سلطان حارب: الأندية الخاصة مستقبل كرة القدم
إيلي سيبانو: نركز على بناء منظومة احترافية متكاملة
مع تزايد عدد الأندية الخاصة الناشطة ضمن أندية دوري الدرجة الأولى، والدرجتين الثانية والثالثة، أصبح الحديث عن قدرتها على الصعود إلى دوري المحترفين أكثر حضوراً، خاصة بعد أن نجح يونايتد بقيادة مدربه الإيطالي، أندريا بيرلو، في الإطاحة بالشارقة من مسابقة كأس رئيس الدولة، وخطف الأنظار إليه بوصفه أحد أبرز الأندية الخاصة في الإمارات.
يشارك في الموسم الحالي خمسة أندية خاصة في دوري الدرجة الأولى، هي: يونايتد، الاتفاق، جلف يونايتد، سيتي، ومجد، إلى جانب 30 نادياً خاصاً بدوري الدرجتين الثانية والثالثة، ما يعكس توسع قاعدة هذه الأندية ودورها المتنامي في مشهد كرة القدم الإماراتية.
ورغم محدودية الموارد مقارنة بالأندية الحكومية، أظهرت هذه الأندية طموحاً واضحاً واستثمارات متزايدة في اللاعبين والأجهزة الفنية، فضلاً عن تطوير برامج التدريب واستقطاب المواهب، ما يجعلها على مشارف دوري المحترفين، ومع ذلك يبقى التحدي الأكبر تأمين ملاعب ومنشآت رياضية متكاملة، وهو ما يشير إلى أن المرحلة المقبلة ستتطلب دعماً لوجستياً واستثمارياً مستداماً، لضمان قدرة الأندية الخاصة على المنافسة على أعلى مستوى وإحداث ثورة في كرة القدم الإماراتية.
وأكد مسؤولو الأندية الخاصة أن جاهزيتها للارتقاء إلى دوري المحترفين تعتمد على الرؤية الاستراتيجية والبنية التحتية والمواهب الشابة.
وأوضح ميشيل سلغادو، نجم ريال مدريد السابق ومالك نادي فرسان هيسبانيا، الذي يشارك في دوري الدرجة الثانية الإماراتي، أن الرؤية الاستراتيجية والاستثمار في اللاعبين والكوادر الفنية يمثلان الركيزة الأساسية للنجاح على المدى الطويل.
وأوضح سلغادو أن التعاون بين الأندية الحكومية والخاصة يمثل الطريق الأمثل لتحقيق نقلة نوعية في كرة القدم الإماراتية، مشيراً إلى أن الأندية الخاصة قادرة على المنافسة في دوري المحترفين إذا توفرت لديها الاستراتيجيات الصحيحة والإدارة الجيدة، وأضاف: «النجاح في كرة القدم يعتمد على الرؤية الواضحة والتخطيط طويل المدى والاستمرارية في تحقيق النجاح».
وأشار مالك نادي فرسان هيسبانيا إلى أن الأندية الخاصة أثبتت قدرتها على النجاح والمنافسة خلال فترة قصيرة، مؤكداً أن مشروعه الرياضي بدأ يؤتي ثماره، إذ تمكّن النادي من تطوير تسعة لاعبين يمثلون المنتخبات الوطنية، من بينهم ستة لاعبين في منتخبات المراحل السنية في الإمارات وآخرون مع منتخبات أخرى، وذلك خلال خمس سنوات فقط من تأسيس النادي.
وأضاف سلغادو أن العمل جارٍ على تطوير البنية التحتية للنادي والنظام الإداري حتى يكون قادرا على اللعب في دوري المحترفين خلال السنوات المقبلة، وقال: «رغم عدم الجاهزية الكاملة من الناحية المالية والبنية التحتية. نحن نعمل بخطة واضحة وطويلة المدى، وسنصل إلى الجاهزية المطلوبة قريباً».
وشدد سلغادو على أن الاستثمار في الفئات السنية والبنية التحتية يعد من أهم أولويات النادي، مشيراً إلى أن فرسان هيسبانيا يمتلك نظاماً قوياً لتطوير المواهب الشابة، ويحقق نتائج متميزة في هذا المجال.
وأوضح سلغادو أن دبي تشهد تطوراً متسارعاً في مختلف المجالات، وهو ما يستدعي أن تكون كرة القدم على مستوى هذا النمو السريع، وأضاف: «التواصل بين جميع عناصر المنظومة يمثل أساس النجاح، ومن الضروري أن تسير كرة القدم بخطى متوازية مع تقدم الدولة».
من جهته أكد سلطان حارب، رئيس مجلس إدارة نادي سيتي، على أهمية مساعدة الأندية الخاصة في الإمارات على امتلاك ملاعب ومنشآت رياضية خاصة بها، مؤكداً أن ذلك يمثل الخطوة الأساسية لارتقائها وقدرتها على المنافسة في دوري المحترفين مستقبلاً.
وقال حارب إن الأندية الخاصة تمتلك الكفاءة الفنية والتنظيمية التي تؤهلها لخوض المنافسات على أعلى المستويات، نظراً لاستقطابها لاعبين وأجهزة فنية محترفة، إلا أن غياب البنية التحتية المناسبة، وخصوصاً الملاعب، يبقى العائق الأكبر أمام تطورها.
وأضاف: «نحن قادرون على المنافسة فنياً وتنظيمياً، لكن ما ينقصنا هو الملاعب ذات المواصفات المطلوبة. نحتاج إلى دعم حقيقي يتيح لنا إنشاء ملاعبنا الخاصة، حتى نتمكن من تطوير المواهب، واستضافة المباريات الرسمية، وجذب الجماهير والرعاة».
وأشار رئيس نادي سيتي إلى أن الأندية الخاصة تواجه تحديات متعددة، أبرزها افتقارها لملاعب التدريب ومرافق الاستضافة، وهو ما يحد من قدرتها على النمو والاستدامة، مؤكداً أن توفير البنية التحتية يمثل استثماراً مباشراً في مستقبل كرة القدم الإماراتية.
وأضاف حارب أن الأندية الخاصة تمثل المرحلة القادمة في تطور المنظومة الرياضية بالدولة، تماشياً مع التوجهات العالمية التي تعتمد على القطاع الخاص في إدارة الرياضة والاحتراف، مشدداً على ضرورة منح هذه الأندية الفرصة لتكون جزءاً فاعلاً في منظومة كرة القدم.
وتابع: «الأندية الخاصة هي مستقبل كرة القدم في الإمارات، لكنها تحتاج إلى الدعم اللوجستي والميداني لتنهض بنفسها وتستقل بإدارتها ومنشآتها. وجود ملاعب خاصة سيغير المشهد بالكامل، ويمنحها القدرة على التخطيط بعيد المدى وتحقيق عائدات اقتصادية ورياضية حقيقية».
وأكد حارب أن نادي سيتي كان من أوائل الأندية الخاصة التي حصلت على اعتماد رسمي من اتحاد الإمارات لكرة القدم، ونجح في الصعود إلى دوري الدرجة الأولى، مضيفاً أن هذه التجربة أثبتت أن الأندية الخاصة قادرة على النجاح إذا أُتيح لها الدعم اللازم والبيئة المناسبة للنمو.
طموح المحترفين
وكشف المولدوفي إيلي سيبانو، رئيس نادي يونايتد، عن طموحه في تحقيق الصعود لدوري المحترفين، هدفنا الرئيسي هو العمل يومياً بأقصى جهد لنكون منافسين في الدوري المحلي، والفوز بلقب الدرجة الأولى، ثم أن نكون قادرين على المنافسة بجدية في دوري المحترفين.
وأضاف: «من المبكر الحديث عن منافسة أندية المحترفين حالياً، فالتحدي كبير. وعلى سبيل المثال في الدوري الإنجليزي الممتاز، الأندية التي صعدت من الدرجة الأولى غالباً ما تواجه صعوبات كبيرة، ولكن الأهم لدينا هو الإرادة والدافع لتقليص الفجوة والمنافسة في دوري المحترفين».
وتابع: «نعتبر نادي الظفرة مثالاً جيداً لنا، حيث صعد من الدرجة الأولى بلاعبين من الدرجة الأولى وهو يحقق أداء رائعاً، نحترم هذا الإنجاز ونعتبره معياراً نطمح للوصول إليه».
وأوضح الرئيس التنفيذي لنادي يونايتد في دبي أن رؤية النادي تقوم على بناء منظومة احترافية متكاملة تركز على تطوير الكوادر التدريبية والبنية التحتية، إلى جانب اكتشاف المواهب الشابة وصقلها بما يسهم في تعزيز مكانة كرة القدم الإماراتية.
وأشار إلى أن النادي يولي اهتماماً كبيراً بالطاقم التدريبي الذي يعمل مع مختلف الفئات، من الناشئين إلى الفريق الأول، مشيراً إلى أن جودة الكادر الفني تمثل العنصر الأهم في تحقيق التطور المستدام داخل أي منظومة رياضية.
وقال: «رؤيتنا تضع المدربين في قلب العملية التطويرية، فهم من يشكلون الأساس في الارتقاء بمستوى اللاعبين. نحرص على تطبيق برامج تدريب حديثة ومنهجيات احترافية تواكب أعلى المعايير الدولية».
وأضاف أن النادي يولي اهتماماً متزايداً بالبنية التحتية، معرباً عن اعتزازه بالمرافق المتوافرة في دبي التي تساعد على تنفيذ البرامج الفنية بكفاءة، رغم ما تواجهه العديد من الأندية الخاصة من تحديات في هذا الجانب.
وقال: «نحن سعداء بامتلاكنا مرافق مناسبة في دبي، لكننا ندرك أن هذا ليس كافياً. نعمل باستمرار على زيادة عدد الملاعب وتحسينها لأن وجود بنية تحتية قوية هو الأساس لضمان استدامة أي نادٍ ناجح».
وأشار الرئيس التنفيذي إلى أن تطوير اللاعبين الشباب واكتشاف المواهب يمثل أحد أعمدة استراتيجية النادي، موضحاً أن فرق العمل في يونايتد تبحث باستمرار عن أفضل العناصر لضمها إلى صفوف الأكاديمية والعمل على تنميتها فنياً وبدنياً.
وأضاف: «نعمل يومياً على اكتشاف المواهب وتطويرها. الاستثمار في اللاعبين الشباب هو استثمار في المستقبل، وهو ما نؤمن به في يونايتد..».
وفي ما يتعلق بالفريق الأول، أكد الرئيس التنفيذي أن الهدف هذا الموسم هو تحقيق نتائج إيجابية والمنافسة على لقب دوري الدرجة الأولى، مشدداً على أن الفريق يدخل كل مباراة بعقلية الفوز، استعداداً لتحقيق حلم الصعود إلى دوري المحترفين.
وختم قائلاً: «كل مباراة بالنسبة لنا تمثل خطوة مهمة في تاريخ النادي. نؤمن بالعمل الجماعي، وبأن النجاح يأتي من التخطيط المستدام، والاستثمار في الإنسان قبل أي شيء آخر».
