في البرواز.. هداف الدكة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالصدفة وقف مدرس اللغة العربية في فناء مدرسة أبو عبيدة بن الجراح العسكرية في أبوظبي يتابع إحدى مباريات الفصول، تعجب كثيراً مما يراه، دارت في رأسه العديد من الأسئلة حول هذا الطفل، الذي سبق ونقل مقعده إلى الصفوف الأولى لكي يتمكن من رؤية لوح الكتابة.. كيف له أن ينطلق بالكرة، ويسدد بدقة وإتقان في المرمى محرزاً أهدافاً؟ كيف وهو الذي يعاني من ضعف البصر، أن تكون حواسه وجوارحه أشد بصيرة في كرة القدم بهذا الشكل الذي جعل منه هدافاً بالفطرة، يسجل الصعب، وينجز المطلوب بأقل جهد.

لم يكن أحداً ممن حوله، يدرك أن قدراته البدنية ومهاراته الفنية في كرة القدم، ستتغلب على ما يعانيه، الجميع فقط يعرف أنه يحب هذه اللعبة، حيث اعتاد عصر كل يوم أن ينضم إلى رفاقه في فريج الوثبة بأبوظبي ليلعب مع فريق النجوم.

مع بزوغه في كرة القدم، طالبه صديق له بالانضمام إلى فريق كرة السلة بنادي الإمارات في العاصمة، قبل اندماجه مع الوحدة عام 1985، بيد أنه عزف سريعاً عن كرة السلة، وأكمل هوايته وولعه بكرة القدم، حتى التقطه مكتشف المواهب عبد الرحمن الجمال وهو يتابع إحدى مباريات دوري المدارس، وضمه إلى نادي الوحدة، ليشعر حينها بالزهو أمام أهله ورفاق الفريج.

تدرج مع فرق الناشئين في القلعة العنابية، سافر مع فريق الوحدة تحت 14 سنة إلى معسكر تدريبي في ألمانيا، ثم انضم لمنتخب الشباب ولعب معه دورة الصداقة في تونس 92، وحصل على لقب هداف الدورة، بعدها عاد ليفاجأ بضمه إلى الفريق الأول، ليبدأ مسيرة لا تخلو من المتناقضات الكروية، حيث كان يلعب في المنتخب أساسياً، فيما كان في الوحدة احتياطياً، حتى أطلق عليه «هداف الدكة»، كما كان أول من استخدم العدسات اللاصقة في ملاعب الإمارات، واستمر في استخدامها 10 سنوات كاملة، ما ألهب عينيه، مع ذلك سجل 40 هدفاً في آخر 3 سنوات له مع الوحدة .

إنه عادل مطر إبراهيم خميس الجنيبي، الذي ولد في أبوظبي يوم 6 أبريل عام 76.. لاعب دولي اشتهر بحسن الخلق وطيب الخاطر، وصداقاته المتعددة في الملاعب.

Email