3 أندية تعتلي قمة المنصات القارية لأول مرة

لاعبو بيراميدز يحتفلون باللقب القاري الأول
لاعبو بيراميدز يحتفلون باللقب القاري الأول

أنصفت كرة القدم في موسم كروي استثنائي، ثلاثة أندية ظلّت تحاول لسنوات طويلة دون أن تنجح، ومرت خلالها بمحطات مؤلمة من الإخفاق والتشكيك، لكنها لم تتراجع ولم تفقد إيمانها.. وجاء التتويج أخيراً ليمنحها لحظة تاريخية انتظرتها طويلاً، وصعدت إلى القمة في وقت واحد، وكأنها جائزة متأخرة منحتها الساحرة المستديرة لمن تمسك بالحلم حتى النهاية.

من جدة إلى باريس، وصولاً إلى القاهرة، كتب كل من الأهلي السعودي وباريس سان جيرمان وبيراميدز المصري فصلاً جديداً في تاريخه، بعدما اعتلوا منصات التتويج القارية للمرة الأولى.

أربعة عقود

في جدة، احتشدت الجماهير السعودية في مدرجات مدينة الملك عبد الله الرياضية لتعيش أخيراً الحدث الذي طالما حلمت به.. فبعد خسارتين في نهائي نسختي 1986 و2012، نجح الأهلي السعودي في التتويج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، بعد فوزه على كاواساكي فرونتال الياباني بهدفين دون رد.

الانتصار كان تتويجاً لمشوار طويل من الصبر، خصوصاً وأن الفريق أنهى مشواره في البطولة من دون أي خسارة، ليحفر اسمه ضمن نخبة القارة الآسيوية كأول فريق سعودي يحقق هذا الإنجاز في نسخة النخبة.

رحيل النجوم

على مدار سنوات، عاش باريس سان جيرمان حالة من الصخب المتواصل، رافقها إنفاق غير مسبوق، حيث دفعت الإدارة مئات الملايين لجلب أبرز نجوم العالم، في محاولة لصناعة فريق أحلام قادر على حمل الكأس الأوروبية، لكن رغم كل تلك المحاولات، وحجم الاستثمارات، كانت تنتهي دائماً بخيبة أمل، وفشل لاعبون بحجم ليونيل ميسي، نيمار، كيليان مبابي، سيرخيو راموس، وأنخل دي ماريا، في تحقيق الحلم، رغم القيمة الفنية والتاريخية لكل منهم. وجاء عام 2025، ليكتب باريس سان جيرمان فصله الأهم، ويتوج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه الساحق على إنتر ميلان الإيطالي بخماسية نظيفة في نهائي ميونيخ.

المدرب الإسباني لويس إنريكي أعاد بناء الفريق، واعتمد على مجموعة شابة، تصدرتها أسماء مثل ديزيريه دويه وكفاراتسخيليا، لينجح هذا الجيل في ما فشل فيه الكبار، ويُهدي العاصمة الفرنسية مجداً طال انتظاره.

قمة القارة

أما في القاهرة، فكان الموعد مع التاريخ في استاد 30 يونيو، حيث نجح بيراميدز في كتابة سطره الذهبي الأول، وتوج بلقب دوري أبطال أفريقيا بعد الفوز على صن داونز 2 ـ 1، في إياب النهائي، عقب تعادل ثمين ذهاباً في بريتوريا 1 ـ 1.

منذ انتقال ملكيته وتغيير اسمه من «الأسيوطي» إلى «بيراميدز» عام 2018، وُلد مع الاسم الجديد مشروع مختلف يحمل طموحات كبيرة، لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت مع تولي الإدارة الإماراتية بقيادة رجل الأعمال سالم الشامسي، التي وفّرت للنادي استقراراً إدارياً، حوّله إلى أحد أبرز أندية الصف الأول في مصر.

ورغم أن الفريق لم ينجح في التتويج بلقب الدوري المحلي خلال الموسم المنقضي، بعدما خسر السباق في الأمتار الأخيرة لصالح الأهلي، إلا أنه عوّض ذلك بالإنجاز القاري الأهم، ليصبح رابع نادٍ مصري يتوج بلقب دوري أبطال أفريقيا بعد الأهلي والزمالك والإسماعيلي.

وبتتويجه التاريخي، لم يكتف بيراميدز بكتابة اسمه في سجل الأبطال، بل حافظ أيضاً على حضور الأندية العربية القوي في المشهد القاري، بعدما واصل سلسلة سيطرة العرب على لقب دوري أبطال أفريقيا خلال السنوات الأخيرة، فقد شهدت النسخ التسع الماضية تتويج فرق عربية فقط.

حيث فاز الوداد المغربي باللقب عامي 2017 و2022، وتُوّج الترجي التونسي بالبطولة في عامي 2018 و2019، بينما حصد الأهلي المصري اللقب أربع مرات في أعوام 2020 و2021 و2023 و2024، قبل أن يُسجل بيراميدز اسمه في قائمة الأبطال بإحرازه لقب نسخة 2025.

انتصار المشروع

ما يجمع التتويجات الثلاثة أنها لم تأتِ بأقدام النجوم الأعلى شهرة، بل بصبر من بنوا مشاريعهم بهدوء، وآمنوا بخطط طويلة الأمد.. في عام 2025، قالت كرة القدم كلمتها لمن انتظر، لمن لم يتخلَ عن حلمه رغم خيبات الأمس، فمن جدة التي استعادت شغفاً عمره عقود، إلى باريس التي احتفلت بلا نجومها السابقين، وصولاً إلى القاهرة التي احتضنت مشروعاً وُلد من فكرة طموحة، أعادت الساحرة المستديرة التوازن، وأثبتت أن المجد قد يتأخر، لكنه لا يضيع إذا استمر الحلم.