وائل السيسي لـ«البيان »: ندرة المواهب ظاهرة عالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد وائل السيسي، المدير الفني لأكاديمية نادي شباب الأهلي، أن ندرة مواهب كرة القدم أصبحت ظاهرة عالمية.

وكشف في حواره مع «البيان»، أن عمل الأكاديمية يعتمد على تنفيذ خطتين، الأولى قصيرة المدى وسريعة لتدعيم حاضر الفريق الأول للكرة بالنادي، والثانية طويلة المدى بهدف بناء مستقبل واعد للعبة داخل جدران «فرسان دبي».

وأشار إلى مشروع تم طرحه على مجلس دبي الرياضي، لتنفيذه مع معلمي التربية الرياضية في المدارس، بهدف زيادة ساعات تدريب اللاعب لتقترب من المعدل العلمي المطلوب، وإلى أن التحدي أمام فرق أكاديمية شباب الأهلي، سيكون أكبر هذا الموسم، بعد حصيلتها المتميزة والكبيرة في 2022 - 2023.

وتحدث وائل السيسي، عن توقعاته لفرق النادي في 2023 - 2024 وقال: التحدي بالموسم الحالي أكبر، بعدما حققنا إنجازاً كبيراً بحصد 9 بطولات الموسم الماضي «الاستثنائي»، وبالتالي أصبح الجميع يعمل ألف حساب لفرقنا ، والكل استعد بشكل جيد، باستقطاب لاعبين من داخل وخارج الدولة، أن الحفاظ على البطولات يحتاج أشياء كثيرة وعلينا بذل أقصى جهد لاستكمال مسيرة النجاح.

هدف

وعن أكاديمية شباب الأهلي، قال: هدفنا تقديم منتج عالي الجودة لتدعيم الفريق الأول بالنادي والمنتخبات، وبدأنا بالعمل على مواليد عام 2006، وبالفعل تم اختيار 6 لاعبين لمنتخب الشباب، وشارك محمد المنصوري وليث سهيل، مع الفريق الأول بالنادي، ولعبا معه مباراة في الموسم الماضي، وكان المدرب البرتغالي جارديم، سعيداً بهما.

ولكن برحيله توقف الأمر، وننتظر من الصربي ماركو نيكوليتش مدرب الفريق الأول الحالي، التعرف على لاعبي هذه الفئة العمرية، خاصة وأن ليث «17 عاماً»، حصل على جائزة أفضل ناشئ من مجلس دبي الرياضي، وهو من خريجي أكاديمية شباب الأهلي.

وكشف وائل السيسي عن تطوير العمل في الأكاديمية، موضحاً: بدأنا في تطوير هيكلة أكاديمية شباب الأهلي هذا الموسم، واستقدمنا محلل أداء عراقياً ولديه الجنسية الهولندية، ويملك خبرة كبيرة في الملاعب الأوروبية، بهدف تحليل الأداء الفردي للاعبي النخبة، وتطوير مراكز الدعم، وتعاقدنا مع معد بدني مغربي ولديه الجنسية الفرنسية لتطوير الجوانب البدنية للاعبين.

وتمت الاستعانة بكاميرتين تعملان بالذكاء الاصطناعي، ونقوم بتغذيتهما بالمعلومات المطلوبة، ونحصل على نتائج دقيقة للاعبين في المباريات، كما تعاقدنا على تركيب (حساس) في أحذية اللاعبين لتحليل معدلات السرعة، ودقة التمرير خلال المباريات، ونعمل أكثر على تطوير مراكز الدعم من خلال إعداد ملف لكل اللاعبين، وإجراء مقارنات دورية لتطوير الجوانب الناقصة فنياً وبدنياً، ليتم العمل على علاجها بطريقة فردية وجماعية.

تطوير

أوضح وائل السيسي، أن العمل في أكاديمية شباب الأهلي، يتم لتنفيذ خطتين قصيرة وطويلة المدى، وقال: عندما بدأنا في تنفيذ مشروع تطوير أكاديمية شباب الأهلي، وضعنا نصب أعيننا تنفيذ خطتين، والأولى قصيرة المدى لسد حاجة الفريق الأول، وفي العام الأول لنا في الأكاديمية، لاحظنا ارتفاعاً في معدل أعمار لاعبي الخط الخلفي إلى فوق 30 عاماً.

ولذا بدأنا نعمل على تجهيز مدافعين شباب بشكل أكبر، ولدينا الآن أحمد بن كاتا، وهو من مواليد 2006، وسيكون له مستقبل كبير لظهير اليسار في الفريق الأول، وكان لدينا اللاعب سيف من مواليد 2005، ولكنه تعرض للإصابة.

وأكمل: يتم في الوقت نفسه، العمل على خطة طويلة الأمد، ونركز خلالها على بناء العمود الفقري لمستقبل الفريق الأول، والمكون من حارس المرمى وقلبي الدفاع والمحاور والمهاجم، ويجري العمل على ذلك بشكل فردي وجماعي، بعدما لاحظنا أن أغلب أندية الدولة تتعاقد مع لاعبي محور ومهاجم وقلب دفاع من الأجانب أو المقيمين، وهدفنا أن نبني فريقاً شاباً يكون قادراً على خدمة الفريق الأول بعد 6 سنوات، ويدوم 10 سنوات تالية، ويكون قوامه الرئيسي من أبناء أكاديمية شباب الأهلي.

غياب  

وأعرب المدير الفني لأكاديمية شباب الأهلي، عن اقتناعه بندرة المواهب في الدولة، ولكنه شدد على أن هذا الأمر أصبح ظاهرة عالمية، وأوضح أن السبب من وجهة نظره، وجود أمور كثيرة تشغل الأطفال حالياً، وتبعدهم عن ممارسة الرياضة بشكل عام، وكرة القدم بصورة خاصة، وقال: قديماً، كانت المواهب تأتي من الفرجان، والأطفال كانوا يقضون وقتاً طويلاً في لمس الكرة.

وهذا الأمر كان ينمي لديهم موهبة الكرة، ولكن الآن الوضع مختلف، والأطفال مشغولون بالألعاب الإلكترونية والهواتف والأجهزة الذكية، ولذا كان من ضمن المشاريع التي عرضناها على مجلس دبي الرياضي، الدخول إلى المدارس، والعمل مع معلمي التربية الرياضية لتطبيق نفس برامج الأكاديمية في المدارس، بهدف استمرارية وتكامل العمل.

وشرح الفكرة، قائلاً: نتكلم عن متوسط ساعة مخصصة للتربية الرياضية يومياً في المدارس، وإذا تم تنفيذ البرنامج، سيكون لاعب الأكاديمية لديه من 4 إلى 5 ساعات أسبوعياً يتدرب خلالها كرة قدم في المدرسة، ومع إضافة ساعات التدريب في الأكاديمية، يكون اللاعب قد قضى حوالي 12 ساعة تدريب في الأسبوع.

وفي علم تدريب الكرة، أنه بداية من مرحلة 12 عاماً ووصولاً إلى الفريق الأول، يجب أن يقضي اللاعب 10 آلاف ساعة تدريب في الموسم الواحد، ولكن للأسف لا يتجاوز معدل ساعات التدريب، 3 آلاف ساعة في الموسم، ولذا قمنا في أكاديمية شباب الأهلي، بإضافة برنامج تدريب صباحي.

وأردف قائلاً: هدفنا من التدريب الصباحي، زيادة ساعات التدريب بما يفيد اللاعبين، ويساهم في تطوير أدائهم، ونشكر أولياء الأمور على تجاوبهم.

نسب 

وأكد وائل السيسي، أن نسبة نجاح العمل داخل أكاديمية شباب الأهلي، بعد وصولها إلى العام الثالث وفق المخطط الموضوع، وصل إلى 75 %. وقال : حددت مدة المشروع بثلاث سنوات، ونحن الآن في بداية عامه الثالث، والمفروض أن يتم خلاله تصعيد لاعب واحد إلى الفريق الأول، ولكننا سبقنا التنفيذ بعام كامل، بعدما تم تصعيد لاعبين اثنين إلى الفريق الأول الموسم الماضي، وهذا مؤشر إيجابي، ولدينا لاعبون مميزون، وسنتحدث مع الجهاز الفني للفريق الأول لرؤيتهم.

واختتم قائلاً: لدينا ثلاثة قطاعات للعبة في النادي، والقطاع الأول مدرسة الكرة من عمر 6 إلى 12 عاماً، والقطاع الثاني، أكاديمية الكرة من عمر 13 إلى 17 عاماً، والقطاع الثالث الأخير، من عمر 19 عاماً  إلى صفوف الفريق، ونحن لدينا في الأكاديمية نحو 220 لاعباً موزعين على 7 فرق، بعدما قمنا بتقليص الأعداد، والإبقاء على مميزين حتى لا يتم الضغط على المدربين.

والجهاز الفني للفريق الأول شريك أساسي لإنجاح المشروع، من خلال قابلية منح اللاعبين الشباب، الفرصة للعب مع الفريق الأول، ومتفائل بتحقيق المشروع أعلى معدلات النجاح، وسيرى الجميع ثماره خلال السنوات المقبلة.

 

Email