عادات قد تصبح من الماضي في عالم الرياضة بسبب فيروس كورونا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسبب فيروس كورونا المستجد بفوضى عارمة في الروزنامات الرياضية، إن كان محليا، قاريا أو عالميا، بعدما أجبر الرياضيين على البقاء في منازلهم حتى إشعار آخر للحد من تفشيه، إلا أن أثر "كوفيد-19" لن يختفي مع عودة العجلة الى الدوران لأنه سيتسبب بالتخلص من ثلاث عادات الى الأبد، أو أقله لأشهر وسنوات قادمة.

في تاريخ لعبة الكريكيت، كان البصق مرافقا وفيا للرامي، لكن أيام نشر اللعاب على جانب واحد من الكرة للمساعدة في مسارها المتأرجح الذي يصعب المهمة على اللاعب الضارب في الفريق المنافس، ستصبح من الماضي ما أن تعود المنافسات، وذلك بسبب "كوفيد-19".

وأقر اللاعب الأسترالي بات كامنز أن عدم وضع اللعاب على الكرة "سيصعب المهمة" جدا على الرامي، لكن "إذا وصلنا الى مرحلة والقلق ما زال قائما الى هذه الدرجة بشأن انتشار العدوى، فلست متأكدا من إمكانية مزاولة الرياضة"، أي أن الوضع سيكون غير آمن لكي تعود المنافسات.

على غرار غالبية الرياضات الأخرى، أدى تفشي فيروس "كوفيد-19" إلى فوضى كبيرة في عالم كرة المضرب، ويرى عدد من اللاعبين انه اقترب من القضاء على موسم 2020. لكن لانقاذ ما تبقى، يواصل المنظمون والمسؤولون عن اللعبة دراسة سيناريوهات عودة محتملة.

بعد الغاء بطولة ويمبلدون الاربعاء وكامل الموسم العشبي، تم تعليق كافة منافسات رابطتي +ايه تي بي+ (للمحترفين) و+دبليو تي ايه+ (للمحترفات) حتى 13 يوليو، على الاقل، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وإذا كانت بطولة الولايات المتحدة الكبرى أبقت على مواعيدها الاصلية بين 31 اغسطس و13 سبتمبر، شدد الاتحاد الاميركي للعبة انه "يستعد لمواجهة كل الاحتمالات"، إذ ان نيويورك مقرّ البطولة هي مركز الوباء في البلاد.
أول المتشائمين كان المصنف اول عالميا الصربي نوفاك ديوكوفيتش، منذ منتصف آذار/مارس الماضي، عندما تغيّر تصنيف الوباء إلى جائحة.

قال "نولي" بعد الغاء دورة انديان ويلز الاميركية الألف نقطة للماسترز في كاليفورنيا "بصراحة، لا أعرف اذا كنا قادرين على اللعب في ميامي أو في مكان آخر حتى نهاية الوباء".
لكن في حال تحسنت الأمور من الآن وحتى منتصف يوليو، هناك إمكانية لعودة اللاعبين واللاعبات الى ملاعب كرة الصفراء، وذلك من دون عادة بديهية وتلقائية بالنسبة لهم وهي رمي المناشف المليئة بالعرق وحتى الدم وربما بعض الدموع على فتيان وفتيات الكرة المولجين مهمة استبدال المناشف وتزويد اللاعبين واللاعبات بالكرات.

وتحرك المسؤولون بسرعة لمعالجة هذه المسألة في مارس عندما كان الفيروس في مساره التصاعدي، وأجبر فتيان وفتيات الكرة على ارتداء قفازات خلال مباراة في كأس ديفيس بين اليابان وضيفتها الإكوادور خلف أبواب موصدة، فيما وضعت السلال بجانب للاعبين من أجل إيداع مناشفهم.

وفي عام 2018، اختبرت رابطة اللاعبين المحترفين رفوف المناشف في بعض الدورات، لكن لم يكن الجميع سعداء بهذا التغيير التجريبي، وأبرزهم النجم اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس الذي تذمر من الأمر خلال البطولة النهائية للشبان (نيكست جين لتحت 21 عاما) في ميلانو.

وقال اليوناني في حينها "أعتقد أن تصلك المنشفة وقتما تحتاجها أمر مساعد للغاية. لا يجب أن تشغل نفسك بأمر من هذا النوع. أعتقد أن مهمة الفتيان هي توفير المناشف والكرات للاعبين".
وتم التخلي عن عادة أساسية في الرياضة حتى قبل قرار تعليق الأحداث، وهي المصافحة التي منعت في بعض دوريات كرة القدم.

وحتى أن ليفربول الذي عُلِقَ حلمه باحراز لقب الدوري الإنكليزي للمرة الأولى منذ عام 1990، تخلى عن تميمته لتجنب أن يصافحها الجمهور، بينما حذر مواطنه ساوثمبتون لاعبيه من توقيع التذكارات ومنعهم من التقاط الصور مع المشجعين تجنبا لأي احتكاك قد يؤدي الى نقل الفيروس.

وفي دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، طُلِب من اللاعبين تجنب المصافحة التقليدية بالأيدي المفتوحة والمرفوعة عاليا، والاستعاضة عن ذلك بالمصافحة من الجهة الخارجية لقبضة اليد المغلقة.
وقال نجم لوس أنجليس ليكرز ليبرون جيمس لبرنامج المدونة الصوتية "رود تريبين" أنه "بعد الذي يحصل، لن أصافح أحدا عاليا (باليد المرفوعة الى الأعلى) لبقية حياتي".

كما طُلِبَ من لاعبي كرة السلة عدم أخذ أشياء، مثل الكرات أو القمصان، من المشجعين من أجل التوقيع عليها.
لكن نجمة المنتخب الأميركي لكرة القدم ميغان رابينو رأت أن حظر المصافحة لن يكون له أي تأثير في الحد من إمكانية انتشار العدوى بين اللاعبات واللاعبين، موضحة لصحيفة "نيويورك تايمز" في مارس "سنقوم بالتعرق على بعضنا البعض طوال المباراة، وبالتالي من غير المجدي منع المصافحة".

Email