مشروع طموح لتطوير منتخبات كرة القدم

غانم المري لـ « البيان»: بناء قاعدة صلبة يضمن التفوق في المستقبل

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

طرح غانم المري لاعب نادي الشباب السابق، فكرة مشروع طموح للنهوض بكرة القدم في الدولة، واللحاق بما فاتنا مقارنة بالعديد من الدول الآسيوية الأخرى، ومنها اليابان وقطر، مشيراً إلى أننا وصلنا إلى نهائيات كأس العالم عام 1990، قبل أن تصل اليابان للمونديال عام 1998، وتنافسنا بقوة في نهائي كأس آسيا عام 1996، بينما قطر وصلت للنهائي وفازت به عامي 2019 و2023، وحدد قيمة تقديرية لتنفيذ المشروع بحوالي 3 ملايين درهم سنوياً.

وأوضح أنه فكر في المشروع، بعد النظر إلى الدروس القاسية من التجارب السابقة، عندما قامت إدارات سابقة لاتحاد الكرة الإماراتي، ومنذ سنوات كثيرة بجلب عدد كبير من المديرين الفنيين الأجانب للإشراف على قطاع منتخبات الناشئين دون النظر إلى النتائج المحققة، وقال:

«نرى اليوم، نتائج عملهم، في المنتخب الأول، ولا نود أن نقع في الأخطاء السابقة نفسها، والتحول لم يحدث بمحض الصدفة في كل من اليابان وقطر، بل كان ثمرة عمل علمي مدروس، واستثمار مكثف في اللاعبين الناشئين، بعدما أدركنا أهمية بناء قاعدة صلبة تضمن التفوق في المستقبل، واتباع أساليب تدريبية متطورة ومتجددة».

رؤية التفوق

قال المري: «إذا كنا نسعى لتطوير كرة القدم في الإمارات والوصول إلى المستويات المتقدمة، فإن علينا أن نتبع النهج نفسه الذي اتبعته اليابان كمثال للتطوير، ولدي خطة واضحة لتطوير اللاعبين وتنفيذ هذا العمل الطموح، ونحن بحاجة إلى بناء جيل من اللاعبين المؤهلين بشكل كامل لمنافسة أفضل الفرق في العالم، ويجب علينا تصحيح المفاهيم، والقاعدة ليست مجرد أرقام، وهنا يكمن التحدي، مع ضرورة العمل على الجانب النفسي، وما يتحلى به اللاعب العربي من روح قتالية عالية».

وأوضح: «القاعدة ليست مجرد جلب اللاعبين الصغار وتدريبهم، بل تتطلب تأسيسهم على أسس قوية تضمن قدرتهم على مجاراة اللاعبين الدوليين في المستقبل، والفجوة الحالية بيننا وبين اللاعبين الدوليين واضحة، ففي الوقت الذي يجري فيه اللاعبون الذين تم تأسيسهم بشكل صحيح، 12 كيلومتراً أو أكثر في المباراة، نجد أن لاعبينا يجتهدون للوصول إلى 8 كيلومترات فقط.

وهذا معدل غير جيد، ولا يصل إلى ما يصل إليه اللاعب في أوروبا في عمر 16 سنة، والقادر على الجري حوالي 10 كيلومترات، ونحن بحاجة لسد هذه الفجوة، وضمان أن يكون لاعبونا في مستوى التحدي».

أهداف المشروع

تحدث غانم المري، عن كيفية تحقيق أهداف المشروع، بقوله: «يتطلب الوصول إلى الهدف المنشود، تطبيق نفس الاستراتيجيات التي تعتمدها الدول العظمى في كرة، ونحن نمتلك القدرات لتحقيق ذلك، ونعرف الطريقة التي يعملون بها، ويتطلب الأمر إجراء تغيير جذري في طريقة العمل الفني مع منتخبات الناشئين داخل اتحاد الكرة، وإعادة النظر جذرياً في كيفية اختيار لاعبي المنتخبات، ليتم الاختيار وفقاً لمعايير محددة».

وتابع: «لابد أيضاً، من تطوير المهارات الفنية، التكتيكية، الفسيولوجية، النفسية، والثقافية للاعبين بين 14 و16 سنة، لأن العمل في المراحل السنية قبل سن 14 عاماً، يتم خلاله التركيز على الأساسيات والفنيات، ولابد من توفير فرص تدريب متقدمة لهؤلاء اللاعبين لضمان تميزهم على الصعيدين المحلي والدولي، وإعداد منتخب تحت 14 سنة للمشاركة في تصفيات كأس العالم تحت 17 سنة.

ولكن لن يتحقق النجاح دون وجود خطة تنفيذية محكمة تشمل، الاستفادة من البنية التحتية الرائعة التي نملكها وتمكننا من بناء قاعدة قوية لتطوير المواهب، وتنوع وفرة اللاعبين من خلال الاستفادة من اللاعبين المميزين من المواطنين والمقيمين والوافدين، لزيادة التنافسية ورفع مستوى الأداء».

وأكمل قائلاً: «كما نحتاج إلى تعيين مدربين مؤهلين، واقتراح بأن يتم تعيين 8 مدربين مؤهلين لقيادة منتخبات الفئات العمرية وضمان تطوير المهارات بالشكل الأمثل، دون النظر أو تحديد جنسيات هؤلاء المدربين، والمهم الكفاءة، وتوزيع التدريبات إقليمياً، ليتم التدريب على 5 مناطق رئيسية في الإمارات لضمان شمولية التطوير والوصول إلى جميع اللاعبين، وتقديم برامج تدريبية مكثفة للاعبين لضمان استعدادهم الكامل للمنافسة على أعلى المستويات».

المعايير والتكلفة

أشار المري، إلى أن معايير النجاح يمكن معرفتها من خلال تحقيق نتائج إيجابية في المسابقات الدولية لفئات الأعمار المشاركة، وإلى أن تكلفة المشروع التقديرية حوالي 3 ملايين درهم سنوياً، ويشمل ذلك رواتب المدربين، وتكاليف المعسكرات الخارجية، وتوفير المعدات والملابس التدريبية، وأوضح أن تفاصيل المشروع والتكاليف، قابلة للتعديل وفقاً لمتطلبات وموارد اتحاد كرة القدم، وتعهد بنجاح هذا المشروع من خلال الجهود المبذولة والنتائج الجيدة التي سيحققها، وأكد على استمرار دعمه وتفانيه في تحقيق أهدافه، وأكد أن المشروع يمكن تنفيذه على صعيد الأندية أيضاً، وستكون الميزانية أقل.

Email