في البرواز

حضرة الناظر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن يدري عندما اتجه إلى مدرسة الراشدية الابتدائية بعجمان، وعمره لم يزل 6 سنوات، أن تكون هذه المدرسة، هي كل عمره، ومصدر تألقه وسعادته في الحياة، فبها بدأ لعب كرة القدم، وبزغت موهبته في دوري الفصول، ومنها انضم إلى فرق الناشئين في نادي عجمان، وتدرج بها حتى وصل مبكراً إلى الفريق الأول، وحصل معه على كأس رئيس الدولة، في مرة عرفت بالتاريخية للفريق البرتقالي، وبعد اعتزاله انتهج مجال التحكيم، وأصبح حكماً دولياً معروفاً.. وإلى ذات المدرسة التي تحولت مع السنوات إلى مدرسة ثانوية، عاد مجدداً في ثوب المدرس، قبل أن يضحى ناظراً لإدارتها، ويتحول التلميذ إلى أستاذ، والأستاذ إلى ناظر، فمدير للمدرسة.

في الراشدية الثانوية.. اعتاد دوماً أن يحيط به الطلاب في فسحة أيام الآحاد.. يناقشونه في قراراته التحكيمية للمباراة التي أدارها يومي الخميس أو الجمعة.. كان سعيداً بجدالهم وآرائهم ووجهات نظرهم، يسرد لهم بعض نصوص قانون كرة القدم وبنوده، ليدلل لهم على قراراته التي اتخذها، اعتاد هو احترام تلاميذه ومعاملاتهم كأخ وأب لهم، وأدرك بحكم دراسته لعلم الاجتماع، أنهم في مرحلة التكوين، ولهم وجهات نظر يجب احترامها، كونها آراء تحاكي نبض الجماهير.

إنه الحكم الدولي السابق محمد عمر علي الصعيدي الشمري، المولود عام 1966 في دبي.. تخرج في كلية الآداب قسم اجتماع جامعة الإمارات، ولاعب نادي عجمان، والحكم الدولي السابق، انضم لناديه عام 1975، واستمر به حتى اعتزل 1993، ليبدأ مسيرته مع التحكيم 1995، ويدير أول مباراة له كحكم ملعب عام 96، بين فريقي النصر والشارقة للناشئين.

في بداية عمله التحكيمي، كان يضج من النقد، وكاد أن يترك المجال، لولا أن سالم سعيد الحكم الدولي السابق، سكرتير لجنة الحكام حينذاك، نصحه بعدم الالتفات إلى ما يقال عقب كل مباراة، حتى لا يؤثر ذلك في قراراته، فعمل بالنصيحة، وحقق النجاح تلو الآخر، متدرجاً في مجال التحكيم، متخذاً من الحكم المونديالي علي بوجسيم، مثلاً أعلى له، فحصل على الشارة الدولية ‬2001، وأصبح من أبرز حكام كرة القدم الإماراتية، قبل أن يعتزل في عام ‬2010، ويتحول إلى العمل الإداري، عضواً في اتحاد الكرة، ورئيساً للجنة الحكام به.

اتسم بقوة شخصيته، وصراحته وآرائه القوية، ومنها، أن الحكم يدفع ضريبة كبيرة في ملاعب الكرة، تتمثل في الانتقادات الدائمة له، حيث يبحث أي فريق يخسر عن شماعة يعلق عليها الخسارة، ولا شيء لديه أسهل من التحكيم، مع ذلك، فهو يرى أن عمله بالتحكيم كان أسهل بكثير من التدريس، لأن مباريات الكرة بها 22 لاعباً، ولمدة ساعة ونصف فقط، أما التدريس فيستمر 6 ساعات يومياً، لطلاب في مرحلة التكوين، يحتاجون إلى المراقبة والتوجيه والمتابعة.

من إنجازاته.. حصوله، وهو لاعب مع عجمان، على كأس رئيس الدولة عام 84، ضمن كوكبة من اللاعبين الموهوبين، أبرزهم صديقاه علي جبر وعبد الله أبو شهاب، كما حصل خلال مسيرته التحكيمية على العديد من الجوائز، أبرزها أفضل حكم في خليجي ‬16 في الكويت.

لهذا استحق أن يكون ضمن نجوم البرواز.

Email