من قبل زملائه اللاعبين والصحفيين، بما في ذلك العام الماضي. يبلغ من العمر 33 عاماً فقط، ولم تظهر عليه أي علامات واضحة على تراجع مستواه مع التقدم في السن، لذا ليست النهاية التي يتمناها أي شخص.

الشرارة الأولى
وفي تقريرها عن الشرارة الأولى لأزمة صلاح مع ناديه، قالت "ذا غارديان": "بينما كان ليفربول يبتعد عن بقية الفرق ويفوز باللقب الموسم الماضي، كانت هناك تذمرات في الخلفية: صلاح، ترينت ألكسندر-أرنولد، وفيرجيل فان دايك، انتهت عقودهم جميعاً في الصيف. رحل ألكسندر-أرنولد، بينما بقي الآخران. ومن الإنصاف القول إن أحداً لم يستمتع بما تلا ذلك. فجأة، بدا فان دايك عادياً، وتضاءلت هالته. بدأ ألكسندر-أرنولد خمس مباريات فقط في الدوري مع ريال مدريد، ولم يبد مرتاحاً. وبدا صلاح منعزلاً ومنفصلاً. سجل ثلاثة أهداف فقط في الدوري، والأسوأ من ذلك، أنه لم يظهر أي علامات على تكوين علاقة جيدة مع المهاجمين الآخرين الذين ضمهم ليفربول، مع أنه مسؤول جزئياً عن مشكلات الجهة اليمنى نظراً لعدم قدرته أو عدم رغبته في متابعة الكرة.


ثلاثي شبه مثالي
وتابعت الصحيفة: ربما يكون هذا تذكيراً بأن جزءاً كبيراً من جودة اللاعب يكمن في النظام الذي يلعب به. شكل صلاح وألكسندر-أرنولد وجوردان هندرسون ثلاثياً شبه مثالي على يمين ليفربول. كان ألكسندر-أرنولد قادراً على لعب تمريرات سريعة ودقيقة لصلاح، مما أجبر ظهيري أيسر الخصم على البقاء في عمق الملعب، ما خفف العبء الدفاعي على ألكسندر-أرنولد، الذي كان بإمكانه التحول إلى دور صانع الألعاب في خط الوسط، بينما كان هندرسون يتمتع بالقدرة على التحمل والذكاء التكتيكي اللازمين لتغطية المنطقة. في الموسم الماضي، كان دومينيك سوبوسلاي، على الرغم من اختلافه الواضح عن هندرسون، قادراً على أداء دور مماثل من حيث طاقته وتتبعه للكرة.


رد فعل
مهما كان السبب، لم يلعب صلاح بشكل جيد هذا الموسم، وفي هذا الصدد، فإن رد فعله على استبعاده مثير للقلق، هل يشعر بأن الوقت يستنزف منه؟ بدت درجة جنون العظمة مذهلة: الإصرار على أن شخصاً لم يذكر اسمه في النادي يحاول إجباره على الخروج.
وأكدت «ذا غارديان» أنه لن يخرج أحد من هذه المحنة سالماً، هذه ليست المرة الأولى التي تثار فيها تساؤلات حول إدارة سلوت للاعبيه. يبدو رد فعل صلاح، وإصراره على إلقاء اللوم على الآخرين، مبرراً. لكن يجب التشكيك في النادي أيضاً، يبدو أن التعاقدات الصيفية صممت لعالم ما بعد صلاح، ولكن إذا كان هذا صحيحاً، فلماذا يعرض عليه عقد جديد؟ بالنسبة لناد يفخر أخيراً باستخدامه للبيانات، يبدو هذا قراراً عاطفياً بشكل غريب.
ربما كان إطلاق سراح صلاح، وخصوصاً مجاناً، ليسبب اضطراباً كبيراً في الصيف الماضي، هناك بالفعل شعور بأن ليفربول حاول تغيير الكثير بسرعة كبيرة. ولماذا انتهى بهم الأمر بثلاثة لاعبين أساسيين إلى نهاية عقودهم في وقت واحد؟ لكن الاحتفاظ بصلاح مع الاستعداد لمستقبل بدونه لم يؤد إلا إلى المرارة والاتهامات المتبادلة.