زين الدين زيدان.. مغامرة ذكية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مغامرة ذكية للغاية تلك التي خاضها المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، وهو يجبر فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد على الاستعانة به مجدداً بعد 9 أشهر فقط من تخليه عن تدريب النادي الملكي.

عاد زيدان وفقاً لشروطه الخاصة، تلك التي رفضها رئيس النادي الملكي الصيف الماضي، بعد أن أراد إثبات أنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الفريق، الذي تراجع بشدة بعد رحيل المدرب الذي منحه لقب دوري الأبطال ثلاثة مواسم متتالية.

كان زيدان أول العالمين برحيل رونالدو، فعلاقة الأسطورة الفرنسي بناديه الأسبق يوفنتوس لم تنقطع، وكان على علم بكل خطوات «السيدة العجوز» من أجل التعاقد مع الدون البرتغالي، الذي عانى كثيراً من تجاهل بيريز لطلباته.

زيدان كان مدركاً تماماً للانهيار المتوقع للنادي الملكي بعد رحيله والدون في التوقيت نفسه، فالريال كان يعتمد على شخصية زيدان خارج الملعب وأهداف رونالدو في الميدان، ورحيل الثنائي في الوقت نفسه، مع سياسية بيريز المعتمدة على عدم التعاقد مع نجوم كبار، ثلاثة معالم رئيسية لانهيار النادي الملكي.

تلاشى نفوذ بيريز في مواجهة المكانة التاريخية التي وصل إليها زين الدين زيدان خلال المواسم الثلاثة التي قاد فيها الريال إلى ألقاب الأبطال واسترداد لقب الدوري الإسباني، ومن هذه المكانة وضع زيدان شروطه وبات بيريز متفرجاً على سياسة الفرنسي في إعادة بناء الفريق، المشروع الذي نادى به زيدان قبل أكثر من موسم، ولكن بيريز رفض مجرد مناقشته.

الآن كل تفاصيل إدارة الفريق الملكي بيد المدرب الفرنسي، الذي يواجه بالفعل امتحاناً صعباً، فالتوقعات حوله كبيرة بعد إنجازاته السابقة، ولكن توقيت عودته إلى تدريب الفريق برهن مبكراً على مدى تخطيط زيدان للعودة مرة أخرى، حتى قبل أن يقدم استقالته.

انتهى موسم الريال، بالخروج من الصراع على كل الألقاب، وفي الوقت نفسه لا توجد مواجهات كبيرة للفريق في الدوري الذي يحتل فيه المركز الثالث بفارق 6 نقاط عن رابع الترتيب خيتافي و10 نقاط عن الخامس ألفيس، مما يمهد إلى تأهل الفريق إلى دوري الأبطال الموسم المقبل وهو الهدف الوحيد المتبقي للنادي الملكي.

هذه الفترة المتبقية من عمر الموسم، ستمكن زيدان من العمل بهدوء من أجل استكمال المشروع الذي بدأه قبل ثلاثة مواسم، كما تمكنه من تحديد قائمة الفريق للموسم المقبل خاصة وأنه بات متحكماً في الانتقالات على عكس ما كان يحدث سابقاً، حين كانت الكلمة الأولى والأخيرة في يد بيريز.

Email