10 ملايين درهم تكلفة معسكرات أندية «المحترفين» خارج الدولة

تزامناً مع نهاية الموسم الحالي بدأت أندية دوري أدنوك للمحترفين ترتيب معسكراتها الخارجية ضمن تحضيرات الموسم الكروي الجديد المقرر انطلاقه منتصف شهر أغسطس المقبل، وتتصدر أوروبا كعادتها الوجهة الأولى لأغلب الأندية بفضل الأجواء الباردة وتوافر الإمكانيات للإعداد وخوض المباريات الودية مع فرق أوروبية من درجات مختلفة أو حتى خليجية تقيم معسكرات في المنطقة نفسها.

وتختلف المعسكرات التي أصبحت تقليداً سنوياً لجميع الأندية من حيث تكلفتها المالية، فالفرق التي تتطلع إلى المنافسة على حصد الألقاب والمراكز الأولى تفضل أن تكون معسكراتها في الدول الأكثر تطوراً من ناحية البنية التحتية والملاعب الجيدة وتوافر الأندية القوية لخوض التجارب الودية، وتشمل تكلفة المعسكر الإقامة في الفندق وملاعب التدريب والتنقل وتذاكر الطيران وأحياناً دفع مبالغ مالية لخوض تجربة ودية وغيرها من النفقات.

وتفيد إحصائية أجرتها «البيان» أن أندية دوري أدنوك للمحترفين تدفع جميعها أكثر من 10 ملايين درهم مقابل معسكراتها في أوروبا، حيث كشف محمد راشد مدير عام شركة «سكاي لاين سبورت» المتخصصة في تنظيم معسكرات الأندية خارج الدولة وكذلك للأندية الأوروبية في الإمارات لـ«البيان»، أن تكلفة المعسكر الواحد تختلف حسب المنطقة الجغرافية في أوروبا وحسب معايير الجودة والإمكانات التي تطلبها الأندية، مشيراً إلى أن تكلفة المعسكر الواحد لفريق كرة قدم في إحدى دول أوروبا الغربية تتراوح بين 800 ألف درهم ومليون درهم دون احتساب تذاكر السفر.

تكلفة وأوضح محمد راشد، المقيم في النمسا والذي ينظم سنوياً معسكرات العديد من الأندية الإماراتية والقطرية والسعودية أن المعسكرات الخارجية في دول أوروبا الغربية مثل إسبانيا، البرتغال، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، النمسا، سويسرا، هولندا، وبلجيكا أعلى من ناحية التكلفة بحوالي 40 % مقارنة بدول أوروبا الشرقية التي تتراوح فيها تكلفة المعسكر الواحد لفريق كرة قدم بين 500 ألف و 600 ألف درهم «دون احتساب تكلفة التذاكر» وتشمل قائمة هذه الدول التي تشهد بدورها إقبالاً متزايداً عليها من قبل أندية دوري أدنوك للمحترفين صربيا والبوسنة والهرسك وسلوفينيا والمجر وبولندا وجمهورية التشيك، مشيراً إلى أن تكلفة المعسكر الواحد في البوسنة والهرسك التي تعد واحدة من أفضل الوجهات في أوروبا بين 395 ألفاً و475 ألف درهم بينما تزيد التكلفة في صربيا التي تعد واحدة من أكثر الوجهات طلباً لأنديتنا، حيث تتراوح بين 475 ألفاً و630 ألف درهم، وهو ما يعني أن الأندية الإماراتية تدفع جميعها أكثر من 10 ملايين درهم مقابل معسكراتها في أوروبا.

وصرح محمد راشد أن بعض الأندية الخليجية تفضل إقامة معسكراتها في بعض الدول العربية مثل مصر وتونس والمغرب، موضحاً أن تكلفة المعسكر الواحد في مصر يصل إلى 140 ألف دولار أمريكي ما يعادل 550 ألف درهم لفريق كرة قدم غير شامل لتذاكر السفر، فيما تتراوح تكلفة المعسكر الواحد في مدينة عين دراهم شمال تونس المعروفة بطقسها المعتدل خلال الصيف بين 100 ألف و130 ألف دولار أمريكي.

وأرجع محمد راشد، الذي يمتلك تجربة عمرها 14 عاماً في هذا المجال، ارتفاع أسعار المعسكرات في أوروبا الغربية إلى الإقبال المتزايد على هذه الدول من مختلف الأندية الخليجية وكذلك باعتبارها وجهات سياحية قديمة لملايين السياح عبر العالم خاصة في فترة الصيف، إضافة إلى كونها دولاً تشتهر باهتمامها الكبير وتألق أنديتها في كرة القدم.

وأكد محمد راشد أن طلبات الأندية تتركز بشكل خاص على جودة ملاعب التدريب وسهولة التنقل وأن يوفر فندق الإقامة خدمات راقية ومريحة للاعبين وتتوافر به مراكز اللياقة البدنية وملاعب كرة قدم وتتميز المنطقة بطقسها البارد وأن تكون المسافة من وإلى المطار غير بعيدة لتجنب إرهاق اللاعبين أثناء التنقل في رحلتي الذهاب والعودة، إضافة إلى اشتراطها خوض تجارب ودية متدرجة المستوى.

وعن أفضل الدول لاحتضان معسكرات الأندية قال محمد راشد: العديد من الأندية الإماراتية تفضل إقامة معسكراتها في ألمانيا لكننا نواجه بعض الصعوبات في برمجة المباريات الودية لأن أندية الدوري الألماني (البوندسليغا) وأندية الدرجتين الأولى والثانية غير متحمسة لمواجهة الفرق العربية في التجارب الودية، في المقابل يسهل برمجة المباريات الودية في دول مثل سلوفينيا أو هولندا ومواجهة أنديتها الكبيرة مثل أياكس أمستردام متعاونة كثيراً، إضافة إلى أن القوانين في ألمانيا تمنع خوض مباراة أثناء هطول الأمطار.

شروطوحول ما إذا كانت الأندية الأوروبية تشترط دفع الأموال مقابل خوض تجارب ودية، أكد محمد راشد أن أغلب الأندية في ألمانيا تشترط ذلك لكن الأندية الهولندية على سبيل المثال تقبل لعب المباريات دون مقابل، وقال: أذكر أن فريق ميونيخ 1860 اشترط قبل 7 سنوات دفع مبلغ 23 ألف يورو من أجل لعب مباراة ودية.

وأشار محمد راشد إلى أن أغلب الأندية الإماراتية تفضل إقامة معسكراتها الخارجية بين منتصف شهر يوليو حتى 5 أغسطس وأن بعض الأندية تواجه بعض الصعوبات في استكمال تعاقداتها ما يربك حساباتها خلال المعسكر.

وعن أبرز المواقف التي صادفها خلال معسكرات الأندية، كشف محمد راشد أن هناك بعض اللاعبين المواطنين تألقوا في المباريات الودية أمام فرق أوروبية معروفة، ما دفع هذه الأندية لتقديم عروض لهم لكن هؤلاء رفضوها بسبب الحوافز المالية الكبيرة التي يحصلون عليها من أنديتهم.

تابعوا البيان الرياضي عبر غوغل نيوز