يرى مسلم أحمد، خبير التحكيم ومحلل أداء الحكام، أن استقدام الحكم الأجنبي لإدارة مباريات محلية في وجود حكام مواطنين أمر عادي، ولا يجب أن يفسر بأكثر مما يحتمله، أو يقود لإحباط الحكم المواطن، ويتسبب في انعدام ثقته بنفسه، بل ينبغي أن يكون دافعاً له لمزيد من التجويد والعمل لإثبات جدارته، وتساءل عما إذا كان وجود اللاعب الأجنبي والمقيم يمكن أن يسبب إحباطاً للاعب المواطن؟ وقال: للأسف قضاة الملاعب أنفسهم كانوا السبب في ألا تثق الأندية في مستوياتهم وقدراتهم جولة بعد جولة وسنة بعد سنة، وكان على قضاة الملاعب أن يعملوا لإثبات أنفسهم بمستواهم المتميز لإسكات الأندية والألسن، وليحصلوا من الجميع على «تعظيم سلام»، لأنه عندما يؤدي الحكم بصورة متميزة فحتماً سيقنع الجميع من أندية ونقاد وجمهور، ففي كرة القدم البقاء والاستمرارية للأفضل بالطبع، وهو ما ينطبق على جزئية اللاعب والمدرب الأجنبي ونظرائهم من المواطنين، فلا يجب الاعتراض حتى لو تجنس 1000 مقيم وأجنبي، طالما أثبتوا كفاءتهم وقدراتهم وفائدتهم، فالجودة هي المطلوبة في كرة القدم.
درجة أولى أفضل من الدولي
وأضاف: لدينا في الدولة ومنذ ما يقرب من عشر سنوات قضاة ملاعب درجة أولى أداروا مباريات كبيرة بمستوى أفضل بكثير من قضاة الملاعب ممن لديهم شارة دولية، لذلك ينبغي على قضاة الملاعب أن يثبتوا جدارتهم ويجتهدوا أكثر، فثقة الأندية ولجنة قضاة الملاعب ومجلس الإدارة في حكم درجة أولى أفضل من بعض قضاة الملاعب الدوليين، فعلى سبيل المثال لدينا مثلاً أحمد سالم خلفان، وسلطان عبد الرزاق فقد أدارا مباريات نصف نهائي ونهائي الكأس في وجود قضاة الملاعب الدوليين، وهناك ثقة في مستواهم حتى من لجنة قضاة الملاعب على حساب الحكم الدولي، فإن السؤال الأهم والأولى هو لماذا يدير المباريات قضاة الملاعب درجة أولى دوناً عن الدوليين؟
لا مبرر للاحتجاج
وأضاف مسلم أحمد: لا أرى مبرراً لاحتجاج البعض لاستقدام حكام أجانب، وتفسيرهم لهذا الأمر بأن الحكم الأجنبي تسبب في عدم منحنا ثقة اللجنة لإدارة المباريات، لأن البقاء للأفضل، فهناك قضاة ملاعب درجة أولى أكدوا جدارتهم بوجود الدوليين، وهذا جانب فني بحت ولا يجب أن نلعب على الوتر الحساس بالقول إن الأجنبي أخذ فرصتي وما إلى ذلك، فالقاعدة ثابتة ومعروفة في كرة القدم، البقاء للأجدر والأفضل، وأقول لقضاة الملاعب المواطنين أثبتوا وجودكم وأكدوا جدارتكم ولا أحد سيستقدم قضاة ملاعب أجانب، والآن وبعد مرور جولتين من الدوري أدار المباريات مواطنون ولكن بعضهم لم يثبت وجوده، وهذا ربما يضطر الأندية لفتح باب طلبات استقدام أجانب، ففي أول جولتين لم يُظهر بعض قضاة الملاعب المواطنين الحد الأدنى من المستوى الذي يمكن أن نقول عليه إنه يلبي التوقعات حتى يوقفوا طلبات الأندية باستقدام أجانب، والآن في المنظومة يوجد حكم أجنبي وحكم دولي، وحكم درجة أولى، وقبل أن يتم استقدام قضاة ملاعب أجانب فمن وجهة نظري أن الحكم درجة أولى استحق الفرصة على حساب الدولي لأنه كان أفضل مستوى، وشاءت الظروف بأنه لم يحصل على الشارة الدولية لأن عمره فوق الـ 35 ولم يتوافق مع قوانين الاتحاد الدولي، ولذلك استقدام قضاة الملاعب الأجانب سليم ومنطقي وقانوني.