في البرواز

الدبابة

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ طفولته وهو يعتز بنفسه، يعشق الضحك والمرح والأفراح، يرفض الكآبة والأتراح.. في أسوأ الحالات، يبتسم، يدرك أن دوام الحال من المحال.. دَئِبَ في صغره على الوقوف أمام المرآة.. ينظر إلى نفسه.. ينكش في شعره.. ينتقي ملابس ذات ألوان غريبة، ليبدو مختلفاً عن الآخرين، يعيش على فطرته، بلا أسرار.. يفعل ما يريد، ويتحدث بلا تحفظ.

عقب اليوم الدراسي في مدرسة ديرة الابتدائية في دبي، ينطلق مع ربعه إلى البحر، يتركهم يندفعون إلى السباحة، وينفرد هو بالتقاط حصوات ملساء.. يقذفها بيمينه لتتزلج فوق الماء، يتابعها بنظراته الطفولية قبل أن تنساب نحو القاع، هكذا كان يبحث لنفسه عن التميز بين أقرانه.. يلعب كمال الأجسام، يبحث عن التقاليع الجديدة.. يركب السيارات القديمة، يعيش بلا حذر ولا يعرف الخطر.. يعشق الفكاهة، منهجه أن الإنسان ليس بمظهره وإنما بمعدنه، يثق بذاته، ويدرك أنه ملتزم بكل الآداب والتقاليد المتعارف عليها.

انضم إلى نادي الشباب وعمره 8 سنوات، وانقطع عن التدريبات، فضل اللعب في الفريج مع الرفاق، حتى أعاده الكابتن إبراهيم الرباطي مدرب تحت 10 سنوات مرة أخرى إلى النادي، بعد أن سبقه إليه أخواه مبارك وخميس.. تدرج مع فرق الناشئين حتى وصل إلى الفريق الأول عام 1988 عن طريق المدرب مراد محجوب، وكان حينذاك يدرس الحقوق في كلية الشرطة بعد حصوله على الثانوية العامة بمجموع 61 في المئة، بعدها بعام واحد، ضمه كارلوس ألبرتو المدرب البرازيلي إلى المنتخب الوطني الأول، ليصبح أحد الأعمدة الأساسية طوال فترة التسعينيات، التي نضج فيها كروياً وفكرياً، وأصبح ملتزماً داخل الملعب وخارجه، لا سيما بعد أن أصبح قائداً لفريق الشباب حتى اعتزاله.

أسهم في صعود المنتخب الوطني إلى كأس العالم، لكنه لم يشارك فيه بسبب الإصابة بكسر في الكاحل قبل شهرين فقط من انطلاق المونديال.

إنه بخيت سعد مبارك سعد العبادلة، المولود في دبي يوم 15 نوفمبر 1970، وقد شارك في الدوري الإماراتي، بداية من موسم 92-93، منها 11 موسماً بنادي الشباب، وموسم واحد مع نادي الجزيرة، ولقب بالدبابة لقوة اندفاعه، وبالرجل الأخضر، تيمناً بألوان الشباب، وحقق بطولة الدوري مع نادي الشباب عام 1995، وبطولتي كأس رئيس الدولة عامي 1993 و1997.

بخيت سعد، رياضي متعدد المواهب، حيث كان مغرماً وهو يلعب كرة القدم.. بالملاكمة، وجمع العديد من شرائط الفيديو الخاصة بمحمد علي كلاي وتايسون ونسيم حميد، كما لعب الكرة الشاطئية منذ عام 2001، وأصبح لاعباً رسمياً فيها عام 2005، بعد تركه نادي الشباب، وفي عام 2007 تأهل مع منتخب الكرة الشاطئية إلى كأس العالم، ليعوض حرمانه من المشاركة في كأس العالم 1990، وفي عام 2008 حقق مع منتخب الإمارات ذهبية بطولة آسيا للكرة الشاطئية، قبل أن يتركها لاستكمال دراسة القانون.

بخيت انضم في مطلع عام 2018 إلى رياضة الجوجيتسو، التي تتماشى مع ميوله النزالية، حيث شارك في المنافسات ضمن فئة الأساتذة فوق 40 عاماً، وحقق ميدالية ذهبية في بطولة أبوظبي العالمية للجوجيتسو، ممثلاً عن فريق شرطة دبي، قبل أن يحرز الذهبية الثانية مؤخراً مع منتخب الإمارات في بطولة أبوظبي جراند سلام بطوكيو، ليواصل حصد الإنجازات رغم حداثة عهده مع اللعبة.

لهذا التاريخ الرياضي المتعدد.. استحق بخيت سعد أن يكون في البرواز.

Email