الأب هو فيصل علي، نجم العين والمنتخب الوطني السابق ومساعد المدرب بفريق 17 سنة الحالي، والأبناء هم: عبدالله فيصل، لاعب فريق العين تحت 21 سنة، وهزاع فيصل علي، لاعب فريق العين تحت 19 سنة ومنتخب الإمارات، والأشقاء خالد علي، المشرف على اختيار المواهب لمنتخبات المراحل السنية تحت 17 سنة، وحسين على، مدرب بالمراحل السنية بنادي العين، وللأخير ولدان يلعبان في المراحل السنية هما زايد حسين، لاعب فريق 13 سنة بالعين والمنتخب الإماراتي، وسلطان حسين لاعب فريق العين تحت 10 سنوات. إنها عائلة كروية جداً ولا عجب في ذلك، فقد سرى حب كرة القدم في العائلة بداية من الوالد علي الذي كان يلعب حارس مرمى وأورث عشق المستديرة لأبنائه الذين نقلوها بدورهم للأحفاد.
عشق البنفسج
أول ما يلفت النظر في منزل عائلة فيصل علي بمنطقة عين الفائضة بمدينة العين «دار الزين» أن كل شيء هناك يوحي بالعشق الكبير للرياضة عموماً، وكرة القدم على وجه الخصوص، إذ يتوسط فناء المنزل حوض سباحة بمساحة واسعة، وطاولة للتنس، ومجموعة من كرات القدم متناثرة هنا وهناك، فضلاً عن ألعاب الذكاء والترفيه وغير ذلك، واللافت أيضاً أن كل شيء اصطبغ باللون البنفسجي وهو العشق الذي ظل حاضراً في دواخل اللاعب الدولي السابق والذي ارتبط بالعين خلال مشوار حافل بالتميز إذ كان من أبرز العناصر الهجومية بالفريق البنفسجي، وتوج معه بأكثر من 16 لقباً بداية من موسم 1999-2000 إلى 2010-2011، بما في ذلك دوري أبطال آسيا 2003، وقبله كأس الأندية الخليجية 2001، كما كانت له صولات وجولات ومسيرة مفعمة بالعطاء مع المنتخب الإماراتي الأول لكرة القدم.
حب بالوراثة
يقول فيصل علي إن حب كرة القدم انتقل لهم من الوالد موضحاً أن شقيقيه خالد وحسين، لم يستمرا كثيراً في اللعب بسبب ظروف العمل، على عكس ما فعله هو، ولكنهم جميعاً بعد ذلك حرصوا على أن يستمر العيال لأن كرة القدم بالنسبة للعائلة حب مقيم في منازلهم.
وتحدث فيصل عن ولديه عبدالله، وهزاع، فقال إنهما -وكأي طفل في أي منزل بالمدينة- عشقا العين وشعاره ففي كل المنازل تجد الإعلام البنفسجية وهذا إرث كل أبناء دار الزين، وبالنسبة لهما فقد انتظما مبكراً في أكاديمية العين وتدرجا حتى وصلا للمرحلة الحالية.
وقال: «عبدالله يلعب وسط مهاجم وصانع ألعاب وهو يملك مهارات جيدة جعلته من أهم خيارات مدربه في تشكيلة الفريق، وهزاع الأصغر والذي يلعب بفريق تحت 19 سنة هو مهاجم صريح يجيد إنهاء الهجمات وسجل هدف الفوز الذي تأهل بموجبه المنتخب إلى نهائيات كأس العالم، وهو الآن يقضي فترة الخدمة الوطنية التي تعتبر واجب كل مواطن فالوطن فوق كل شيء».
أهمية الرياضة
وأضاف: «دائماً نتحدث مع عيالنا بضرورة وأهمية ممارسة الرياضة لأن العقل السليم في الجسم السليم، ولكن مع ذلك فمن المهم جداً ألا تشغلهم كرة القدم عن الدراسة فهي في المقام الأول فالعلم نور، وبالطبع نتابعهم بالتوجيهات ونذكرهم بالأخطاء التي ارتكبناها في مسيرتنا الكروية حتى يتحاشوها ويتجنبوا تكرارها».
عن أهم النصائح والتوجيهات التي يلقنها لأبنائه قال: «الالتزام بمواعيد النوم وعدم السهر والأكل الصحي مع تنظيم مواعيد الوجبات والانضباط في التدريبات والتقيد بتوجيهات المدربين، وهذا الكلام أوجهه لكل لاعبي الإمارات في مختلف المراحل السنية حتى الفريق الأول، وهناك نصيحة مهمة جداً ربما يتوقف عليها مستقبل اللاعب وهي عدم تجاهل الإصابة ولو كانت خفيفة والاستمرار في اللعب خوفاً من أن يفقد اللاعب فرصته في التشكيلة أو لغيرته على الشعار لأن هذا يؤدي لتفاقمها وفي هذه الحال ستحرمه لفترة طويلة وربما أنهت مشواره الكروي، وهناك تجارب وحالات كثيرة حدثت للاعبين تجاهلوا الإصابة حتى قضت على مستقبلهم».
وعما إذا كانت هناك تدريبات خاصة يخضعهم لها بعيداً عن الحصص التدريبية مع فرقهم المختلفة أوضح فيصل علي أنه يفعل ذلك في الأوقات التي لا تكون فيها التزامات مع النادي فأحياناً يستأجرون ملعباً، ويحرص على تعليمهم بعض المهارات، خصوصاً في إنهاء الهجمة، وهو ما كان يجيده.
حظوظ منتخبنا
أكد فيصل علي أن منتخبنا الوطني لكرة القدم لا يزال يملك حظوظاً كبيرة في التأهل لنهائيات كأس العالم وتحقيق الحلم الذي طال انتظاره، خصوصاً بعد التغييرات التي تمت «بإضافة عناصر مميزة في جميع الخطوط، وعلى مستوى الجهاز الفني بقيادة أولاريو كوزمين الذي كنت دائماً أتمناه مدرباً للمنتخب، وقد لمسنا الأثر الإيجابي في المباريات الودية الأخيرة، وأعتقد أن المنتخب ستكون له بصمته في المباريات الرسمية المقبلة».
يعتقد فيصل علي أن العين هذا الموسم يمضي في الطريق الصحيح ومستواه يتصاعد من مباراة إلى أخرى وخطوة بخطوة سيصل إلى الهدف الذي ينتظره جميع العيناوية، وهو اعتلاء منصات التتويج.
رشح فيصل علي فرق: «العين، وشباب الأهلي، والوصل، والجزيرة، وكذلك النصر، الذي دخل هذا الموسم بقوة، ولكن النصر عودنا دائماً أنه ينطلق بقوة في بداية الموسم، ثم يبدأ في التراجع مع الوقت، وأتمنى ألا يفعل ذلك هذه المرة لأن عودة العميد للمنافسة على اللقب تضاعف من إثارة وقوة الدوري الإماراتي».
عبر فيصل علي عن سعادته بالنتائج التي حققتها المنتخبات السنية في المحافل الخارجية، «فمنتخب الناشئين وصل لكأس العالم، وكذلك الأولمبي، الذي تأهل لآسيا ورأينا مواهب كثيرة في هذه المنتخبات ما يبشر بمستقبل متميز للكرة الإماراتية».
من شابه أباه فما ظلم ولذلك أجمع عيال فيصل وشقيقه حسين، على أنهم استفادوا من الأجواء الكروية التي وفرها الآباء في المنزل وتعلموا منهم الكثير، وقال عبدالله، الابن الأكبر لفيصل، إنه يتمنى الوصول إلى ما وصل إليه والده مع العين وسيعمل جاهداً ليكون مثله في المستقبل، لافتاً إلى أنه تعلم منه المهارة وإنهاء الهجمات بالطريقة المثالية، ولا يزال يتعلم منه الكثير، واتفق معه زايد وسلطان حسين علي، في ذلك مؤكدين أنهما يبذلان كل الجهد من أجل الوصول لمستوى عمهم في العين والمنتخب الوطني.