ملعب المعجزات ينتظر معجزة جديدة.. «برنابيو» يتسلح بذاكرة 1976 لإنقاذ حلم ريال مدريد

ريال مدريد
ريال مدريد

لا يُعرف ملعب «سانتياغو برنابيو» بالخضوع، ولا يُكتب تاريخ ريال مدريد إلا وسط العواصف، وبينما يستعد الفريق الملكي لاستقبال أرسنال الإنجليزي في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، تتجه كل الأنظار إلى معقل مدريد، بانتظار «ريمونتادا» تحمل طابع المعجزة.

يدخل ريال مدريد مواجهة الأربعاء مثقلًا بهزيمة قاسية بثلاثية نظيفة في لندن، وهي النتيجة التي تبدو قاتلة بلغة الأرقام، لكنها في عُرف القلعة الملكية ليست نهاية، بل بداية فصل جديد من التحدي.

ومع كل عودة مستحيلة في تاريخ مدريد، دائمًا ما تبرز ذكرى وحيدة تُلهم الجماهير؛ موسم 1975-1976، حين خسر ريال مدريد ذهابًا أمام ديربي كاونتي الإنجليزي بنتيجة 1-4، ثم عاد إيابًا على أرضه ليكتب ملحمة خالدة بالفوز 5-1، ويتأهل بمجموع 6-5 في ليلة باتت مرجعية لكل من يؤمن بقدرة الأبيض على قلب الطاولة.

ورغم أن تلك الريمونتادا حدثت قبل 49 عامًا، إلا أن صداها ما زال يتردد في جنبات البرنابيو، وتغذي حلم استثنائي بتكرار العودة أمام أرسنال.

التاريخ لا يُخفي صعوبة المهمة، فريال مدريد خسر من قبل 4 مرات بفارق 3 أهداف أو أكثر ذهابًا، ولم ينجُ منها سوى في تلك المناسبة الوحيدة، أما أمام بروسيا دورتموند في 2013، فقد فاز إيابًا 2-0، لكنه خرج مطأطئ الرأس بعد رباعية ليفاندوفسكي.

الإحصاءات تُقلل من الحظوظ، لكنها لا تُلغيه، فمدريد سبق له الفوز بأكثر من 3 أهداف ضد أندية إنجليزية مرتين فقط؛ ضد ديربي كاونتي في 1976، وتوتنهام في 2011 برباعية نظيفة، وفي كل مرة خاض فيها الإياب على أرضه منذ 2015، لم يُقصَ سوى مرة واحدة، وكانت أمام أياكس في 2019، وبين ذكريات المجد وخطر الإقصاء، يقف كارلو أنشيلوتي وجنوده على خط النار، لا يملكون إلا الإيمان بنبض البرنابيو وقدرته على بث الحياة في جسد فريق جريح.