دبي، أبوظبي، العين - إيهاب زهدي، أحمد عيسى، محمد صادق، طلحة عبدالله
تبقت ساعات على إطلاق صافرة بداية المنافسات الرسمية للموسم الكروي الجديد (2025 - 2026)، بعدما أنهت أندية المحترفين تحضيراتها في الفترة السابقة.
والتي تنوعت بين معسكرات خارجية في أجواء مثالية، وتجارب ودية مكثفة منحت الأجهزة الفنية فرصة اختبار خططها وتقييم عناصرها، إضافة إلى إبرام صفقات نوعية عززت الصفوف ورفعت من سقف الطموحات في الموسم الجديد الذي يترقبه الجمهور بكثير من الاهتمام.
وفيما تضع بعض الأندية المنافسة على لقب بطولة دوري أدنوك للمحترفين التي تنطلق اليوم نصب عينيها مدفوعة بتاريخ عريق وقاعدة جماهيرية واسعة وإمكانات مالية عالية، تسعى أخرى إلى حجز مقعد متقدم على سلم الترتيب يمنحها حضوراً أكبر وأفضل في مشهد البطولة.
بينما تتركز أهداف فرق أخرى على ضمان البقاء وتفادي صراع القاع، مستندة على مجموعة من المواهب وعمل شاق تم بذله من أجل تحقيق الأهداف المرسومة.
وتكشف هذه التحضيرات عن روح تنافسية عالية ورغبة واضحة في الانطلاق بقوة منذ بداية من الجولة الأولى للدوري، إذ يدرك المدربون واللاعبون على حد سواء أن البداية الموفقة كثيراً ما ترسم طريق النجاح في نهاية المشوار.
وبين من دعم صفوفه بصفقات عديدة أحدثت نقلة نوعية قد تحدث تغييراً كبيراً في تشكيلته، ومن تمسك بالاستمرارية حفاظاً على الانسجام مع دعم محدود، تظل القناعة قبل صافرة البداية بأن موسم (2025 - 2026) سيكون مختلفاً من حيث شدة الصراع وتعدد الطامحين، في وقت يرفع فيه الجمهور بمختلف ألوانه سقف طموحه ويترقب بشغف لحظات الافتتاح، بآمال مشاهدة كرة قدم ممتعة.
وحضور جماعي يترجم العمل الكبير الذي أنجزته الأندية في أسابيع الإعداد، ليبدأ معها فصل جديد من حكاية الإثارة في ملاعبنا، فهل يكون الموسم الجديد على قدر الوعد من واقع عمل الأندية في الفترة السابقة ويلبي الطموحات والتوقعات؟ هذا السؤال يجيب عنه عدد من الشخصيات الرياضية المتابعة للأندية.
خالد عبيد: تعاقدات الأندية تبشر بموسم حافل وتنظيم الرابطة يسهم في النجاح
توقع خالد عبيد، المحلل والناقد الرياضي، أن يكون الموسم الحالي من أصعب وأقوى المواسم، من واقع تعاقدات الأندية في الميركاتو، ذاكراً أن الفرق دعمت صفوفها بعناصر جيدة وغطت النقص الذي كانت تعاني منه.
وأضاف: جودة اللاعب المقيم أصبحت توازي جودة الأجنبي لتقارب الأعمار، هنالك مجموعة من المقيمين أعمارهم تصل إلى 23 عاماً ويمتلكون موهبة عالية وبالتالي هذا يسهم في رفع المستوى الفني.
واستطرد عبيد: أتوقع أن تكون المنافسة قوية وأن يشهد الصراع على لقب بطولة الدوري تحدياً كبيراً بين عدد من الفرق مثل شباب الأهلي حامل اللقب، العين، والوحدة الذي كان قريباً من المنافسة في النسخة الأخيرة دون أن يحالفه التوفيق، لكنني أرى أنه قادر على تقديم موسم استثنائي.
إضافة إلى الشارقة الذي حافظ على استقراره لكن منافسته على الألقاب تتوقف على نجاح مهاجمه الجديد في هز شباك المنافسين، لأنه يمتلك عناصر جيدة في بقية خطوطه ويقوده المدرب ميلوش الذي يمتلك خبرة كافية في التعامل مع مباريات «دورينا».
وقال عبيد إنه لم يشاهد تحضيرات الأندية التي خاضتها خارج الدولة، مبيناً أن نجاح الإعداد له تأثير على مستوى الفرق، وقال: توقعاتنا حالياً مبنية على التعاقدات فقط أما بالنسبة لعمل المدربين سنراه في أرضية الملعب، خاصة أن الإدارة الفنية الجيدة هي التي تحدد مستوى الفرق ونجاحها في تقديم موسم متميز، مع عوامل أخرى مثل استقرار التشكيل لأن الإصابات أحياناً تحرم الفرق من عناصر مهمة في الكثير من المباريات وتنعكس على مستواها سلباً.
وأشار خالد عبيد إلى أن إشراف رابطة المحترفين على المباريات تحديداً بطولة الدوري يسهم في نجاح الموسم، لأنها أصبحت تمتلك خبرة كبيرة، ودائماً تقوم بعمل جيد على مستوى التنظيم، الذي يعتبر أحد أهم عناصر النجاح.
انتظار
فارس جمعان: نحتاج 5 جولات على الأقل قبل تقييم الدوري
ويرى فارس جمعان، لاعب الجزيرة السابق، أن شباب الأهلي والشارقة والوصل والوحدة والعين، أقوى المرشحين للمنافسة على درع دوري أدنوك للمحترفين في الموسم الجديد، وأن من الصعب عودة الظفرة إلى دوري الدرجة الأولى، بعد عودته إلى عالم المحترفين.
واستدرك مؤكداً أن الرؤية بشكل جيد لمستوى المسابقة والأندية، لن تتضح قبل مرور 5 جولات على الأقل من عمر الدوري. وشدد على ضرورة استفادة أندية الوسط والساعية للهروب من الهبوط، من مواجهاتها في الدور الأول للدوري، لجميع أكبر عدد ممكن من النقاط.
وأوضح أن النادي الذي سيتمكن من ذلك، سيؤمن بقاءه بنسبة كبيرة، لأن مواجهات الدور الثاني دائماً ما تكون أصعب، خاصة في جولاتها الأخيرة التي عادة ما تكون حاسمة في الصراع على اللقب والنجاة من العودة إلى دوري الدرجة الأولى.
وأشار إلى أن مشاركات أندية شباب الأهلي، الشارقة، الوحدة، الوصل، والعين، في البطولات الخارجية، إلى جانب استحقاقات منتخبنا الوطني، ستكون مؤثرة على مستويات ونتائج تلك الأندية التي يشكل لاعبوها القوائم الأكبر من تشكيلة «الأبيض».
وربما يصب ذلك في مصلحة بقية الأندية التي عليها الاستفادة من تعرض لاعبي تلك الأندية لضغوط المباريات والإصابات، في تحصيل النقاط المطلوبة.
وتوقع أن يستفيد الظفرة من خبرته الكبيرة بعالم المحترفين في تجنب الهبوط، بالإضافة إلى تدعيم حظوظه بالبقاء بالتدريب ولعب المباريات على أرضه ربما للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته بالمحترفين، وقال إنه تابع مباراة الظفرة والجزيرة الودية الأخيرة، ووضح من خلالها أن الظفرة لن يكون سهلاً في الموسم الجديد، وسيبذل أقصى ما لديه من جهد لتأمين البقاء.
توقع
محمد القامة: أتوقع منافسة ثنائية على لقب درع الدوري
وتوقع محمد القامة، المدرب الوطني، الصراع بين 5 أندية على درع دوري أدنوك للمحترفين على الأقل في الدور الأول للمسابقة، وأن ينحصر الصراع تدريجياً بين تلك الأندية لينحصر التنافس بين ناديين.
مشيراً إلى أن اللقب لن يخرج من بين يدي شباب الأهلي والعين، وإلى أن صراع النجاة من الهروب، سيكون أكثر شراسة في الموسم الجديد، ويجذب العديد من الأندية، ومن بينها الصاعدان الجديدان دبا والظفرة.
وقال إن أندية النسخة 17 من دوري المحترفين، استعدت بشكل جيد من خلال المعسكرات الخارجية وصفقات الدعم المطلوبة، مشيداً بتعاقدات الوصل خلال «الميركاتو الصيفي» الحالي.
مؤكداً أنه نجح في إكمال عدد كبير من الصفقات الجيدة، ويبقى الاختبار الحقيقي لمدى الاستفادة من تلك التعاقدات على أرض ملعب المباريات الرسمية، منوهاً بأن المباريات الودية لا يمكن تقييم مستويات الأندية واللاعبين من خلالها بشكل صحيح.
وأوضح أن شباب الأهلي لا يحتاج إلى العديد من الصفقات لأن الفريق بالطبع لديه عدد كبير من اللاعبين الأساسيين والبدلاء المميزين، والذين قدموا أداء ومستويات قوية في الموسم الماضي، وحصدوا 4 ألقاب أكدوا من خلالها جدارتهم بارتداء شعار «الفرسان».
وسيكون الفريق منافساً قوياً على درع الدوري، ومعه الشارقة، الوحدة، الوصل، العين الذي يبقى واحداً من أقوى المرشحين للمنافسة على الدرع حتى في الوقت الذي لا يقدم فيه الفريق الأداء المتوقع.
إثارة
عصام عبدالله: الفرق الصاعدة تعلمت كثيراً من دروس المواسم الماضية
واعتبر عصام عبدالله، مشرف فريق العين السابق والمحلل الرياضي الحالي، أن الإثارة في تعاقدات الأندية تشتد في كل موسم جديد وبالتالي يشتد التحدي وتشتعل المنافسة، لافتاً إلى أن المنافسة على اللقب لن تخرج من خمسة أو ستة فرق مثل شباب الأهلي، والعين، والجزيرة، والشارقة.
والوصل، والوحدة، مع الوضع في الاعتبار أن هذه الفرق ستخوض تواجه تحديات قوية على المستويين الداخلي والخارجي، باستثناء العين الذي يخوض تحدياً إلى حد ما أسهل من فرق شباب الأهلي والشارقة والوصل، التي تشارك في البطولة الآسيوية.
وقال: الجميع تابع التحركات والاستعدادات كبيرة من الأندية لتدعيم صفوفها بعناصر مميزة على مستوى الأجانب والمقيمين والمواطنين خصوصاً فرق المقدمة، وتبقى هناك فرق الوسط التي عودتنا على أن تكون لها كلمة قوية في كل موسم، أما فرق المؤخرة.
والتي أتوقع أن تنهي هذه المرة قاعدة الصاعد هابط، والتي تكررت على مدى مواسم عدة سابقة فلا شك أن الفرق الصاعدة هذا الموسم تعلمت كثيراً من دروس المواسم الماضية فيما يخص الإعداد والتعاقدات، حيث حرصت هذه المرة على الكيف وليس الكم، ولذلك نرى أن هناك لاعبين متميزين تم التعاقد معهم.
وأضاف: من خلال الجولات الخمس والست الأولى ربما اتضحت معالم المنافسة على اللقب والهبوط برغم أن ذلك سيكون مبكراً مع العلم أن المباريات الودية التي خاضتها الفرق لا تعتبر مقياساً غير أن هذا لا ينفي أهمية المعسكرات الخارجية التي أقامتها جميع الأندية استعداداً للموسم الجديد ولذلك أتوقع أن المنافسة ستكون قوية هذا الموسم.
وبالنسبة للمدربين فهناك بالطبع أسماء كبيرة كان لها ظهورها القوي مثل ميلوش، الذي حقق اللقب مع الوصل وانتقل للشارقة وعموتة مدرب الجزيرة.
وكذلك مدرب العين ايفيتش، المستمر مع الفريق منذ الموسم الماضي، مع الوضع في الاعتبار خروج كوزمين، من سباق المدربين على مستوى الأندية وتوليه قيادة الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني ربما قلل من الإثارة إلى حد ما، وأتوقع أن المدربين سيكون لهم دور فعال، خصوصاً الذين يقودون فرقاً تنافس على بطولات داخلية وآسيوية كما فعل كوزمين والذي توج مع الشارقة بلقب دوري أبطال آسيا.
سخونة
أحمد العوضي: بطل الدوري قد لا يتحدد إلا في الأمتار الأخيرة
وتوقع الدكتور أحمد العوضي، عضو مجلس إدارة نادي بني ياس السابق، المحلل الفني، أن يكون الموسم الجديد هو الأقوى والأكثر سخونة في تاريخ الدوري الإماراتي، وسيشهد منافسة شرسة بين نحو 4 أو 5 أندية على اللقب.
مشيراً إلى أن 90 % من الأندية استعدت بشكل جيد للغاية للدوري خلال فترة التحضيرات وعبر الصفقات الجديدة، ما يؤكد أن المنافسة ستكون على أشدها على مدار الموسم.
وقال العوضي: «أتوقع موسماً «ناراً»، وتنافسياً للغاية بين عدد كبير من الأندية خاصة وأن 90 % من أندية المحترفين أعدت العدة ودعمت صفوفها جيداً من أجل المنافسة على لقب الدوري، وأعتقد أن بطل الدوري هذا الموسم قد لا يتحدد إلا في الأمتار الأخيرة وتحديداً في الجولتين الأخيرتين مع نهاية الموسم».
وأضاف: «بالتأكيد من الصعب التوقع والتكهن بهوية بطل الدوري هذا الموسم، لاسيما وأن الأندية قامت بانتداب عناصر على مستوى عالٍ، فلا يمكن القول إن هناك نادياً لم يدعم صفوفه بالشكل المميز، حيث أبرمت الأندية العديد من التعاقدات مع لاعبين بإمكانهم تقديم الإضافة للدوري».
وتابع: «أندية العين وشباب الأهلي والوصل والشارقة والوحدة والجزيرة والنصر وحتى دبا الفجيرة والظفرة وكلباء عززت صفوفها بصفقات قوية، لكن في النهاية كل هذه الأمور على الورق قبل بداية الموسم.
والفيصل في الملعب مع الأخذ في الاعتبار تأقلم اللاعبين بسرعة على أجواء دورينا، فقد تكون هناك أسماء تمتلك مردوداً فنياً عالياً ولكنها لا تنسجم سريعاً مع أجواء الدوري الإماراتي».
وعن أبرز المنافسين على اللقب، أوضح أن المنافسة تنحصر دائماً في الـ 4 أو 5 أندية الكبار، وهم شباب الأهلي والوصل والعين والوحدة والشارقة، مشيراً إلى أنه لا يمكن إغفال أندية أخرى قد تدخل بقوة في دائرة المنافسة مثل بني ياس الذي شهد طفرة في سوق الانتقالات الصيفية.
لافتاً إلى أنه يستبعد النصر من المنافسين رغم تدعيم صفوفه بلاعبين على مستوى نظراً لأن هناك عوامل تتحكم في هوية البطل أبرزها غيابه عن لقب الدوري لسنوات طويلة، إلى جانب أن الدوري يتطلب النفس الطويل وبدلاء على نفس مستوى الأساسيين.
وقال: «حلاوة الدوري في كثرة المنافسين وعدم حصرها على نادٍ واحد أو ناديين، لذلك من الصعب تحديد ناديين فقط منذ بداية الموسم، وستتضح هوية المنافسين تدريجياً بعد مرور 4 أو 5 جولات من المسابقة».
وتوقع العوضي توهج البرتغالي لويس كاسترو، مدرب الوصل مع «الإمبراطور»، مشيراً إلى أن الموسم الجديد قد يشهد تغييراً في نظرية الصاعد هابط، وأن نرى أحد الأندية المستمرة في المحترفين في المواسم الأخيرة يعود إلى الدرجة الأولى.
واختتم العوضي حديثه معرباً عن آماله بأن تواكب الجماهير تحضيرات الأندية بالحضور المكثف في المباريات، مشدداً على أن امتلاء المدرجات والصخب الجماهيري وليس مجرد «المشاهدة» سيجعل الدوري هذا الموسم يستحق لقب الدوري الأقوى.